«طوفان الأقصى»..زلزال كشف وجوه الصهاينة والمتعاونين معهم
- سيف النوفلي الثلاثاء , 21 أكـتـوبـر , 2025 الساعة 1:05:51 AM
- 0 تعليقات
سيف النوفلي / لا ميديا -
لقد كان «طوفان الأقصى» أكثر من معركة عسكرية، بل كان زلزالاً أخلاقياً وسياسياً هزّ العالم بأسره، وكشف حجم الزيف والنفاق الذي طالما اختبأ خلف الشعارات البراقة عن «السلام» و»الإنسانية». فبينما كانت آلة الاحتلال «الإسرائيلي» تُمزّق أجساد الأطفال والنساء في غزة، سقطت الأقنعة واحداً تلو الآخر، وظهرت وجوه طالما تزيّنت بالكلمات المنمقة، فإذا بها تتكشف عن صهاينة جدد يرتدون عباءة «الاعتدال» و»التحالف».
لقد فضح الطوفان أولئك الذين باعوا ضمائرهم ووقفوا مع الجلاد ضد الضحية، لا لشيء إلا لأنهم ظنّوا أن «إسرائيل» باقية، وأن القوة تُصنع في واشنطن. ولكنهم لم يدركوا أن دماء الفلسطينيين هي التي صنعت الوعي العالمي، وأن صور المجازر التي بثتها وسائل الإعلام حرّكت قلوب الملايين، وأعادت البوصلة إلى مكانها الطبيعي: نحو الحق الفلسطيني المغتصب.
اليوم، تتغير لغة العالم. فبعد أن كان البعض يخشى اتهامه بـ»معاداة السامية» إن انتقد الاحتلال، أصبح انتقاد «إسرائيل» موقفاً إنسانياً وأخلاقياً تتبناه الجامعات، المنظمات، الفنانون، والكُتّاب... في الشرق والغرب؛ حتى داخل المجتمعات الغربية بدأت صورة «إسرائيل» تتهاوى، وصار الصهاينة منبوذين في الرأي العام، بعدما اتضح أن الاحتلال يمارس أبشع صور الإبادة في القرن الحادي والعشرين.
أما أولئك العرب المتعاونون، الذين راهنوا على السلام الاقتصادي والتحالف الأمني مع «إسرائيل»، فقد خسروا الرهان. فالشعوب لم تنسَ، والوعي الجمعي العربي ارتفع من تحت الركام ليقول: هذا هو العدو، ومن حالفه فهو شريكه في الجريمة». إن «طوفان الأقصى» لم يحرّك فقط الجغرافيا السياسية، بل أعاد تعريف مفاهيم العزة والكرامة والمقاومة في الوعي الشعبي العربي والإسلامي.
ختاماً: يمكن القول إن الطوفان لم يكن مجرد معركة حدودية، بل كان معركة بين الحق والباطل، بين الإنسانية والوحشية، بين الصامدين في غزة والمتآمرين في الخفاء. وقد خسر الصهاينة معركتهم الأخلاقية والسياسية، وربح الفلسطينيون معركة الوعي والكرامة، وستُذكر هذه اللحظة في التاريخ كنقطة تحوّل جعلت العالم يرى «إسرائيل» على حقيقتها: كياناً استعمارياً بلا وجه إنساني.
كاتب عُماني
المصدر سيف النوفلي
زيارة جميع مقالات: سيف النوفلي