العدوان بعيون صديقنا الأسترالي
 

ضياء العابد

ضياء حسين العابد / لا ميديا -
دعونا نفترض الحياد، ودعونا ننظر إلى العدوان بعين شخص قادم من أستراليا مثلاً ولم يعلم بعد حقيقة ما يجري في اليمن. سيعلم أن ما يوصف غالباً بـ"النزاع" قائم بين أنصار الله في صنعاء والتحالف الذي تقوده -ظاهريا- السعودية.
سيكون أول تساؤلاته ما إذا كانت أمريكا مشاركة؟! والحقيقة أنها مشاركة وفاعلة في الشأن اليمني، فلا شك أنها طرف، بل أقوى الأطراف، وأنها معنية بوقف الحرب، فهذا وضعها في العالم والكل يدرك ذلك، والغريب أن هذا ما يؤكده أنصار الله دائماً: "أمريكا هي من يقود العدوان".
مضى يومان على معرفة صديقنا الأسترالي بوجود عدوان على اليمن، واكتشف أن هناك أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وما لبث أن علم بوجود قيود على الموانئ والمطارات.
لو أنني ذلك الأسترالي لقلت إنه يجب تحييد الاحتياجات الأساسية. والغريب أن هذا هو ما يقوله أنصار الله: "يجب تحييد الجانب الإنساني".
ماذا سأفعل كأسترالي على الفطرة يريد إيجاد حل في اليمن؟! لا بد من جمع الأطراف الفاعلة على طاولة الحوار وبحث حلول سياسية لوقف الحرب. والغريب أن هذا هو ما يقوله أنصار الله: "مستعدون للجلوس في مفاوضات حال رفع الحصار عن الموانئ والمطارات".
تعالوا ننظر بعين صديقنا الأسترالي إلى اشتراطات السعودية والإمارات لحل الأزمة في اليمن.
تشترط السعودية أن يعتمد المبعوث الجديد على ما تسمى "المرجعيات"، وألا يحيد عن المساعي السابقة.
حسناً، وماذا تشترط الإمارات؟
تشترط أن يبحث المبعوث الجديد عن وسيلة مقاربة جديدة لا تتجاوز أحقية الإمارات بالبقاء في ميون وسقطرى والمخا ومنشأة بلحاف الغازية في شبوة ومحافظة حضرموت.
حسناً... وما علاقة هذا بالسلام؟
سيعلم أن هذه هي رغبة طرف العدوان مقابل إحلال السلام، وسيدرك أن هناك تعارضاً بين من يفترض أن يكونوا متحالفين. ولا شك أن أول استنتاجاته هو أن التحالف يبحث عن مصالح وأطماع وليس عن حلول في اليمن.
سيعود صديقنا الأسترالي إلى بلده، وسينصح المبعوث السويدي بالاستقالة من منصبه الجديد، وسيلعن اليوم الذي نشأت فيه السعودية والإمارات، وسيلعن أمريكا، فهي بلا شك من يدير مثل هكذا صراعات في العالم.

أترك تعليقاً

التعليقات