طاهر علوان الزريقي / مرافئ -
من النادر أن يجمع نقاد السينما في العالم حول فيلم واحد كما أجمعوا على نجاح فيلم «حمر»، إذ وضعوه في صف «دكتور جيفاكو» و»لورانس العرب»، ووصل اندفاع بعضهم لحد القول بأنه أفضل فيلم سينمائي منذ «ذهب مع الريح». وفي صالات العرض لم يختلف موقف الجمهور عن موقف النقاد، فمن أمريكا إلى أوروبا إلى لبنان حيث عرض الفيلم وتحول من عنوان فيلم سينمائي كبير إلى حدث ثقافي.
قصة الفيلم مقتبسة عن كتاب «عشرة أيام هزت العالم» للصحافي الأمريكي جون ريد، الذي أحب صحافية أمريكية من رائدات الحركات التحررية وتزوجها واندفع لتأييد الثورة البلشفية وحاول أن يشكل حزب شيوعياً في أمريكا ولم ينجح، أصر على البقاء في موسكو لدعم الثورة ومات فيها، وكان الأمريكي الوحيد الذي دفن في جدار الكرملين إلى جانب كبار زعماء الثورة السوفييتية.
الفيلم يروي حياة جون ريد خلال الثورة السوفييتية، إضافة إلى عرض سريع لوضع «الانتليجنسيا» اليسارية في أمريكا ونظرتها للتحرر والحرب العالمية الأولى، وهناك أيضاً قصة فشل جون ريد في تحديد مسيرة الحزب الاشتراكي الأمريكي ويتم طرده من الحزب، وتأتي الثورة السوفييتية وانتقال جون ريد إلى موسكو لتغطية أخبارها والعيش فيها. 
فيلم «حمر» يبقى أولاً وأخيراً قصة حب جون ريد ولويز برانيت ومن أجلها يقع في الأسر في فنلندا ويتم تحريره مقابل مقايضة بخمسين أسيراً عند السوفييت، عندها تقرر لويز اجتياز شمالي أوروبا على الزلاجة كي تصل إليه، ولكن مرضاً خبيثاً كان قد بدأ ينهشه، ليموت جون ريد في أحد مستشفيات موسكو ولويز إلى جانبه.
عندما عرض الفيلم في أمريكا تصفيق الجمهور يبدأ مضطرباً لينتهي بشكل حماسي. وفي بيروت حيث من النادر أن ترى جمهوراً منوعاً بهذا الشكل داخل الصالة الواحدة شباب، كبار السن، رجال السلك الدبلوماسي، جنود الأمم المتحدة، من دون أن ننسى الرفاق طبعاً. وفي موسكو بالإضافة إلى التصفيق ارتفعت الأصوات تغني لانترناسيونال.