ديف ديكامب -  ترجمة خاصة عن الألمانية نشوان دماج / لا ميديا -

في أقل من 3 سنوات تعرضت المزارع اليمنية للقصف الجوي ونيران المدفعية بما لا يقل عن 918 غارة وضربة. فمنذ يناير 2018، سجل مشروع مراقبة الأثر المدني 348 غارة جوية على مزارع في اليمن و570 قصفاً مدفعياً.
التقرير نشر الخميس من قبل المجلس النرويجي للاجئين (NRC)، حيث قابلت المنظمة مواطنين نجوا من الغارات. مزارعون كثر تحدثوا للمجلس النرويجي للاجئين بأنهم فروا من أراضيهم إما لأن غارات جوية أهلكت مزارعهم وإما لأن المعارك وصلت إلى منطقتهم.
أمين عام المجلس النرويجي للاجئين، يان إيجلاند، تحدث قائلاً: "إن العنف الذي اجتاح أكثر من 900 مزرعة هو جزء من خطة استراتيجية قضت في سياقها الحرب العبثية على أي إمكانية لليمن في إطعام نفسه. قوارب الصيد أغرقت، الأسواق دمرت، مطاحن الغلال أتلفت... وهذا بدوره يقطع شريان الحياة عن ملايين الأشخاص".
التقرير لم يوجه أي لوم بخصوص الهجمات. لكن في حين أن الحوثيين قد يكونون مسؤولين عن بعض القصف، إلا أن طرفا واحدا فقط لديه قوات جوية حقيقية وقام باستهداف البنية التحتية المدنية تاريخيا، وهو: التحالف المدعوم من الولايات المتحدة بقيادة السعودية.
فهذا التحالف منذ تدخله في اليمن لإعادة الرئيس هادي في 2015، شن واحدة من أكثر الحملات الجوية وحشية. لقد استهدفت غاراته مزارع وقوارب صيد وأسواقا ومستشفيات ومدارس ومحطات لمعالجة المياه. وإضافة إلى تلك الغارات، تم خنق البلد بحصار ورقابة صارمة على أي عملية استيراد.
إن أساليب الحصار تلك تسببت في نقص حاد في الغذاء، مما جعل أكثر من نصف السكان بحاجة إلى المساعدة. كما أن الاستهداف المركز المستهدف على البنية التحتية للمياه والصرف الصحي تسبب في حدوث أكبر انتشار للكوليرا في التاريخ الحديث. ظل البلد يكافح أيضا لاحتواء فيروس كورونا، حيث يفتقر سكانه إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية الأساسية.
ومع احتياج الكثير من السكان إلى المساعدة، فإن خفض المساعدات الناجم عن الأثر الاقتصادي لفيروس كورونا وإغلاق المصانع العالمية قد يؤدي إلى مجاعة ساحقة. وقد اضطرت الأمم المتحدة هذا العام إلى قطع المساعدات الطبية والمواد الغذائية عن اليمن بشكل كبير، طالبة من العالم المزيد من الأموال.
تقول الأمم المتحدة إنها إذا لم تتمكن من جمع الأموال الكافية، فإن مجاعة سوف تحدث. ومع أن الأمم المتحدة لم تعلن رسميا حدوث مجاعة في اليمن، إلا أنها تصف الوضع بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأن الناس هناك منذ سنوات يتضورون جوعاً حتى الموت. في 2018، نشرت منظمة حماية الطفولة (save the children) تقريرا يفيد بوفاة ما يصل إلى 85000 طفل دون سن الخامسة ما بين أبريل 2015 وأكتوبر 2018 بسبب الجوع في اليمن.

الموقع (antikrieg) "مناهضة الحرب"