دانيال لاريسون - ترجمة خاصة عن الألمانية : نشوان دماج / #لا_ميديا -

يصادف هذا الأسبوع (الأسبوع الماضي) الذكرى الخامسة لانطلاق التدخل العسكري الذي ترعاه الولايات المتحدة وتقوده السعودية في اليمن. لم تنته الحرب، والأزمة الإنسانية التي سببتها تفاقمت بمرور الوقت. عليَّ أن أعتذر لقرائي وللشعب اليمني لأنني لم أكتب عن الأحداث في اليمن بشكل منتظم كما كان مفترضاً بي أن أفعل. لا شك، كان ثمة أحداث كثيرة أخرى على جانب من الأهمية في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام؛ ولكن ذلك ليس عذراً لتجاهل أسوأ أزمة إنسانية في العالم. لا يجب نسيان دور حكومتنا في خلق تلك الأزمة وإطالة بؤس الشعب اليمني. فعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها كثير من النشطاء وأعضاء الكونغرس، إلا أن المشاركة غير القانونية للولايات المتحدة في هذه الحرب قد امتدت إلى عقد جديد من السنوات. اللوم في ذلك بكل وضوح يقع على الرئيس، الذي اعترض على قرارات الكونغرس التي من شأنها أن تضع نهاية للدور المخزي للولايات المتحدة في تدمير وتجويع بلد لم يفعل شعبُه لنا شيئاً. 
 إن الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب الآن اهتماماً خاصاً، حيث إن تدمير النظام الصحي وحصانة السكان، المتأثرة تأثراً شديداً بسوء التغذية، سيكون عرضة بشكل كبير لتأثيرات وباء الفيروس التاجي. علينا الأمل بألا ينتشر الفيروس في اليمن، لأنه في حال انتشر فسيكون قاتلاً لعدد لا يحصى من الأبرياء.
 "إنها عاصفة كارثية كاملة لو تم إدخال هذا الفيروس"، حسب ألطاف موساني ممثل منظمة الصحة العالمية في البلاد.
كوليرا وحمى ضنك وملاريا وسوء صرف صحي... كل ذاك منتشر بشكل واسع، وحوالي 80٪ من اليمنيين يعتمدون على المساعدات الإنسانية؛ في حين أن الملايين من الناس على حافة المجاعة وعرضة لأمراض أخرى.
على مدى السنوات الخمس الماضية، ساعدت الولايات المتحدة بعض أسوأ الحكومات في العالم في ارتكاب الآلاف من الفظائع ضد السكان المدنيين في اليمن. قُتل أكثر من 100 ألف شخص، وتوفي ما لا يقل عن 130 ألفا آخرين بسبب الجوع والمرض. ومع أكبر وباء لهذا المرض في العصر الحديث، كان هناك أكثر من مليون حالة كوليرا وأكثر من عشرة ملايين على حافة المجاعة. إن الأزمة في اليمن، والتي هي بالكامل من صنع الإنسان، مسؤولة عنها إلى حد كبير سياسة الولايات المتحدة في دعمها غير المشروط للتحالف السعودي. ويجب أن نتوقف عن السماح للأبرياء بأن يجوعوا ويذبحوا.
عندما قرأت مقالتي لـTAC
(The American Conservative) في صيف 2015، لاحظت هذا السطر:
"إن من له أدنى دراية بالوضع المحلي في اليمن ليس له أن يعتقد بأن التدخل سيكون ناجحاً".
بعد 5 أعوام، يدرك الجميع أن التدخل قد فشل، ولكن بطريقة ما ليس ثمة من أحد قادر على القيام بشيء حيال ذلك ويكون مستعداً لإنهائه. فولي العهد السعودي ماضٍ بإصرار في سياسة كارثية تحدد رصيده في السياسة الخارجية. وترامب منكبّ بالتأكيد إلى جانب السعوديين. لم يعد السعوديون قادرين على تحمل تكاليف هذه الحرب، لكن قادتهم مازالوا فخورين للغاية بالاعتراف بأنهم فشلوا. يتوجب على الولايات المتحدة الضغط على السعوديين لإنهاء تدخلهم كليا. ويتوجب على الكونجرس الاستمرار في الضغط على إدارة ترامب للقيام بذلك. فكل عام تواصل الولايات المتحدة دعم هذه الحرب المشينة هو عام آخر من إخفاقنا في إنهاء دور حكومتنا في كارثة إنسانية رهيبة.


* دانيال لاريسون محرر أول في The American Conservative،  ينشر في عدد من المجلات والصحف الأمريكية الشهيرة. حاصل على دكتوراه في التاريخ من جامعة شيكاغو ويعيش في دالاس.  
نشر المقال في (TAC) بنصه الأصلي عن الإنجليزية في 13 مارس 2020.

موقع النشر بالألمانية: "مناهضة الحرب" (Antikrieg).