الأرصاد توصي بارتداء الكمامات وتغطية المياه والمزروعات.. رماد «هايلي غوبي» يغطي اليمن بعد ثوران بركاني في إثيوبيا
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا
عادل بشر / لا ميديا -
حذّرت مراكز أرصاد وأخرى متخصصة في الزلازل والبراكين، من استمرار تأثير سحابة الرماد البركاني على أجواء عدد من المحافظات، جراء البركان الذي اندلع في جبال "هايلي غوبي" بإثيوبيا، يوم الأحد الماضي.
وأفادت مصادر في هيئة الأرصاد اليمنية بأن حركة الرماد البركاني في طبقات الجو قد تستمر حتى اليوم الثلاثاء، وإن لم تكن على شكل سحابة غبار واضحة، كما حدث خلال اليومين الماضيين، فإن التأثير سيتواصل على هيئة غازات غير مرئية، داعيةً المواطنين إلى اتخاذ إجراءات وقائية، خاصةً لمرضى الحساسية والجهاز التنفسي، والحرص على تجنب التعرض المباشر للغبار أو استنشاقه.
وشهد عدد من مديريات محافظات الحديدة وإب وتعز وذمار، وأجزاء من محافظات صنعاء والبيضاء ولحج، وصولاً إلى حضرموت، منذ عصر الأحد، موجة واسعة من الغبار والرماد البركاني، قادمة من إثيوبيا، بعد انفجار بركان "هايلي غوبي".
وسجّل مواطنون في تلك المحافظات، خاصة الحديدة، مشاهد لتساقط رماد أسود دقيق، إضافة إلى تغير واضح في لون السماء، وتدني مستوى الرؤية، الأمر الذي أثار حالة قلق واسعة في أوساط المواطنين، لاسيما مع عدم وجود أي تصريح أو تحذير مسبق من مراكز الاختصاص الرسمية حول هذا الأمر، وتأخر صدور بيان من المركز الوطني للإرصاد حتى منتصف ليل الأحد-الاثنين.
وبالرغم من انتهاء ثوران البركان بعد ساعات قليلة من اندلاعه، إلا أن مراكز رصد عالمية حذرت، أمس، من استمرار تداعيات البركان فيما يتعلق بالسحب الرمادية على أجزاء من اليمن وسلطنة عمان والسعودية.
وأظهرت صور من الأقمار الصناعية سماء اليمن وأجزاء من عُمان وجنوب السعودية ما تزال مشبعة بثاني أكسيد الكبريت SO2.
ونشر عالم البراكين في جامعة ميتشغان للتكنولوجيا، البروفيسور سيمون كارن، أمس، بيانات حديثة كشفت ارتفاعاً في إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت من بركان "هايلي غوبي".
وتوقع كارن استمرار انتشار هذه الانبعاثات شرقاً في التيار النفاث شبه الاستوائي، فوق بحر العرب باتجاه شمال غرب الهند وباكستان. وتطابقت بيانات البروفيسور كارن مع موقع (volcano discovery) العالمي المتخصص بالزلازل والبراكين.
محلياً، توقع المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر في صنعاء، أمس، استمرار تأثير الرماد البركاني على أجواء البلاد خلال الـ24 ساعة التي تلت نشرته الجوية.
وأفاد المركز بتأثر أجواء البلاد برماد بركاني واسع الانتشار مصدره إثيوبيا، تأثرت به السواحل الغربية وامتد إلى مناطق واسعة من المرتفعات الجبلية وصولاً إلى السواحل الجنوبية والشرقية والمناطق الصحراوية الشرقية.
وحذّر المركز المواطنين في المناطق المتأثرة من التعرض المباشر للرماد البركاني، ونصح بارتداء الكمامات أثناء الخروج، وتغطية المياه المكشوفة والمزروعات، وغسل الوجه والأطراف في حالة ملامسة الرماد، والبقاء داخل المنازل قدر الإمكان مع إغلاق الأبواب والنوافذ جيداً.
إصابة في الحُديدة
وفيما لم يصدر أي بيان من وزارة الصحة حول نتائج هذه الموجة البُركانية، وما إذا كانت الوزارة قد تلقت بلاغات عن حالات نُقلت إلى المستشفيات نتيجة تعرضها المباشر للرماد البركاني، أفاد "لا" مدير مكتب الصحة بمحافظة الحديدة، الدكتور علي الحداد، بتسجيل حالة واحدة في المحافظة لطفل حديث الولادة تأثر بموجة الغبار.
وقال الحداد إن غرفة عمليات مكتب الصحة في المحافظة تلقى، مساء أمس الأول، بلاغاً من مديرية الدريهمي حول تعرض طفل يبلغ من العمر ثلاثة أشهر لاحمرار في جسده.
وأوضح بأن أسرة الطفل كانت تضعه خارج المنزل لحظة وصول موجة الرماد البركاني، الأمر الذي أثر سريعاً في جسد الطفل وبدأ بالصراخ والبكاء، ثم لاحظت أسرته وجود احمرار كبير في ساقة وأجزاء من جسمه؛ إلا أن الاحمرار بدأ بالاختفاء تدريجياً بعد أن تم غسل ساق الطفل بالماء والصابون، وكذلك وضع طبقة من الزيت على منطقة الإصابة.
وأكد الدكتور الحداد أن مكتب الصحة في الحديدة "على أتم الاستعداد لأي طارئ فيما يخص موجة الرماد البركاني، وتم التعميم على جميع المستشفيات والمراكز الطبية الحكومية والخاصة بأن يكونوا على جهوزية في كل الأوقات وتخصيص أطباء جلد وعيون على مدار الساعة".
تعليمات طبية
في السياق نشر الاستشاري الأول في الطب الباطني الحرج وأمراض الجهاز التنفسي، الدكتور وهاج المقطري، تعليمات للمواطنين في المناطق المتأثرة بالرماد البركاني.
وكتب المقطري في حسابه على منصة "فيس بوك" منشوراً قال فيه: "إذا تعرضت منطقتك لسقوط رماد بركاني فوقها البس كمامة N95 وإن لم تتوفر البس كمامتين عاديتين فوق بعض واغلق نوافذ المنزل وابق في مكان آمن متجنباً المشي في الطرق المكشوفة أثناء هبوط الرماد، واغسل اليدين عند ملامستك للغبار، واغسل وجهك ورأسك إذا سقط الغبار فوق رأسك، واخلع الملابس قبل دخول المنزل إذا وقع الغبار عليها".
الأول منذ 10 آلاف عام
بحسب تقرير لموقع (volcano discovery) المتخصص بالزلازل والبراكين، بدأ ثوران بركان "هايلي غوبي" صباح الأحد، من أحد البراكين الأقل شهرة في سلسلة جبال "إرتا ألي" بمنطقة داناكيل في إثيوبيا، مُطلقاً أعمدة كثيفة من الدخان وصل ارتفاعها إلى 14 كيلومتراً، في ظاهرة استمرت ساعات عدة وانتهت اليوم ذاته.
من جهته أفاد برنامج علم البراكين العالمي، التابع لمؤسسة "سميثسونيان" العالمية، بأنه لم يُسجّل أي ثوران لبركان "هايلي غوبي" منذ العصر الهولوسيني، وهي فترة بدأت قبل نحو 12 ألف عام في نهاية العصر الجليدي الأخير.










المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا