حاوره: طلال سفيان / لا ميديا -

فارس قادم من الزمن الجميل، ونجم كروي ينتمي لعائلة أسست أول مداميك الرياضة والإعلام في شمال الوطن (سابقا).
لاعب لا يقبل القسمة على اثنين. مواقف قوية وثابتة مع ما يجري لمعشوقته الأولى (اليمن) من عدوان همجي، وهو أمر سخر لها المقاتل الغيور قلمه وصوته وأقدامه على الملاعب بركل الكرة إلى مرمى الفساد الرياضي.
لؤي هديان استضافه ملحق "لا الرياضي" بحوار جريء منبثق من قلب نجم جميل وشجاع.
 مرحبا كابتن لؤي هديان في ملحق "لا الرياضي"!
- حياكم الله وأتشرف أن أكون أحد ضيوف ملحق "لا الرياضي".

أسرة رياضية
 كيف بدأت قصتك مع الزهرة النادي كلاعب ينتمي لأسرة كروية عريقة؟
- قصتي مع كرة القدم كانت من والدي الغالي، فهو أحد مؤسسي نادي الزهرة وأول رئيس للنادي، فكان حبنا للرياضة من أبي، وكل إخواني رياضيون، أننا أسرة رياضية كاملة.
 رغم شهرتك في التسعينيات كلاعب إلا أنك كنت بعيدا عن المنتخبات الوطنية؟
- لأنني كنت في نادي الزهرة، ولو كنت في ناد كالوحدة أو الأهلي في تلك الفترة لكنت في كل المنتخبات المشاركة. ومع ذلك شاركت مع المنتخب الأولمبي والمنتخب المدرسي في البطولة العربية بلبنان.

اختيار لاعبي المنتخبات بيد الإداريين
 برأيك كيف يتم اختيار اللاعبين للمنتخبات؟ وهل مازال الأمر على الحال ذاته حتى اليوم؟
- عملية اختيار اللاعبين هي نفسها في السابق أو الآن، لم يتغير شيء، لأن القائمين على الرياضة يحبون أن يكون لهم يد ورأي في عملية اختيار لاعبي المنتخب، لذلك يحرصون على أن يكون مدرب المنتخب من الشخصيات الضعيفة أو من المدربين درجة ثالثة أو رابعة، ليسهل عليهم السيطرة على قراراته في اختيار لاعبي المنتخب وحتى تشكيلة المنتخب نفسها في الملعب.

الاحتراف أوقفني عاماً
 تنقلت ما بين أندية 22 مايو والشعب والوحدة.. ما أسباب هذه التنقلات؟
- كما قلت سابقاً، والدي من مؤسسي نادي الزهرة، فكان حبي وعشقي للنادي، وعندما تم الدمج بين أندية الزهرة والمجد وحمير وتأسيس نادي 22 مايو أحسست بغربة عن هذا النادي، وفي الوقت نفسه حصلت على عرض احتراف في نادي الهلال الساحلي، ولكن بسبب الدمج تم رفض الطلب وتوقيفي عاماً عن اللعب، وبعد التوقيف انتقلت للعب في نادي الوحدة الصنعاني.
 خلال فترة لعبك هل تلقيت عروضاً للعب مع أندية محلية أو خارجية؟
- محليا حصلت على عرض احتراف في الهلال الساحلي، واتفقنا على كل التفاصيل الخاصة بمقدم العقد والمستحقات ولكن إدارة 22 مايو وبدعم من وزير الشباب والرياضة حينها عبدالرحمن الأكوع رفضوا انتقالي وتم توقيفي عن اللعب.
أما خارجيا فحصلت على عرض للعب في نادي الترسانة المصري، ولكن إدارة نادي الزهرة رفضت الرد على الفاكس المرسل من نادي الترسانة.

فساد الإدارة سبب الفشل
 بعد تركك للعب لماذا لم نرك ضمن الأجهزة الفنية أو الإدارية في ناديك؟
- تلقيت عروضاً للتدريب وكذلك بالعمل كإداري، ولكن لن تنجح إذا كانت الإدارة فاسدة ولا يوجد لديها طموح بالتطور وتحقيق الإنجازات وهمها هو البحث عن المدربين أو الإداريين الذين يرضون بالفتات وليس لهم طموح في عمل وتحقيق إنجازات للنادي.

عقليات بالية
 بالنسبة لحال الكرة اليمنية.. كيف هي اليوم؟
- من سيئ إلى أسوأ، لأن الإداريين الموجودين حاليا، سواء في الأندية أم في الاتحادات، منفصلون عن الواقع، ومازالت عقلياتهم تعمل بعقلية الثمانينيات والتسعينيات، إلا من رحم ربي.
 وهل هذا هو نفسه حال الأندية؟
- من يديرون شؤون الأندية أصبحوا فاسدين بكل معنى الكلمة، وبالذات مع الاستثمارات والإيجارات التي تملكها الأندية، وكأنها ملك خاص، وبالذات إدارة نادي 22 مايو (كمثال على حالة تسيير الأندية)، فلو قدر لهذه الإدارة عمل لوحة باب النادي وكتبوا عليها "ممنوع الاقتراب" لعملوها.

