حاوره: مالك الشعراني / لا ميديا -

لاعب وحدة صنعاء والمنتخب الوطني للجودو النجم علي خصروف، بطل أولمبي يمني ذهبي شق طريقه نحو النجومية والشهرة بثبات واقتدار، فحصد العديد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية محلياً وعربياً وآسيوياً، مثل اليمن خير تمثيل في المحافل الرياضية المختلفة.
 ملحق "لا" الرياضي استضاف البطل الأولمبي اليمني والعربي والدولي الخلوق علي خصروف، ذا الـ29 عاماً، فتحدث إلينا كعادته بأسلوب مهذب عن بداياته مع لعبة الجودو ومستعرضاً إنجازاته الفردية وموضحاً معاناته الأخيرة.
  مرحباً بك كابتن في هذا اللقاء!
- أهلا وسهلاً بك وبقراء ملحق صحيفة "لا" الرياضي.

لائحة إنجازات
  يا حبذا لو تطلع القراء والمتابعين على نبذة من سيرتك الذاتية وأهم إنجازاتك!
 - علي خصروف، 29 سنة، بكالوريوس تربية بدنية جامعة صنعاء، حاصل على الحزام الأسود (1 دان) من اليابان، حاصل على الحزام الأسود (3 دان) من الاتحاد الدولي، حاصل على عدة ميداليات ملونة محلياً وعربياً وآسيوياً، منها: ذهبيات بطولات الجمهورية، أشبال وناشئين وشباب ورجال، من سنة 2002 إلى 2014 على التوالي، 3 ميداليات ذهبية في البطولات العربية للناشئين على التوالي 2005 و2006 و2007، ذهبية بطولة آسيا للناشئين 2006 في الهند، برونزية آسيا للشباب 2008 و2009 على التوالي، برونزية دورة الألعاب العربية بالقاهرة 2007، ذهبية بطولة شرم الشيخ الدولية 2009، المركز الخامس في بطولة آسيا للكبار ابوظبي 2011 (بعد التغلب على لاعبي فيتنام وطاجيكستان وكوريا الشمالية)، ذهبية دورة الألعاب العربية بالدوحة 2011، برونزية البطولة العربية للكبار بالجزائر 2010، التأهل إلى أولمبياد لندن 2012، برونزية بطولة الشرطة العربية بالجزائر 2014، برونزية البطولة العربية للأندية بتونس 2014، المركز الخامس في بطولة الجائزة الكبرى "تركيا سامسون" 2015 بعد التغلب على لاعبي إيران ولوكسمبورغ والبرتغال، الفوز على لاعبين دوليين مصنفين من روسيا والبرتغال وإيران وتايبيه وتحقيق نقاط في البطولات التأهيلية إلى أولمبياد البرازيل 2016، ذهبية بطولة الأندية العربية وجائزة أفضل لاعب في البطولة بالقاهرة 2018.

تدريب متعدد الجنسيات
  متى انضممت إلى لعبة الجودو؟ وأين بدأت مزاولة نشاطك الرياضي؟
 - بدأت ممارسة اللعبة من عمر 6 سنوات بشكل متقطع مع أخي الأكبر، وكان يدربني في البيت، ثم التحقت بنادي وحدة صنعاء وكان عمري 13 سنة، وبدأت التدريب بشكل شبه منتظم.
  من كان له الفضل في بروز موهبتك؟
 - تدربت مع عدة مدربين، وكلهم لهم فضل عليّ بعد الله، ولكن أخي هو صاحب الفضل الأول، فقد اهتم بي منذ نعومة أظافري، في البيت، وعندما كبرت قليلا كان يأخذني إلى نادي الوحدة للتدرب معه أيام الكابتن محمد خصروف، وهناك عدة مدربين تدربت على أيديهم أمثال: الكابتن علي الحرازي والكابتن صلاح الحميدي والكابتن عامر الحداد في نادي الوحدة، والمدرب الإيراني داود ميقاني دربني في فئة الأشبال وأحدث نقلة نوعية في مستوى الجودو اليمني، وأيضاً دربني المدربان اليابانيان مساشي وتيتسورو إيد والأوزبكي رفيق إسماعيلوف وأخيراً المدرب الوطني علي الآنسي.

لا رغبة لاتحاد الجودو
  لماذا توقفت مسابقات وبطولات الجودو محلياً؟
 - السبب الرئيسي في توقف بطولات وأنشطة الجودو محلياً هو وضع البلاد والحرب التي تدور وانعدام الموارد المالية للاتحاد وغياب الرعاة والداعمين للبطولات. 
  هل اتحاد الجودو يتحمل مسؤولية التوقف الطويل؟
 - ممكن إقامة بعض البطولات التنشيطية المحدودة لو توفرت الرغبة لدى قيادات الاتحاد الموجودة في صنعاء.
  ما هي الحلول لعودة بطولات الجودو من وجهة نظرك؟ 
 - أولاً الرغبة الجادة لوزارة الشباب والرياضة وصندوق رعاية النشء والشباب في استئناف الأنشطة الرياضية، ولعبة الجودو على وجه التحديد، كونها الممول الرئيس للاتحادات الرياضية.

