عثمان الحكيمي

عثمان الحكيمي / لا ميديا -
تتبلور أي أزمة عالمية عبر تداخل معقد بين عوامل داخلية ودولية متعددة. ولا تختلف حرب أوكرانيا عن هذه القاعدة التي تحكم تعقيدات الصراعات الكبرى. فاندلاع الحرب واتساع رقعتها لم يكن وليد صدفة، بل نتيجة تشابك متغيرات محلية وإقليمية وعالمية متداخلة، ما يجعل تحليل هذه العوامل ومواقف الأطراف الفاعلة ضرورة حتمية لفهم أعمق لطبيعة الصراع وأبعاده المتعددة.
تتجلى الحرب الأوكرانية - الروسية بأبعاد استراتيجية تغطي المنطقة بأسرها، فتشكّل نقطة تصعيد حاسمة داخل النظام الدولي، لاسيما في قلب أوروبا، حيث تتعرض البنى السياسية والأمنية لاضطرابات متواصلة.
في سياق هذه المواجهة، تُعتبر الولايات المتحدة اليوم القوة الفاعلة التي تقود المشهد الأوروبي بنفوذ متزايد في السياسة والأمن، فيما تجد روسيا نفسها بين تحديات وضغوط متراكمة تقلص قدرتها على الحفاظ على مكانتها والتأثير في الشؤون الدولية. هذا الصراع يعكس ديناميكية جديدة في ميزان القوى العالمي، إذ تتبدل موازين النفوذ وتتجدد المنافسات بأبعاد خطيرة.
تبوأت أوكرانيا موقعاً مركزياً في الصراع الجيوسياسي الدولي، حيث تتشابك مصالح قوى كبرى مثل روسيا، الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، على أرضها وعلى خط البحر الأسود. فقد تحولت الحرب إلى معركة كبرى على النفوذ والهيمنة في أوروبا الشرقية. الحرب في أوكرانيا تعكس تنافساً عميقاً في الأبعاد السياسية، الاقتصادية، والثقافية لأوكرانيا، التي تقف على مفترق طرق استراتيجي بين الشرق والغرب.
أهمية أوكرانيا لا تكمن فقط في امتيازاتها الجغرافية، بل وفي مواردها الاقتصادية الضخمة ودورها الحيوي كبوابة عبور للطاقة من روسيا إلى أوروبا، فضلاً عن سوقها الواعدة لتبادل السلع والخدمات. كما تمثل رقعة أساسية في إعادة رسم خريطة النظام الدولي وتوازنات القوى العالمية.
في هذا المقال، سنغوص في دراسة متأنية لأوكرانيا من زاوية القوى الفاعلة الثلاث: روسيا، الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، عبر استكشاف أبعادها الجغرافية السياسية والثقافية، التي جعلتها حجر الزاوية في الصراع الدولي الراهن.

أوكرانيا رقعة الشطرنج الكبرى في أوروبا الشرقية.. الأهمية الاستراتيجية
تتمثل الأهمية السياسية والاستراتيجية لأوكرانيا في موقعها المحوري والحساس كميدان رئيسي للتنافس الدولي على النفوذ في أوروبا الشرقية، فهي نقطة التقاء بين القوى الكبرى التي تحمل أجندات متباينة ومتضاربة. بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، برزت أوكرانيا كدولة مستقلة تتمتع بالسيادة؛ لكنها استمرت في جذب الأنظار بما تملكه من موقع جغرافي استراتيجي يجعلها محور اهتمام متصاعد لدى كل من روسيا وأوروبا والولايات المتحدة.
الولايات المتحدة وأوروبا يعتبرون أوكرانيا بوابة لتعزيز النفوذ الغربي في المنطقة، في ظل سعيهم الحثيث لاحتواء توسع النفوذ الروسي، ومنع تمدد حلف شمال الأطلسي (الناتو) نحو حدود روسيا. بالمقابل، تسعى روسيا للحفاظ على هيمنتها الإقليمية التقليدية؛ إذ ترفض بشكل قاطع فقدان هذه الدولة لكامل نفوذها السياسي، خاصة أن أوكرانيا تمثل بالنسبة لها "الحائط الأمامي" ضد التمدد الغربي.
