إنصاف أبوراس / مرافىء -

قديماً كانت الليالي أقل برودةً من الآن. لم يكن الدثار سميكاً. البيوت تحتلها الثقوب التي تتسلل عبرها تيارات الهواء التي ما إن تدلف حتى تستقر في زاوية التجاهل التي تبقت فارغة منا وقد تجمعنا حول مائدة التسلية التي تقص على أرواحنا الحكايات، يقال بأن دفء الحب يغلب برد الكراهية، نعم بطريقة عجيبة ينهزم الزمهرير أمام طوفان المشاعر داخل القلوب النقية، تستمر الحكاية تلو الأخرى حتى ينسى الصقيع دوره فيتلاشى، تختلط الأنفاس الدافئة معه فلا يبقى سوى دفء اللحظات فحسب.