الجودو اليمني أفضل
  مقارنة بدول الجوار والدول الإقليمية، كيف ترى مستوى اليمن في لعبة الجودو؟ وهل هناك تفاؤل بولادة مواهب جديدة؟
 - مقارنة بدول الجوار الغنية وبما يملكونه، حقق الجودو اليمني إنجازات أفضل خلال العشر السنوات الأخيرة، ولكن مؤخرا قامت بعض تلك الدول بتجنيس لاعبين محترفين أجانب وحققت من خلالهم ميداليات في بطولات العالم.
 نعم، المواهب موجودة والخامات موجودة، ولكن في ظل استمرار هذا الوضع من الصعب بروز مواهب تحقق ميداليات في بطولات إقليمية كبيرة.

غادرت الأولمبياد لقلة الدعم
  تأهلت إلى أولمبياد لندن 2012، لكنك خسرت في الجولات الأولى وغادرت الأولمبياد العالمي، هل يعني ذلك أنك لا تستطيع المنافسة في البطولات الكبيرة، أم ماذا؟
 - نعم، تأهلت إلى أولمبياد لندن 2012 بعدما حققت 3 انتصارات على لاعبي قيرغيزستان والفلبين وتركمانستان في بطولة العالم 2010، وكذا 3 انتصارات في بطولة آسيا للرجال 2011. 
وسبب خسارتي وخروجي من الدور الأول هو قلة الدعم وعدم الاستعداد المبكر. تصور يا أخي العزيز أن كل لاعب من لاعبي الدول المشاركة كان له مدرب جودو ومدرب لياقة بدنية ومدلك وفريق طبي كامل ويتم عمل فحوصات طبية شاملة ودورية ويتم توفير كافة احتياجات اللاعب ومعسكرات داخلية وخارجية ويتم الإعداد لها من قبل فترة كافية، وأنا من قبل الأولمبياد بسنة بلا مدرب وأتمرن لوحدي وشاركت بدون مدرب!

الظروف تمنع ظهور مواهب جديدة
  من هو النادي اليمني الذي يهتم بلعبة الجودو، وقادر على تفريخ مواهب جديدة في حال استقرت أوضاع البلد؟
 - للأسف الأندية لا تهتم بالألعاب الفردية, فكيف ستخرج مواهب إذا استمرت بالفكر نفسه، ولكن هناك بعض مراكز للجودو ترعاها اللجنة الأولمبية، وإذا تم اختيار مدربين نوعيين قادرين على بناء جيل مؤسس بشكل صحيح، مثل جيل المدرب الإيراني الذي بنى فريقاً على أسس قوية، فحتماً سنرى مواهب. وأما إذا استمر توزيع المراكز بشكل عشوائي ومراضاة لهذا المدرب أو ذاك فمن الصعب أن نرى ظهور مواهب جديدة.
  في عام 2011 تدخلت في الشؤون السياسية، ألا يعتبر ذلك تدخلاً غير مقبول من رياضي في الشأن السياسي؟! ألا تعتبر ذلك مجازفة بمسيرتك الرياضية؟
 - أرجو أن تعفيني من الإجابة وأن نتجاوز هذا السؤال.

قهرت أبطالاً دوليين
  ما أجمل المباريات وأصعب المباريات التي خضتها خلال مسيرتك الرياضية حتى الآن؟
 - المباريات التي لا أنساها هي فوزي على اللاعب الروسي ألبيرت أوقزاف والذي كان صاحب التصنيف الـ7 في حينه، وأيضاً فوزي على لاعبي البرتغال وإيران، تحت قيادة الكابتن على الآنسي، وفوزي على بطل آسيا اللاعب الكوري الشمالي في أبوظبي 2011، وكذلك فوزي على بطل بريطانيا آشلي ماكنزي...  ولكن أهم فوز والذي أعاد لي الثقة هو فوزي على اللاعب الكندي في بطولة الجائزة الكبرى في أبوظبي 2011، وهي ثاني مشاركة لي بعد أشهر من إجراء عملية جراحية، مما أعطاني دفعة معنوية كبيرة، حققت على إثرها ذهبية دورة الألعاب العربية في الدوحة 2011 بعد أن كنت على وشك اليأس، ولكن بالصبر والإصرار وأيضا دعم الأهل ورئيس الاتحاد المهندس نعمان شاهر ووقوفه إلى جانبي وثقته بي بعد أن كان الجميع يظن أنني انتهيت رياضياً، بل إن بعض الصحافيين كتبوا هذا الكلام، ولكن بتوفيق من الله استطعت العودة ولله الحمد.

بخلوا عليَّ بتذكرة سفر
  شاركت العام الماضي باسم نادي الهلال الساحلي في بطولة الأندية العربية البطلة وأنت لاعب الوحدة الصنعاني، ما سبب ذلك؟
 - صحيح أنا وحداوي ويعز عليّ أن أحقق ميداليات لغير النادي الذي أنتمي إليه، لكن نادي الوحدة لم يهتم بالمشاركة العربية العام الماضي ولم يصرف لي ريالاً واحداً، وقد طلبت من رئيس النادي تذكرة سفر فقط للمشاركة في بطولة الأندية العربية وأنا أتكفل بالباقي، ولكن لم ألق رداً.
ومثلما قلت لك الألعاب الفردية ليست في حسابات الأندية للأسف الشديد.