سياسياً، تبرز أوكرانيا كجبهة مواجهة بين القيادة الروسية، التي تسعى للحفاظ على نفوذها وتصد توسع التأثير الغربي، والقوى الغربية التي تزعم دعم ما يُسمى تعزيز القيم الديمقراطية والليبرالية. بعد الثورة البرتقالية عام 2004 وتحول التوجه السياسي نحو الغرب، ازداد الدعم الغربي لأوكرانيا وضوحاً، ما يعكس استراتيجية تهدف إلى إضعاف النفوذ الروسي وإدماج أوكرانيا في دائرة النفوذ والسياسات الغربية.
على صعيد العلاقات الدولية، لعبت أوكرانيا دوراً حيوياً في استراتيجيات حلف الناتو للتوسع شرقاً عبر شراكات متزايدة، وهو ما مثل مصدر توتر استراتيجياً مع روسيا، وزاد تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.
على الجانب الداخلي، عكس التباين العميق في الهوية الوطنية لأوكرانيا -بين شرقها المتشابك ثقافياً وسياسياً مع روسيا، وغربها المائل نحو أوروبا- أزمة هوية جرت البلاد إلى نقطة توتر إضافية أثرت بدورها على استقرار المنطقة بأسرها. هذه الانقسامات لم تُعتبر فقط محل نزاع داخلي، بل امتدت لتصبح عنصراً محورياً في الصراع الدولي، حيث استثمرت القوى الكبرى تلك الانقسامات لتعزيز مواقفها ودعم أجنداتها الإقليمية والعالمية. في المجمل، عكست الأهمية السياسية لأوكرانيا رغبة القوى العالمية في إعادة تشكيل النظام السياسي والأمني في أوروبا الشرقية، واستخدام أوكرانيا كأداة محورية لتحقيق أهداف استراتيجية، سواء عبر الحفاظ على النفوذ الروسي التقليدي، أم تحقيق التوسع السياسي والجغرافي للغرب.

البُعد السياسي للحرب في أوكرانيا ومواجهة المصالح بين روسيا وأمريكا وأوروبا
تُعد الحرب في أوكرانيا من أشد الصراعات السياسية الدولية تعقيداً؛ إذ تتقاطع فيها مصالح وأهداف ثلاث قوى كبرى، هي: روسيا، الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ما يجعل النزاع ذا أبعاد استراتيجية عميقة ومتداخلة.
بالنسبة لروسيا، تمثل أوكرانيا خط الدفاع الأمامي عن أمنها القومي وهويتها السياسية كقوة عظمى. تسعى موسكو للمحافظة على نفوذها التقليدي في فضاء الاتحاد السوفييتي السابق، وصدّ توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي تعتبره تهديداً وجودياً مباشراً لأمنها. كما تهدف روسيا إلى تعزيز مكانتها في النظام الدولي الجديد، عبر تأكيد دورها كلاعب إقليمي وعالمي لا يمكن تجاهله، معتبرة الحفاظ على أوكرانيا ضمن دائرة نفوذها حماية لمصالحها الاستراتيجية ومنع ما تراه مؤامرة غربية لتضييق الخناق عليها.
أما الولايات المتحدة فتنظر إلى الصراع في أوكرانيا كجزء من حرب أوسع للحفاظ على هيمنتها العالمية وإضعاف النفوذ الروسي. فهي تعتمد على دعم كييف دبلوماسياً وعسكرياً لتقييد توسع روسيا واحتواء قوتها، مستغلة الحرب كأسلوب للحرب بالوكالة بهدف تحجيم خصمها الاستراتيجي. وتسعى واشنطن من خلال ذلك إلى إعادة فرض توازن القوى العالمي وفق قواعد النظام الدولي الذي تصيغه، عبر إضعاف روسيا وتحجيم تحالفاتها الإقليمية والدولية.
