إهانة قاتلة!
 

أشرف الكبسي

د. أشرف الكبسي / لا ميديا -
إن كانت الإهانة إساءة عابرة بلفظ أو فعل جارح، فما من رجل إلا وتعرض لإهانة!
وله أن يردها بمثلها أو أحسن منها!
ومن دق باب الناس، دقوا بابه!
وله أن يتجاهلها ويمضي، متأسياً قول الشاعر:
إذا نطق السفيهُ فلا تُجِبْهُ... فخيرٌ من إجابته السكوتُ
أو أن يرتدي لباس الحكمة: لا أعض الكلب الذي عضني!
وله -خوفاً أو طمعاً- أن يعتادها ويتقبلها ويدمنها حتى تلازمه كظله، فيصدق عليه: "ما يعز الله هيِّن"!
فأي إهانة تلك التي تقتل الرجل؟!
إنها يا سادة، مزيجٌ من الإساءة والتهجُّم والظلم والخذلان، يصاحبه شعور بالعجز وقلة الحيلة ونسف القيمة، تتكثف جميعها في وهلة انكسار معلنة ومشهودة، فيتشظى لها قلب العزيز الحر، وينفطر نازفاً كما لا يفعل به خنجر يماني مسموم!
أتعلمون لماذا يقومون بتغطية عيني الصقر بعد اصطياده؟!
لأنه لا يتقبل رؤية نفسه أسيراً كسيراً مهاناً، فيبدأ بنتف ريشه ونقر جسده حتى يدمى ويموت! إنه ببساطة لا يحتمل الإهانة!

أترك تعليقاً

التعليقات