لا.. وألف «لا»
 

بشرى الغيلي

تمرُّ الصباح من باب اليمن وأنتَ شبه يائس من أنك ستقرأ صحيفة تعيد هيبة (صاحبة الجلالة)، سوى عددٍ محدود من الصحف بعد توقّفِ العديد منها بسبب الحرب والحصار، وانعدام الإمكانيات، واختفاء معظمها من الساحة، وتكون شبه مقتنع أنك لا تجد إلا نفس الروتين اليومي، لا جديد في بلاطِها ينعش الحركة بعد ركودٍ طويل..!
لحيظات فقط وأنت تمُر عبر كُشك (العم أحمد) الذي لا يبخل عليّ ويصرُّ على تزويدي بكلِّ مفاجأةٍ جديدة من الإصدارات، وينبهني أن شيئاً جديداً قد أضيف من الإصدارات..
وذات صباحٍ كنتُ على موعدٍ معها وهي تصرخ بأعلى صوتها وبحروفٍ أنيقة قائلة (لا)..
يا الله... صحيفة في مثل هذا التوقيت الحساس تقول: (لا).. ونخبة من ألمعِ المحررين يديرونها على رأسهم المتألق صلاح الدكاك، ومهدي المشولي، ونخبة مميزة معهما.
(لا).. لها دلالات كبيرة حين تقال في الوقتِ الذي تؤدي وظيفتها ورسالتها معاً..
ووجدتُ (لا) الصحيفة تقولُ لاءاتٍ كثيرةً.. تلامسُ أعماق الوطن المكلوم، ووقعت على الجُرح كبلسمٍ خففَ الوجع، وبعثت الكثير من الأملِ في نفوسِ قرائها، ومتابعيها.
ومن لاءاتها على صدر صفحاتها الثرية بالمواضيع وهي تقولُ: لا للحرب، لا لقتلِ الإنسان، لا للعدوانِ السافر، لا لتدمير البنيةِ التحتية، لا لانتهاكِ الأجواء، لا لقصف المدن، والحدائق، والأسواق، وتدمير المدارس، والمصانع، والممتلكات الخاصة والعامة.
لا لاستعبادِ شعبٍ حُر، وإذلاله، وتجويعه، ولا للعبثِ بمقدراته وخيراته.
شكرًا (لا)..
شكرًا لكِ وأنتِ تثبتين لجمهوركِ مع كل إصدار أنكِ صوتٌ استثنائي قدِمَ بقوة إلى بلاطِ (صاحبةِ الجلالة).

أترك تعليقاً

التعليقات