استشهاد "الحاج"  صدمني
  كثير من الرياضيين أنهوا مسيرتهم الرياضية وغادروا الوطن بحثاً عن لقمة عيش أفضل، لعل آخرهم لاعب الووشو هلال الحاج الذي غرق في بحر الأطلسي أثناء محاولته الهجرة ودخول أراضي إسبانيا بطريقة غير شرعية... من يتحمل مسؤولية ضياع وهجرة النجوم الرياضيين اليمنيين؟ 
 - مسؤولو الرياضة السابقون والحاليون يتحملون مسؤولية ذلك، وقبل ذلك الوضع العام للبلد عموماً.
  قرأنا لك رثاء مبكياً على صفحتك بالفيسبوك في استشهاد اللاعب هلال الحاج، كيف استقبلت خبر استشهاده؟ وهل كان صديقاً لك وكنتما على تواصل؟ 
 - خبر استشهاد هلال الحاج غرقاً في مياه الأطلسي نزل عليَّ كالصاعقة وشكل صدمة كبيرة لي مازال تأثيرها حتى اللحظة. هلال كان زميلاً وطيباً وبشوشاً وصديقاً للجميع، وشاركنا معاً في دورة التضامن الإسلامي، وكنت على تواصل معه وانقطع تواصلنا بعد سفره إلى الجزائر، رحمه الله.
  ماذا تعني لك لعبة الجودو بشكل خاص؟ وما الهدف منها بشكل عام؟
- لعبة الجودو هوايتي منذ الصغر، وهي لعبة قائمة على استخدام العقل والمرونة وتحويل قوة الخصم عليه. 
وترجمتها "جو دو" تعني باليابانية "الطريق الليّن" أو الطريق المرن، وتتطلب قوة مع مرونة وسرعة الفعل وردة الفعل وتحث على الأخلاق واحترام المنافس.

وظيفة بدون تعزيز مالي
  يرى متابعون أنك نلت نصيبك من اهتمام قيادة اتحاد الجودو ووزارة الشباب والرياضة إبان حقبة الوزير السابق وكرمت بمبالغ جيدة، ويرى آخرون أنك لم تنل حقوقك كاملة وأنك مظلوم... ماذا ترى أنت؟! هل بالفعل حصلت على حقوقك كاملة أم مازلت مظلوماً؟
 - نعم، حصلت على الكثير من الرعاية والاهتمام وكُرمت بمبالغ لا بأس بها من قبل وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية اليمنية واتحاد الجودو ونادي وحدة صنعاء، وكان آخر تكريم لي من قبل الأخير بعد إحرازي ذهبية الدورة العربية وعقب تأهلي إلى أولمبياد لندن 2012، ويوم التكريم سألني حينها وزير الشباب والرياضة: ماذا تريد يا كابتن علي؟ فقلت له: أريد أن تعتمد لي أنا وزملائي في المنتخب مرتبات، فتم اعتماد حافز شهري لي ولبعــض لاعبـي منتـــخـــب الجــــودو والمنتخبات الأخرى من صندوق رعاية النشء والشباب، ولكن الحافز ظل يتناقص من فترة إلى أخرى إلى أن وصل حالياً إلى 20 ألف ريال.
وكذلك لا أنسى تكريمي من قبل السفير الياباني، وحضوري كل المناسبات التي كانت تقيمها السفارة اليابانية بصنعاء.
أيضاً حصلت على درجة وظيفية، لكني لم أتمكن من الحصول على تعزيز مالي حتى اليوم.
 هل حصلت على عروض احترافية خارجية أو عُرض عليك جنسيات إحدى الدول؟
 - نعم، حصلت على عرض احترافي بجواز مهمات من إحدى دول الجوار، ولكن كان قبل 6 شهور من أولمبياد لندن بعد أن كان تأهلي إلى الأولمبياد شبه مضمون. وأحب أن أقول لك إن جواز بلدي عندي هو الأهم.
  غير الجودو ما هي اللعبة التي تمارسها وتمنيت أن تكون لاعباً رسمياً فيها؟
 - أمارس أكثر من لعبة، مثل المصارعة والسباحة. ولم أتمنَ يوماً أن أكون لاعباً رسمياً في أي لعبة غير الجودو.
  ما الذي تعد جمهورك الرياضي بتحقيقه مستقبلاً؟ وما هي أمانيك وطموحاتك المستقبلية؟
 - أعد جمهوري الحبيب بتحقيق نتائج طيبة في البطولات القادمة في حال تحسنت أوضاع الوطن.
  كلمة أخيرة نختم بها هذا الحوار...؟
 - أرجو أن تضع الحرب أوزارها وتنقشع الغمة عن اليمن، لكي يستطيع الشباب بناء وطنهم والنهوض به في شتى المجالات.