ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين 

محمد غادري  @
كان هناك اتفاق غير مكتوب بين كلتا الدولتين حول دائرة النفوذ: حيث لعبت السعودية دوراً في شمال اليمن، بينما قامت الإمارات بدعم الجماعات الجنوبية. ومع ذلك كان هناك في الأعوام الثلاثة الماضية اتفاقية نزاع كبيرة بين الدولتين بشأن تقاسم النفوذ في اليمن والهزائم في الميدان، كما أن الصواريخ الباليستية اليمنية الموجهة نحو الإمارات والسعودية، قد أسهمت أيضاً في خلق نزاع بين الدولتين. 
عندما أعرب الرئيس المنفي عبد ربه منصور هادي الذي تدعمه السعودية، عن رغبته في العودة إلى عدن، ردت عليه الرياض أن الإمارات غير قادرة على الوفاء بطلبه بسبب أن التوقيت غير مناسب. تدعم السعودية الرئيس منصور هادي بقوة، في الوقت الذي تدعم فيه الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى للحصول على دولة جنوبية مستقلة. 
وبتأمل ممانعة الإمارات هذه لزيارة هادي عدن، اتهم مجدداً الإعلام الموالي لمنصور هادي والتجمع اليمني لحزب الإصلاح، الإماراتيين بالتآمر على الحكومة اليمنية الشرعية. ولأول مرة منذ مقابلة ولي العهد في أبوظبي محمد بن زايد، مع زعيم حزب الإصلاح محمد اليدومي، في شهر ديسمبر، استأنفت وزارة الدفاع موجة من الهجمات على حزب الإصلاح. 
كما اتهمت صحيفة إخبارية إماراتية (أخبار العرب)، في تقرير لها نشر الثلاثاء، حزب الإصلاح بإدارة السوق السوداء في إطار تبادل للمعلومات المحظور تداولها التي تشير إلى عملية تبادل المعلومات السرية التي تم إيصالها بمساعدة الجيش وقوات أنصار الله. 
ووفقاً لمصادر عربية، يذكر أن حزب الإصلاح لا يؤدي وظيفته كما ترغب الإمارات بسبب وجود مجموعة في الحزب مرتبطة بقطر. 

أصل الاختلافات السعودية-الإماراتية في اليمن
بالرغم من أن الإمارات قد شاركت في تشكيل تحالف ضد اليمنيين مع السعودية، تكشف الأدلة الميدانية أن علاقات الإمارات مع السعودية ليست كبيرة جداً في الساحة اليمنية، حتى إن الإمارات مترددة في كسب السعودية، والسعودية على عكس تعاملاتها مع أبوظبي تم تهميش عناصر موالية للإمارات، وتم طردها من مجلس سري تحت إشراف الحكومة اليمنية، تحت أوامر سعودية. 
إن الخلاف بين الدولتين كبير، إلا أن العلاقة الوطيدة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، قد منعت من توسع الصراع، ومع ذلك ستظهر هذه الفوارق والاختلافات على السطح في الوقت المناسب. 
يقول دافيد هيرست، رئيس تحرير (ميدل إيست آي)، في مقال له: (إن التنافسات بين الإمارات والسعودية على اليمن هي من أجل القيادة والهيمنة في العالم السني العربي. تحاول الإمارات إعاقة نقل السلطة في اليمن من قبل السعودية، وإفشال إدارة منصور هادي التي تشمل أفراداً من حزب الإصلاح التابع للإخوان المسلمين. وبدلاً منهم تود أبوظبي إحضار أحمد علي عبدالله صالح، الابن الأكبر للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذي كان قائداً لما يقارب 80 ألفاً من قوات الحرس الجمهوري، وسفيراً سابقاً لدى الإمارات، للترشح للرئاسة في اليمن). 
ومع أن هذا التحليل كان قد تم نشره قبل فتنة صنعاء ومقتل علي عبدالله صالح، إلا أنه يتماشى إلى حد كبير مع السياسة اليمنية والحقائق الميدانية. وتعمل الإمارات جاهدة لجلب أحمد علي عبدالله صالح كي يقلل دور السعودية في اليمن، بالرغم من أن مقتل صالح أنهى كل التوازنات السياسية في اليمن، وعزز من جديد الخلاف بين السعوديين والإماراتيين. 

النزاع حول الإخوان المسلمين
لطالما شكلت جماعة الإخوان المسلمين بدورها في اليمن أحد أكبر محاور الصراع بين السعودية والإمارات، ورغم أن الرياض حاولت بشتى الطرق حل هذه القضية، إلا أن الإمارات لاتزال تعتبر الإخوان المسلمين حجر عثرة في جنوب اليمن. 
أثار اجتماع محمد بن سلمان ومحمد بن زايد مع مسؤولين من الإخوان المسلمين، في ديسمبر 2017، تكهنات حول حل محتمل لمسألة النزاع بين فرع الإخوان المسلمين في اليمن وأبوظبي، على الرغم من أن الموقف الإعلامي الإماراتي سرعان ما أزال هذه التكهنات. 

الخلاف حول تفكيك اليمن
تفكيك اليمن هو ثاني قضية شائكة بين الرياض وأبوظبي. فاقتصاد جنوب اليمن المهم قد أدى بالدولة إلى أن تشرع في تقسيم المنطقة، وللقيام بذلك تدعم أبوظبي كلياً المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يترأسه عيدروس الزبيدي. 
في واقع الأمر، بالنسبة للأزمة اليمنية، تحاول الإمارات أولاً، وفي المقام الأول، تهدئة الوضع في الجنوب لضمان استمرار مرور التجارة الحرة في مضيق باب المندب والمنطقة المحيطة به في عدن. هكذا ستفضل أبوظبي تفكيك اليمن إذا ما أتى المجلس الانتقالي لنيل اليد العليا. 
إن الاستثمار والتدخل الواسع للإمارات التي تصفها إدارة منصور هادي بحكومة احتلال في جنوب اليمن، يرجع إلى حد كبير إلى هذا الدافع، وفي الناحية الأخرى لا تملك السعودية -بخلاف الإمارات- اهتمامات اقتصادية في جنوب اليمن، لأن الرياض تملك القدرة على الوصول إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي من سواحلها، جاعلة بذلك باب المندب أقل أهمية بالنسبة للسعوديين. 
إن محاولة فرض النفوذ على الحكومة اليمنية والحفاظ على أمنها الإقليمي الذي سوف يرفع من النفوذ السياسي للسعودية في العالم العربي، يشكل أهمية كبيرة لمحمد بن سلمان، وقد كان هذا هو أهم قضية أدت إلى الاختلافات بين أبوظبي والرياض. 
* مهر نيوز أجنسي -  وكالة أنباء إيرانية
23 يناير 2019