إنصاف أبوراس / مرافىء -

صغيرة كنت وأنا أصغي بإحساس امرأة بلغت مائة عام من اليقين، أرتب سطور الحكايا حسب رغبة الحلم فيّ. بطل القصة وطنٌ، أنا فيه مازلت برعم زهرة لم يتفتح بعد. أحاول النمو بسلام، لكن رحم الواقع كان مشوهاً.
أنا وذلك المكان المسمى «وطنا» لسنا سوى كائنات حبرية تصطف كقصيدة ثائر يغنيها العندليب. تُنسى في نهاية كل مناسبة وطنية، فتنتهي كأنها لم تكن.
حاولت الإصغاء لتفاصيل القصة. أقنعت الروح بأنه ليست كل القصص خيالية، ثمة جانب منها على الأقل تنبض فيه روح الحقيقة، كقصة البرعم المندس في رحم الأرض ينتظر بصبرٍ تحوله إلى حديقة مزهرة تزين وجه الوطن.
كم أن تأليف قصة ليس بالعمل الهين! كم أن خلق روح تناسب أن تكون جزءاً يكمل نقص الحلم، بالعمل الشاق! كم من الصعب أن تكون ضمن تفاصيل الحكايا، وتعبر فوق رغبتك الكثير من السطور التي أهملت، أن تخط بينها شيئاً كنت به ستكون أكمل وأجمل!
مازلت أصغي لبقية الحكاية؛ لأن يقيني يخبرني بأنني سأجدني في نهاية السطور وأجد الوطن.