"السياسي" يقهر "الشرعية"
 منذ توقف عجلة دوران الأنشطة الرياضية في البلاد نتيجة للعدوان، هناك اليوم أنشطة كروية ورياضية تقام كتنشيطية أو في المناسبات كالمولد النبوي.. كرياضي كيف ترد على من ينتقدون هذه الأنشطة؟
- كل من ينتقد أي نشاط رياضي في هذه المناسبات هم ممن لا يزالون ضمن بوتقة ما تسمى "الشرعية" وقلوبهم معها، لأن أي عمل أو نشاط رياضي يحسب للمجلس السياسي يسبب لهم الوجع والقهر.

 اتجهت لتحكيم بعض المباريات، كما اتجهت للكتابة بآراء جريئة تطرحها عبر مواقع التواصل الاجتماعي...
- بالنسبة للتحكيم أنا أقوم بتحكيم المباريات في الأنشطة الرمضانية فقط.
أما بالنسبة لكتاباتي في مواقع التواصل الاجتماعي فهذا واجب عليَّ وعلى كل مواطن حر، أن يدافع عن أرضه ووطنه بكل وسيلة ممكنة ضد العدوان ومرتزقته.
 ما هي أبرز المشاكل التي كانت تواجهكم كلاعبين؟
- أهم المشاكل في وقتنا كانت الملاعب الترابية والدعم المالي القليل جدا جدا.

جيلنا مظلوم
 هل ترى أنك ولاعبي جيلك ظلمتم؟
- أكيد ظُلمنا، بل ومنا الكثير ظُلم، وعلى رأسهم الكابتن حسين جباري، الذي لديه إصابة مزمنة ولم يحصل على التكريم اللائق الذي يستحقه، وأيضا هناك الكثير والكثير.
 حاليا ما الذي يعمله الكابتن لؤي؟
- حاليا أنهيت دورة ثقافية خاصة بالرياضيين هدفها تصحيح المسار الرياضي، وإن شاء الله نكون عند حسن الظن.

هدف مارادوني
 ما هي المباراة الأجمل والأخرى الأسوأ لك؟
- المباريات الجميلة كثيرة، ومنها مباراتنا ضد وحدة عدن في موسم 96/97م عندما راوغت أكثر من 7 لاعبين وسجلت هدفاً وسمي في الصحافة في ذلك الوقت بالهدف المارادوني. وأسوأ مباراة كانت ضد الصقر في تعز وخسرنا 2/1 وهبطنا للدرجة الأولى.
  شخصيات وقفت معك منذ بدايتك حتى توقفك عن اللعب...
- أكثر من شجعني والدي الغالي حفظه الله، وأيضا إخوتي كلهم بلا استثناء، فقد كانوا يشجعونني باستمرار، وأيضا هناك الكثير ممن دعموني مثل الرائع الذي لا نستطيع أن نجازيه عمي يحيى الحمامي، وكذلك الأستاذ نبيل الفقيه، وأبو الشباب الكابتن بهاء عبدالحفيظ، والمرحوم الحاج محمد الماوري.
 موقف تعتز به كثيراً...؟
- وقوفي ضد العدوان أفضل وأشرف موقف لي في حياتي.

عبث مالي في النادي
 سؤال تمنيت أن يطرح عليك.. وإذا وجد بماذا ستجيب؟
- السؤال: ما هو مصير إدارة 22 مايو الحالية؟ وكيف نطور العمل الإداري بالنادي للاستفادة من موارده الكبيرة بما يخدم النادي والشباب والرياضة؟
وجوابي: أولا أطالب المجلس السياسي ووزارة الشباب بتوقيف حسابات النادي البنكية وتشكيل مجموعة من المحاسبين الماليين للكشف عن أكثر من مليار ريال صرفتها الإدارة الحالية. وأيضا مراجعة العقود الاستثمارية بالنادي وكشف أي تلاعب فيها. وأيضا نطالب بتشكيل إدارة مؤقتة عملها الحفاظ على أموال النادي والتحضير للانتخابات.
 رسالة تود أن تقدمها للمجتمع الكروي/ الرياضي اليمني...؟
- رسالتي الابتعاد عن المصالح الشخصية، ووضع الشخص المناسب في مكانه المناسب، للارتقاء بالرياضة اليمنية.


 كلمة أخيرة تختتم بها حوارك معنا...؟
- أشكركم على هذه الاستضافة الرائعة، وإن شاء الله الرياضة اليمنية قبل العدوان لن تكون كما هي بعد العدوان.

بطاقة نجم:

لؤي عبدالله هديان.
مواليد 9 أبريل 1979م.
متزوج وأب لثلاث بنات وولد.
مدير عام إذاعة السلطة المحلية.
لعب في مركزي الظهير الأيسر والهجوم.
رقم الفانلة مع الأندية (15).