عباس الديلمي / مرافئ -

لماذا لا يحبون المبدع إلا بعد موته، حتى قيل بأنَّا عبدة موتى؟!
هل يشفع للمبدع عندهم أنه صار في مرقده يسمع ما يقولون، بعد أن كان هو من يتحدث وهم من يستمع؟ هل لأنه كان إن توجَّع ضحك بطريقة المتنبي «ضحك كالبكاء»؟ أم أن قصائده لم تعد تتوهج بما يشبه المصابيح التي زين الله بها السماء وجعلها رُجوماً للشياطين؟
لازلت في حيرة من ذلك الحب الذي لا يظهر إلا بعد موت المبدع إلى درجة التسابق على المآتم التي تمجده.. هل هي صحوة ضمير؟! أم لأن المبدع ارتاح وأراح حتى الرقيب الذي كان يترصده؟!
إنها خاطرة أوجزتها في خماسية مختصرة، هل هناك من يضيف شيئاً؟
يا مَن تُحبُّوننا مَوْتَى أشَافِعُنَا
أنَّا صَمَتْنا وضمتنا مَرَاقِدُنَا؟
وأنَّ أقْلامنا ما عَادَ تُضْحِكُها
فِعَالُ مَنْ سَخِرَتْ منهم مواجِعُنا
أمِ اخْتِفاءُ نُجومٍ لم تَعُدْ رُجُماً
على الشياطينِ وارتاحَتْ قصائدُنا
لم أدْرِ ما سر حُبٍّ تُظْهِرُون لَنَا
بعد المماتِ فَشَاقَتْكُمْ مآتِمُنا
هل اسْتَفَاقَ ضَميرٌ مِن عداوتِهِ؟
أمِ استراحَ قَرِيرَ العَينِ حاسِدُنا؟