طاهر علوان الزريقي / مرافىء -

هناك محاولات عديدة لتحرير السينما الأمريكية من المال والسيطرة الصهيونية التي تمثلت بالتحكم بالجوائز السينمائية العالمية، والكثير من الممثلين والمخرجين الباحثين عن النجومية والشهرة والمال وجدوا في الدعاية الصهيونية حول (حق) اليهود بالعودة إلى فلسطين ممر عبور إلى العالمية. وكان لا بد للمخرج الأمريكي الكبير والشهير ستيفن سبيلبرغ أن يمر في نفقها بعد أن فشل مرات عديدة في الحصول على جوائز الأوسكار لعدم موافقة الداعم المالي الصهيوني، وبإخراجه فيلم عن (حق) اليهود بالعودة إلى فلسطين تمكن من حصد 7 أوسكارات دفعة واحدة لإخراجه فيلم «لائحة شيندلر»، حيث جسد من خلال الفيلم صورة كاذبة عن المأساة التي تعرض لها اليهود في حياتهم عبر دخولهم إلى أفران الغاز النازية، ومعاناة الاغتراب والذل خارج (وطنهم)، ويختم سبيلبرغ فيلمه بمشهد تكرر مئات المرات في السينما العالمية الصهيونية، إذ ينتشر آلاف من اليهود الذين نجوا من الموت والمحرقة على شكل خط بشري يملأ الأفق متجهين نحو مستقبل رغيد في «إسرائيل» وهم يغنون «القدس يا مدينتي الذهبية»، الفيلم أثار زوبعة من الاحتجاجات والاستياء وسيلاً من الانتقادات.
نجد في هذا الفيلم والجوائز التي حصدها تتويجاً للعنف والاغتصاب والهيمنة ومصادرة حقوق الآخرين، حيث لا يستحق الفيلم تلك الجوائز من الناحية الفنية والموضوعية، ويعتبر الفيلم من نمط تلك الأفلام التي تبتعد عن إبراز القيم الإنسانية التي يفتقر لها الجمهور الأمريكي بعد سيطرة العنف والتحايل والأكاذيب والإباحية على معظم الأفلام الأمريكية، وبالرغم من كل ذلك وتلك الجوائز فإن الخاسر الأكبر كان سبيلبرغ؛ حيث فشلت رهاناته التي كان يعتقدها بأن هذا الفيلم سيعيد إليه أمجاده السابقة!