الجانب الأوروبي، يتعامل مع الحرب بوصفها تهديداً مباشراً لأمن واستقرار القارة. تسعى الدول الأوروبية بكل طاقتها لبناء نظام أمني قادر على ردع موسكو وحماية حدودها الشرقية الحيوية، بالإضافة إلى تأمين مصالحها الاقتصادية والسياسية في المنطقة. وتتمركز أهمية أوكرانيا الاستراتيجية في كونها نقطة تماس حاسمة لقومية أوروبا وأمنها القومي، في ظل تهديد استمرار النزاع لوحدة واستقرار الاتحاد الأوروبي، خصوصاً مع تزايد التوترات داخل الدول الأعضاء المجاورة لمنطقة الصراع. يسعى الاتحاد الأوروبي لتعزيز الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لكييف، وبناء تحالف دولي متماسك يحقق توازن قوى جديداً يضمن أمن القارة وأمنها المستدام.
بهذا الشكل، تشكل الحرب في أوكرانيا معركة سياسية معقدة تمزج بين المصالح الإقليمية والعالمية، وتبرز كساحة للصراع النفوذ بين روسيا، أمريكا، والاتحاد الأوروبي. يسعى كل طرف إلى إعادة تشكيل النظام الدولي وفق رؤيته واستراتيجيته الخاصة، بينما تبقى أوكرانيا ساحة حاسمة لهذا الصراع الذي يلقي بظلاله على استقرار وأمن العالم بأسره.

أسباب ودوافع اهتمام روسيا الاستراتيجي والسياسي بأوكرانيا
تمثل أوكرانيا بالنسبة لروسيا أكثر من مجرد دولة مجاورة؛ فهي محور استراتيجي وجيوسياسي حيوي يحدد مدى قدرة موسكو على المحافظة على مكانتها كقوة إقليمية وعالمية. تتجلى أهمية أوكرانيا لروسيا في ثلاثة أبعاد رئيسية توضح الدوافع الأساسية لموقفها في الصراع الحالي:
 الأهمية الجيوسياسية والجيوستراتيجية: تمتد أوكرانيا على مفترق طرق بين أوروبا الغربية وروسيا وآسيا، ما يمنحها موقعاً استراتيجياً محورياً للتحكم في ممرات الطاقة وطرق النقل الحيوية. من منظور أمني، تعتبر موسكو أوكرانيا "الحزام الدفاعي الأمامي" الذي يمنع تمدد نفوذ حلف شمال الأطلسي (الناتو) باتجاه حدودها، والذي تنظر إليه روسيا كتهديد وجودي مباشر. لذا، تسعى روسيا للحفاظ على سيادتها في هذه المنطقة الحيوية، سواء عبر التحكم المباشر أم بإيجاد نفوذ سياسي قوي يعوق تحالف أوكرانيا مع الغرب. إضافة إلى ذلك، يكتسب الساحل الأوكراني على البحر الأسود أهمية بالغة لروسيا، بسبب القاعدة البحرية في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، التي تسمح للبحرية الروسية بالسيطرة على البحر الأسود والبحر المتوسط، وتهيئة موقع استراتيجي للدفاع والانتشار البحري. السيطرة على هذه المنطقة تعطي موسكو نفوذاً كبيراً في المنطقة، وتعزز موقفها في المواجهات السياسية والعسكرية في أوروبا الشرقية.
