أمن اليمن هو أمن للمنطقة بأكملها
 

بدر البوسعيدي

بدر البوسعيدي / لا ميديا -
لا يمكن لنا أن نتحدث عن اليمن دون أن نستحضر تلك الروح العتيقة، وتلك الأرض التي مرّت عليها حضارات وشهدت قصصاً لا تُنسى.
لطالما جمعت بين عُمان واليمن جسور من المودة والقربى، وروابط ضاربة في عمق التاريخ. وحين نرى ما يدور في اليمن من أحداث متسارعة لا يمكن إلا أن نحمل في قلوبنا قلقاً صادقاً وخوفاً مشروعاً محمولاً بمحبة صادقة لهذا الوطن العريق، فنقف متسائلين: إلى أين يمضي هذا البلد العزيز؟
هذا السؤال لا يأتي من باب التدخل، بل من حرص نابع من محبة خالصة، فاليمن ليس مجرد دولة جارة، بل جزء من وجداننا وذاكرة منطقتنا، وله مكانة لا تزول مهما تغيّرت الظروف.
يهمّنا وضع اليمن لأن اليمن هو روح العروبة، ومنبع الحضارات، وأصل يمتد في جذور التاريخ العربي.
فما يصيب اليمن لا يمكن أن يمرّ مروراً عابراً، لأن أمن اليمن هو أمن للمنطقة بأكملها، واستقراره استقرار لكل من يشاركه الأرض والذاكرة والمصير.
نتابع ونترقّب التطورات ونأمل أن تحمل الأيام القادمة بشائر خير، ومع ذلك نؤكد أننا لسنا طرفاً في أي صراع، ولن نكون، فموقفنا ثابت: احترام سيادة اليمن وحق شعبه في الأمن والاستقرار، دون اصطفاف أو تدخل.
إن استقرار اليمن ليس شأناً داخلياً فحسب، بل هو ركيزة من ركائز التوازن في محيطه، ومحور مهم لسلام المنطقة وطمأنينتها. لذلك، فإن اهتمامنا بما يجري ليس تدخّلاً أو فضولاً، بل شعور طبيعي تجاه بلد عريق نرتبط معه بروابط تتجاوز الحدود.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، يبقى الدعاء هو ما نملكه بإخلاص: اللهم احفظ اليمن وأهله، واجعل السكينة تعم أرجاءه، وامنح شعبه الطيب أياماً هادئة ينعم فيها بالأمن والرخاء.
كاتب عُماني

أترك تعليقاً

التعليقات