جيسون ديتز -
الترجمة عن الألمانية: نشوان دماج/ لا ميديا

أصدر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بيانا يزعم فيه أن قوات الأمن الإيرانية "أطلقت النار لقتل المتظاهرين" خلال الحملة على مظاهرات زيادة أسعار الوقود.
جاء هذا الزعم من قبل المفوضة السامية للأمم المتحدة ميشيل باشيليت، التي قالت إن ذلك بناء على مقطع فيديو. أما ممن صدر مقطع الفيديو ذاك فأمر غير واضح، لكنها قالت إنه يُظهر قوات الأمن وهي تطلق النار على الجماهير من أسطح منازل ومن طائرة مروحية.
وقالت باشيليت، متجاهلة دوافع أولئك الذين قدموا مقطع الفيديو بغرض تشويه صورة إيران، إن الأمر يتعلق "بانتهاكات واضحة للقواعد والمعايير الدولية بخصوص استخدام القوة، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".
على أية حال، لا يسعنا إلا بشكل لا يكاد يصدق اعتبار ذلك أنه خارج المعايير الدولية. فـ"إسرائيل" تطلق النار بشكل روتيني لقتل المتظاهرين في قطاع غزة، ولديها فرق قناصة على طول الحدود مع قطاع غزة، يترقبون كل أسبوع حدوث مظاهرات.
كما أن المجلس العسكري المصري قتل بالرصاص الحي عددا كبيرا من المتظاهرين في أعقاب انقلابه على آخر حكومة منتخبة ديمقراطيا، والحكومة العراقية مستمرة في قتل المتظاهرين.
وبالتالي المعيار هنا ليس أن عنف إيران تجاه المتظاهرين يأتي خارج النمط المعمول به بالنسبة للمنطقة، بل أكثر من ذلك؛ أنه يراد في المجتمع الدولي تصوير سلوك إيران على أنه فريد من نوعه ولم يُسمع به من قبل، حتى لو أن إيران في النهاية تقوم بأمر تعرف دول أخرى أن بوسعها الهروب دائما من تبعاته. 
يتلخص ذلك في استمرار محاولة بناء خطاب معادٍ لإيران. حيث إن وزارة الخارجية الأمريكية كانت قد زعمت أيضا أن هجوما صاروخيا من دون ضحايا على قاعدة عسكرية أمريكية في العراق، من الممكن أن تكون إيران هي التي نفذته. مسؤولون حكوميون اعترفوا بأنه ليس لديهم أي دليل على أن إيران قامت بشيء من هذا القبيل، لكنهم يعتقدون أنها "فرصة جيدة" بأن تقف إيران وراءه لأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أن إيران "أكثر عدوانية".
الموقع: مناهضة الحرب