 الأهمية الجيواقتصادية: تلعب أوكرانيا دوراً محورياً كممر رئيسي لأنابيب النفط والغاز الروسية المتجهة إلى أوروبا، إذ يمر من خلالها حوالى 80% من الغاز الروسي المصدر إلى القارة الأوروبية. هذا يجعل أوكرانيا أداة ضغط هامة في العلاقات الثنائية بين روسيا وأوروبا؛ إذ يمكن لموسكو عبر هذه الأنابيب التأثير على أمن الطاقة الأوروبي والاقتصاد الغربي ككل. إلى جانب الدور الطاقي، تمثل أوكرانيا اقتصاداً غنياً بالموارد الطبيعية وذات قطاع زراعي وصناعي قوي، ما يجعلها شريكاً اقتصادياً مهماً لروسيا من ناحية التجارة والاستثمارات. الانفصال التام أو فقدان النفوذ في أوكرانيا يعني خسارة موسكو فرصاً اقتصادية مهمة تؤثر في ميزان القوى الاقتصادية الإقليمية.
 الأهمية الجغرافية الثقافية: يرتبط الشعبان الروسي والأوكراني بجذور تاريخية وثقافية عميقة تمتد لقرون. في المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا، يعيش عدد كبير من الناطقين بالروسية، يشكلون شريحة ثقافية ولغوية مؤثرة. تحتل هذه المناطق أهمية استراتيجية للحفاظ على الهوية الثقافية الروسية، ودور موسكو في تشكيل مستقبل هذه الهويات المشتركة. فإذا فقدت روسيا هذه "الجغرافيا الثقافية" فإن ذلك يعني تآكل النفوذ الروسي على الصعيد الثقافي، وهو ما يتجاوز حدود الصراع العسكري والسياسي إلى استنزاف مقومات الهوية، التي تشكل جزءاً من منظومة مصالحها الاستراتيجية. لذلك، يعتبر هذا البعد حساساً جداً في مواجهة موسكو، ويلقي بظلاله على كل التحركات السياسية والعسكرية إزاء الحرب الأوكرانية.

الأهمية السياسية لأوكرانيا بالنسبة للولايات المتحدة
تمثل أوكرانيا نقطة استراتيجية محورية في السياسة الخارجية الأمريكية؛ إذ تتقاطع فيها مصالح الأمن القومي مع أهداف الهيمنة الجيوسياسية والقيم الديمقراطية التي تروّج لها الولايات المتحدة على الساحة الدولية. تتجلى أهمية أوكرانيا بالنسبة لأمريكا في بعدين رئيسيين:
 الأهميــــة الجيـــوســـياسيـــة والجيواستراتيجية: تقع أوكرانيا على جسر التقاء الشرق والغرب، وتحدّ مباشرة الحدود الغربية لروسيا، ما يجعلها ساحة مواجهة حيوية بين نفوذ موسكو ونفوذ الغرب بقيادة الولايات المتحدة. تسعى أمريكا -من خلال دعمها السياسي والعسكري والاقتصادي- إلى إعاقة التوسع الروسي في أوروبا الشرقية، والحد من سيطرة روسيا على مناطق استراتيجية هامة في المنطقة. يعمق هذا الدعم النفوذ الأمريكي في منطقة يُنظر إليها كحجر زاوية لمصالح واشنطن الأمنية والاستراتيجية. كما تمثل أوكرانيا جزءاً أساسياً من استراتيجية الولايات المتحدة لإعادة إنشاء توازن القوى الدولي وتقويض نفوذ القوى الإقليمية المنافسة على المسرح العالمي.
 الأهمية الجغرافية الثقافية: تولي الولايات المتحدة أهمية كبيرة لدعم وتعزيز القيم التي تروّج لها "الديمقراطية وحقوق الإنسان" كركيزة في رؤيتها للعلاقات الدولية. في هذا الإطار، ترى الولايات المتحدة في أوكرانيا نموذجاً حيوياً للديمقراطية الناشئة التي تواجه النفوذ الروسي، وهو ما يُتيح لأمريكا فرصة استثمارية لإظهار نفسها كحاملة لراية الحرية والديمقراطية عالمياً. تسعى واشنطن لتعزيز الروابط الثقافية والتبادل الإنساني مع أوكرانيا، عبر برامج التعاون والتأثير الناعم، لتوطيد تحالفات مستدامة تقلص فرص عودة الهيمنة الروسية على الساحة السياسية والثقافية هناك، وتعزز قدرتها على بناء نفوذ طويل الأمد في منطقة ذات أهمية جيوسياسية بالغة.

