ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين -


فيفيان يي
شن المتمردون الحوثيون عدة هجمات بطائرات بلا طيار (درون) على المنشآت النفطية السعودية يوم الثلاثاء، بعد يوم من إعلان السعودية تضرر اثنتين من ناقلات النفط  التابعة لها في أعمال تخريب، ما أدى إلى تفاقم الخلافات في المنطقة. 

أعلن المتحدث باسم الحوثي، محمد عبد السلام، على موقع "تويتر" , مسؤولية الحوثيين عن ضربات الدرون، قائلاً إنها كانت رداً على العدوان السعودي و"الإبادة الجماعية" التي يقوم بها في اليمن. 
ورغم أن الحوثيين مدعومون من إيران، لم يكن من الواضح ما إذا كانت الهجمات مرتبطة بتصاعد الخلافات بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها في الخليج الفارسي. 
وكانت قد تضررت أيضاً أربع ناقلات نفط على ساحل الإمارات يوم الأحد فيما وصفته الحكومة الإماراتية أعمالاً تخريبية. ورغم قلة المعلومات الصعبة التي انتشرت حول الهجمات، تركزت الشكوك الأمريكية والخليجية على إيران، في منطقة مضطربة بالفعل بشأن احتمال حدوث الصدام العنيف مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
كانت إدارة ترامب قد حذرت من عملية عدوانية مدبر لها من قبل إيران أو وكلائها، على الرغم من أنها لم تسهب في هذا الجدل، ونشرت قوات عسكرية في المنطقة. 
لكن كلا الطرفين صرح يوم الثلاثاء أنه لا يبحث عن حرب حتى مع استمرار التهديدات والتهديدات المضادة. 
وحسبما ذكرت وكالة "أسوشيتيد برس"، أوضح المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، في تعليقات بثتها الفضائية الحكومية، أنه "لن تحدث أي حرب". 
وقال: "ولا نسعى نحن أو هم إلى الحرب... هم يدركون أن ذلك ليس من مصلحتهم". 
وفي الجهة المقابلة قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في زيارة إلى روسيا يوم الثلاثاء: "نحن لا نسعى أساساً إلى حرب مع إيران". 
لكن من جهة لم تستبعد إدارة ترامب تزايد الوجود الأمريكي العسكري في المنطقة. 
ورداً على تقرير لـ"نيويورك تايمز" يقول إن مسؤولي البنتاغون كانوا يرسمون خططاً لنشر 120 ألف جندي في الشرق الأوسط، وصف ترامب ما جاء في التقرير بأنه مجرد "أخبار زائفة"، وقال: "نحن لم نخطط لذلك". 
وأضاف: "نأمل ألَّا نضطر إلى التخطيط لذلك... وفي حال فعلنا، سنرسل من الجنود أكثر بكثير من العدد المذكور". 
وتضررت السفن الأربع يوم الأحد في المياه الساحلية بالقرب من مضيق هرمز- الخط المائي الرئيسي على الخليج الفارسي، الذي يمر عبره الكثير من نفط العالم. 
وقالت الحكومة السعودية إن اثنتين من السفن المتضررة هما ناقلتان سعوديتان سماها مسؤولو الصناعة بـ"المرزوقة" و"الأمجد"، وقالت شركة شحن نرويجية إن أخرى هي إحدى ناقلاتها "ذا أندريا فيكتوري"، والرابعة كانت إماراتية. 
وقالت السعودية والإمارات إنهما في طور التحقيق في الهجمات. 
وذكر أحد كبار مسؤولي الدفاع يوم الثلاثاء أنه بناء على "تقييم كلي" يعتقد الجيش أن "من المحتمل أن تكون إيران" هي التي تقف وراء مهاجمة الناقلات. إلَّا أن مسؤولين أمريكيين ذكروا أنه لا يوجد دليل قاطع يربط إيران أو وكلاءها بالهجمات. 
وأوضحت إيران يوم الثلاثاء أن تلك الهجمات على الناقلة كانت عبارة عن محاولة استفزاز متعمدة لتوسيع الخلافات. 
وقال وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، إنه قد توقع مسبقاً أن مثل هذه الأعمال ستحدث لخلق التوترات وزيادة الخلافات في المنطقة، وفقاً لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية. 
وبحديثه في نيودلهي حذر أيضاً من خطر يمثله "أفراد متطرفون في الحكومة الأمريكية". 
وأشار السيد ظريف ومسؤولون إيرانيون آخرون إلى مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب، جون روبرت بولتون، كأحد دعاة الحرب الذين يرغبون في جر الدولتين نحو الصراع. 
وقال السيد بومبيو يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة كانت لا تزال تحاول الحصول على المزيد من المعلومات حول الهجمات. 
وأوضح في مؤتمر صحفي في سوتشي روسيا: "نعمل جاهدين للحصول على إجابات حول الأمر الذي تسبب في تعرض هذه السفن للمشاكل التي وقعت فيها اليوم". 
والهجوم اليوم على المنشآت النفطية السعودية قد أضاف عنصراً جديداً إلى الخلافات. 
وأفادت محطة فضائية يديرها الحوثي "المسيرة" بأن سبع طائرات بدون طيار "استهدفت منشآت سعودية حيوية". 
وذكر وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، أن الضربات على محطتي ضخ قد تسببت في "أضرار محدودة". وقال إن الحكومة أغلقت خط أنبوب أثناء قيامها بتقييم الأضرار وعمل الإصلاحات. 
وقال الفالح في بيان: "المملكة تدين هذا الهجوم الجبان... وهذا العمل الإرهابي والتدميري في الخليج العربي ضد شركات حيوية لا يستهدف المملكة فحسب، بل إنه يستهدف أمن مخزون الطاقة العالمي والاقتصاد العالمي أيضاً". 
تقاتل السعودية والإمارات الحوثيين في اليمن لإعادة الحكومة التي طردها الحوثيون من العاصمة صنعاء في 2014. وينظر إلى الحرب في اليمن على أنها جبهة أخرى في الصراع الإقليمي على النفوذ بين السعودية وإيران. 
تعتبر السعودية الحوثيين وكلاء لإيران. ويتلقى الحوثيون الدعم من إيران؛ لكنهم ينفون ذلك. 
يمتد أنبوب النفط المتضرر من مناطق إنتاج النفط في الجزء الشرقي من البلد إلى البحر الأحمر في الغرب، هناك حيث يحافظ السعوديون على منشآت التصدير. هذه المنشآت تساعدهم في ضمان استمرارهم في تصدير النفط في حال كان لديهم صعوبات في القيام بذلك من الخليج الفارسي. 
وقال صداد الحسيني، نائب الرئيس التنفيذي السابق لشركة أرامكو، إن الضربات لم تشكل تهديداً كبيراً للبنية التحتية للسعودية. 
وقال إن المنشآت في المملكة قد صممت في وقت كان فيه حروب مستمرة في الخليج، لذا تم إعادة تصنيع وتطوير كل شيء بهدف الاستفادة من مزايا الأمان أو إتاحتها. 

* ساهم في إعداد التقارير: ستانلي ريد من لندن وجوليان إ. بارنز  من واشنطن. 
  14/ مايو 2019 
«ذا نيويورك تايمز»