ما هو ثمن رفع العقوبات عن سورية؟!
- عقيل هنانو الثلاثاء , 18 نـوفـمـبـر , 2025 الساعة 12:08:02 AM
- 0 تعليقات

عقيل هنانو / لا ميديا -
رفع العقوبات المؤقتة عن سورية هو توأم رفع العقوبات عن العراق وليبيا والسودان. فلنقارن كي تكون التوقعات مصيبة ولا تخيب الآمال.
الأمريكي خطط ومرر وفرض اتفاقيات «كامب ديفيد»، و»وادي عربة»، و»أوسلو»، وتقسيم السودان، وغيّر النظام في العراق وليبيا وتونس ومصر... وقع اتفاقية نووية مع إيران بعد مفاوضات خمس سنوات طوال، ليلغيها قبل أن تصبح نافذة.
فرض التطبيع المغربي مع الصهيوني، فرض اتفاقية هدنة في لبنان نفذها الفريق اللبناني بحذافيرها وسلم السلاح في المناطق التي ذكرها الاتفاق للجيش اللبناني، فطلب الأمريكي تدمير تلك الأسلحة ورفض إدخالها في ملك الجيش اللبناني الذي يعترف به، وكان له ذلك؛ لكن الصهيوني حتى يومنا هذا يقصف ويغتال ويخطف اللبنانيين، والأمريكي مصاب بعمى وطرش وشلل لا يحرك ساكناً ضد الصهيوني؛ علماً أنه هو الضامن للاتفاق مع عملائه من الدول العربية والغربية.
في سورية، اتفاق رفع العقوبات المؤقت لمدة 180 يوماً يقع تحت البند السابع -الذي هو جزء من الفصل السابع- الذي يمنح حق الاحتلال العسكري للدول الغربية دون العودة مرة أخرى للأمم المتحدة، على عكس الفصل السابع الذي يتطلب جولة أخرى من التصويت قبل أي تواجد عسكري أممي.
يتجاهل الاتفاق المؤقت بالمطلق الاحتلال الصهيوني لثلث مساحة سورية وكامل سيادتها على سمائها وقرارها السياسي، لا يطالب بالانسحاب الصهيوني والتركي، ولا يحدد زمن انسحاب قواته من الشرق السوري. لم يحدد متى تستعيد سورية سيادتها على نفطها أو زرعها أو مياهها... فقط ترفع العقوبات كي تدخل الشركات الأمريكية لتعيد البناء كما في العراق وليبيا، دون أي مشاركة لشركات ومؤهلات وطنية سورية.
فلنقرأ عن الوضع الاقتصادي للدول العربية التي طوعها الأمريكي. لنقرأ عن القرارات السيادية التي اتخذتها تلك الدول لمصلحة شعوبها بعد أن أصبحت أمريكية الهوى صهيونية السياسة، لا لشيء، فقط كي لا ننتظر خمسين عاماً أو أكثر لرخاء وأمن اجتماعي وسلم داخلي وعمل واقتصاد ذاتي واكتفاء داخلي موعود لن يأتي، ولن يكون بناءً على تجارب من سبقنا في الخضوع والخنوع، وكي نعي ما نحن مقدمون عليه، وأدعو الله أن أكون من المخطئين، وإن كنت أشك أن أكون.










المصدر عقيل هنانو
زيارة جميع مقالات: عقيل هنانو