المدربة الرياضية سناء عبدالله في حوار خاص لـ"لا" :حب الوطن يسبق الانتماء الرياضي
- تم النشر بواسطة طارق الأسلمي / لا ميديا

حاورها:طارق الأسلمي / لا ميديا -
في عالم باتت فيه الرياضة لغة للحياة الصحية والثقة بالنفس، برزت قصة سناء عبدالله كأحد الوجوه النسائية في مجال الرياضة، حيث استطاعت أن تحول شغفها إلى واقع ملموس.
في هذا الحوار الخاص لصحيفة "لا"، تكشف لنا سناء عن لحظات البداية، والتحديات التي واجهتها، وكيف نجحت في تحويل حلمها إلى مشروع يهتم بالرياضة النسوية.
ما هي أول لحظة جعلتك تدركين أن الرياضة ستكون مسارك في الحياة؟
أول لحظة كانت عندما تم ترشيحي لأكون مدربة في أحد الأندية الرياضية القريبة من منزلي بعد أن كنت متدربة فيه.
عندما بدأتِ التدريب في النادي القريب من منزلك، هل كنت تتوقعين أن يتحول الأمر من هواية إلى مسيرة مهنية؟
- في البداية لم أكن أتوقع ذلك أبداً فالأمر بدأ كهواية بسيطة ولم يخطر ببالي أنه سيتحول إلى مسار مهني يحمل هذا القدر من المسؤولية والشغف.
عندما كنت في بداياتك، كيف كان يتعامل المحيط مع شغفك بالرياضة كفتاة؟
- وجدت من يشجعني ويدعمني لدخول هذا المجال وفي مقدمتهم أهلي وزوجي، لكن في المقابل كان هناك من استغرب دخولي هذا المجال ولم يتوقع أن أستمر فيه.
كيف واجهتِ التحديات والصعاب في بداية مشوارك؟ وما الذي دفعكِ للاستمرار؟
- كانت البداية صعبة ومرهقة جداً لكنني كنت أبحث عن الحلول وأطرق كل الأبواب وبكل الوسائل لتجاوز تلك الصعاب. ما دفعني للاستمرار رغم الصعوبات القوية هو حبي وشغفي وإيماني بحلمي وحقي في تحقيقه وإيصال رسالتي التي آمنت بها، إلى جانب دعم كل من حولي.
ما هي أهم الشهادات المعتمدة التي حصلتِ عليها في مجال الرياضة؟ وكيف ساعدتك في بناء مسيرتكِ المهنية؟
- حصلت على العديد من الشهادات والمؤهلات، أبرزها: شهادة المدرب المحترف، شهادة التغذية العامة، شهادة مسؤول التغذية، ودورة في الفنون القتالية. هذه المؤهلات ساعدتني كثيراً في تطوير نفسي وصقل معلوماتي كما منحتني القدرة على الابتكار في خططي وبرامجي الرياضية.
لو عدنا بالزمن إلى أول يوم خطرت لك فيه فكرة إنشاء ناد متخصص برياضة السيدات، كيف كان ذلك المشهد؟
- كان قرار إنشاء نادي بروفيتنس بمثابة تحدٍ ومغامرة، خاصة أنني لم أكن أمتلك الإمكانيات المادية لفتح ناد رياضي متخصص برياضة المرأة. لكن الشغف وحبي لامتلاك نادٍ خاص، إلى جانب ثقتي في قدرتي على إدارته بطريقتي وأسلوب مختلف، كانت الدافع الأكبر لتجاوز أي عائق آخر.
ما اللحظة التي شعرتِ فيها أن التدريب لم يعد مجرد نشاط يومي، بل رسالة ومسؤولية؟
- بعد أول أسبوع من بداية تدريبي شعرت أن لدي رسالة يجب أن أؤديها خاصة عندما لاحظت استجابة الفتيات الملتحقات بتأدية التمارين الرياضية واستفادتهن من التمارين. حينها أدركت أن التدريب ليس مجرد روتين بل تأثير حقيقي في حياة الآخرين.
لماذا اخترتِ مجال التدريب البدني بالذات بدلاً من رياضات أخرى مثلاً كالفنون القتالية؟
- اللياقة البدنية تستهدف فئة أكبر من النساء ومع ذلك التحقت بدورات تدريبية في الفنون القتالية بسبب حبي لها، ودمجت بعض مهاراتها ضمن برنامجي التدريبي لزيادة الفاعلية والتنويع.
هل ترين أن المرأة اليمنية قادرة على خوض مجالات رياضية صعبة تقليدياً؟ وما الذي ينقصها فعلياً؟
- أكيد، المرأة اليمنية تمتلك القدرة الجسدية الكاملة لخوض هذه الرياضات وما ينقصها فقط هو الدعم الكافي وتقبل المجتمع أو الأسرة لمشاركتها في هذه المجالات الصعبة.
ما الألعاب الرياضية التي تحبين متابعتها أو ممارستها؟
- أحب ممارسة الجري السريع، وأتمنى تعلم مهارة ركوب الخيل، أما الرياضة التي أحرص على متابعتها فهي السباحة.
ما الأندية التي تشجعينها؟ وهل ينعكس تشجيعك لها على طريقة تفكيرك كمدربة؟
- لست مهتمة كثيراً بكرة القدم أو متابعتها لكن من الطبيعي أن أشجع منتخباتنا الوطنية في أي مشاركة لها بالبطولات الدولية، فحب الوطن يسبق أي انتماء رياضي آخر.
كيف ترين واقع كرة القدم اليمنية اليوم؟ وما تقييمك لأداء المنتخبات الوطنية؟
- الرياضة اليمنية عموماً تعيش واقعاً مؤلماً. فاليمن تمتلك قدرات ومواهب كروية مميزة لكنها للأسف تفتقر للدعم والمساندة والاهتمام الذي يمكن أن يصقل هذه المواهب ويظهرها بالشكل اللائق.
برأيك، ما الذي يحتاجه الرياضيون والرياضيات في اليمن للنهوض بمستواهم؟
- يحتاجون إلى دعم حكومي حقيقي وتوفير الإمكانيات والأماكن المناسبة للتدريب إلى جانب تنظيم ندوات ودورات تعليمية وتدريبية ومسابقات بين الفئات العمرية المختلفة بدءًا من المدارس والجامعات وحتى المؤسسات الرياضية.
هل ترين أن هناك مواهب نسائية يمكن أن تستفيد منها المنتخبات اليمنية في ألعاب مختلفة؟
- أكيد، المواهب النسائية موجودة في مختلف المجالات الرياضية، وقد سبق أن حققت الرياضيات اليمنيات بطولات وإنجازات في ألعاب متعددة وهو ما يؤكد أن المرأة اليمنية قادرة على التميز متى ما أُتيح لها الدعم والفرص المناسبة.
كيف تقيمين الإقبال على الرياضة في المجتمع مؤخراً؟
- هناك طفرة واضحة في الاهتمام بالرياضة خلال الفترة الأخيرة، وازدياد ملحوظ في عدد الأندية الرجالية والنسائية. لكن ما لاحظته أن الإقبال الأكبر على ممارسة الرياضة يأتي من النساء أولاً، ومن كبار السن من الرجال، أكثر من الشباب. وأتمنى أن تزداد التوعية بين الشباب بأهمية الرياضة، فهي خير من مجالس القات.
المصدر طارق الأسلمي / لا ميديا