أهمية أوكرانيا للاتحاد الأوروبي
تحتل أوكرانيا موقعاً مركزياً في الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية للاتحاد الأوروبي، نظراً لأثرها الكبير على أمن واستقرار القارة الأوروبية. يمكن تلخيص أهمية أوكرانيا للاتحاد الأوروبي في بعدين رئيسيين:
 الـمـــــوقــــع الجيوسياســـــي والاستراتيجي: تقع أوكرانيا في قلب أوروبا الشرقية، وتشكل جسراً حيوياً بين أوروبا الغربية وروسيا ومنطقة أوراسيا الأوسع. هذا الموقع الاستراتيجي يجعلها نقطة تقاطع رئيسية للتوازنات السياسية والأمنية في المنطقة. الحدود التي تربط أوكرانيا بعدد من دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء، مثل بولندا، المجر، سلوفاكيا، ورومانيا، وكلها ضمن حلف الناتو، تُعزز أهمية أوكرانيا كخط فاصِل بين النفوذ الغربي والروسي.
ينظر الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز وجود أوكرانيا في فضائه كنقطة محورية لترسيخ الاستقرار السياسي وتقليل المخاطر والتوترات التي قد تنشأ بسبب التداخلات الروسية، ما يدفع الاتحاد إلى تعزيز التعاون السياسي والأمني معها. كما تكتسب أوكرانيا أهمية استراتيجية من كونها بوابة رئيسية إلى منطقة البحر الأسود، التي تشكل ممراً اقتصادياً وسياسياً حيوياً لتدفق خطوط نقل الطاقة والتجارة التي تخدم مصالح أوروبا.
 الأهمية الجيواقتصادية: تمتلك أوكرانيا موارد طبيعية غنية، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي المهم على مسارات نقل الطاقة من روسيا إلى أوروبا. يمر عبر أراضيها حوالى 80% من الغاز الطبيعي و75% من النفط الذي تستورده دول الاتحاد الأوروبي من روسيا، ما يجعلها "بوابة الطاقة" الحيوية لأوروبا ويكسبها أهمية بالغة في السياسات الاقتصادية والطاقة الأوروبية. علاوة على ذلك، تمثل أوكرانيا سوقاً استهلاكية كبيرة، وهي بذلك شريك اقتصادي ذو وزن في المنطقة.
الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لأوكرانيا، لاسيّما في قطاعات الزراعة والصناعات التحويلية، بينما تلعب الاستثمارات الأوروبية دوراً مؤثراً في تعزيز التنمية الاقتصادية الأوكرانية. سعى الاتحاد الأوروبي إلى توطيد الروابط الاقتصادية من خلال اتفاقيات التجارة الحرة والشراكات الاستراتيجية، بهدف دمج الاقتصاد الأوكراني أكثر مع الاقتصاد الأوروبي، ودعم الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تعزز التقارب مع معايير الاتحاد، ما يُسهم في بناء شراكة تدعم الاستقرار والتنمية لكلا الطرفين.
ختاماً: تُبرز أوكرانيا اليوم مركزاً محورياً في الصراع بين القوى الكبرى، حيث تتقاطع فيها الأبعاد السياسية والاقتصادية بتشابك معقد يعكس التنافس على النفوذ والهيمنة. تستمر الحرب في التأثير على استقرار النظام الدولي وأمن الطاقة العالمي، ما يجعل فهم هذه الأبعاد أمراً ضرورياً، إذ تظل الحرب الأوكرانية مفتاحاً لفهم ديناميكية الصراعات الدولية في المستقبل.

أترك تعليقاً

التعليقات