نجم الزهرة والمنتخب الوطني سابقاً جمال الأسدي لـــ«لا الرياضي» :الطبري والمسحق بدايتي
- تم النشر بواسطة أنور عون / لا ميديا

حاوره:أنور عون / لا ميديا -
مطلع السبعينيات، بزغ نجم جمال الأسدي. كانت البداية في حواري صنعاء القديمة: "الطبري"، "باب النهرين"، "باب السبح"، "المسحق - بستان الهبل"... ثم سطعت نجوميته في صفوف نادي الزهرة (22 مايو حالياً)، والكرة اليمنية، ليتألق بعد ذلك ويصبح مدافعاً متميزاً مع المنتخبات الوطنية.
"لا الرياضي" التقاه، فتحدث بصدر رحب عن قصته مع الكرة. إليكم تفاصيل الحوار...
قبل أن ندلف إلى تفاصيل الحوار، ما رأيك بأن تحدثنا عن بدايتك؟
- بدايتي كانت في العام 1970/ 1971 تقريباً في حواري صنعاء القديمة، وكانت منطقة "المسحق" هي التي شكلت ملامحي الكروية، مع زملاء كثر، وخاصة نجوم الزهرة الذين تزاملت معهم في النادي من سن 12 سنة.
وفي الحقيقة بدأت من صغري قائداً للاعبين في الحارة والمدرسة والنادي. وللعلم لم تؤخذ مني شارة الكابتن إلّا مرة واحدة في منتخب مدرسة جمال عبدالناصر، وأخذها جمال حمدي.
وكيف كان صعودك للفريق الأول بالنادي؟
- كنت في فئة الشباب متألقاً في مركز الجناح الأيمن، وهو ما لفت انتباه الجهاز الفني للفريق الأول، فتم اختياري، ولعبتُ بجانب أمين السنيني، سمير العقر (رحمه الله)، طه الجحدري، فتحي المسوري، والمحترفين السودانيين المتميزين فيصل قسم الله وصالح تمساح... بعدها توالت الأجيال، وجاء عبدالكريم النعامي وخالد الناظري وعبدالخالق الحيمي وعبدالله المعصب وجلال رسخان، وقدم من تعز للعب معنا عبدالحميد الشاوش وعبدالواحد عتيق ومحمد المجاهد، ثم جاء عبدالحكيم الكندي، بسباس، الذاري، باسم وبهاء وعمر عبدالحفيظ... أقصد أنني لعبت مع عدة أجيال.
قلت إنك تألقت في مركز الجناح الأيمن؛ لكن الجمهور عرفك مدافعاً...؟
- عندما تم الدفع بي للفريق الأول، كان للمدرب المصري محمود العبادي حينها رأي آخر بتغيير مركزي من الجناح إلى قلب الدفاع، فتألقت بعدها في هذا المركز حتى نهاية المطاف.
كان فريقكم في الثمانينيات مرصّعاً بالنجوم القادرين على إحراز البطولات؛ لكن الصراع من أجل البقاء في الأضواء كان أكبر همكم...؟
- نعم، كان ذلك يحدث أحياناً، رغم ما نملكه من نجوم، بسبب الإمكانيات. الأهلي والوحدة وحتى الشعب يملكون رجال أعمال ونافذين، بينما نادينا يفتقر لأبسط الإمكانيات المادية، ومع هذا كنا نصارع الكبار وأحرزنا كأس الجمهورية بعد أن تغلبنا على الجيل والوحدة وأهلي صنعاء.
حدثنا عن هذا الإنجاز!
- في موسم 1981 تقريباً، كان الجيل هو بطل أول دوري تصنيفي، وكان الأهلي والوحدة في أوجهم الكروي. تغلبنا على جيل الحديدة بركلات الترجيح، ثم انتصرنا على الوحدة في الدوري قبل النهائي بركلات الترجيح أيضاً، وواجهنا أهلي صنعاء، وتكرر السيناريو وفزنا بالكأس بركلات الترجيح. كانت مباريات أشبه بالمعارك وبطابع تنافسي شريف، ذات طابع ما يزال منقوشاً في الذاكرة، وخاصة مباراتنا أمام الجيل في الحديدة. وأذكر منها موقفين: الأول: زيارتي قبل المباراة لمحافظ الحديدة الشيخ عبدالرحمن محمد علي عثمان (رحمه الله) رفقة زميل لي نبحث له عن مساعدة علاجية، وعندما وصلت إلى مكتب المحافظ طلبنا من مدير مكتبه إبلاغه بأننا نريد مقابلته، وكان في المكتب مشائخ وشخصيات اعتبارية، وتم إبلاغه، فقال لمدير مكتبه أدخلهما على الفور، واستقبلنا وقال لي: أنا أتابعكم، وأسمع عنك أنت وخالد الناظري، لاعبين مميزين. وأخبرته عن سبب زيارتنا، فلم يقصر، وقال: سأحضر المباراة. هذا الموقف لم أرَ مثله إلا نادراً، وهو صورة نموذجية للشخصيات الكبيرة المحترمة التي تًقدر الرياضة والرياضيين.
والموقف الآخر أثناء المباراة، وتحديداً في ركلات الترجيح، وقد كان لدى الجيل عمالقة على رأسهم محمد سلطان، عبده راشد، الجهمي، زين السقاف، سعيد دعالة، عبدالله الهرر... وغيرهم. وأثناء تنفيذ الهرر لركلة ترجيح أدهشنا هذا النجم بحركة مذهلة، جعل أمين السنيني يقفز إلى جهة ولعبها بهدوء في الجهة الأخرى، فقال عبدالواحد عتيق: سألعب ضربتي على طريقة الهرر؛ لكنه لعبها خارج المرمى تماماً، وكدنا نخسر لولا إنقاذ أمين السنيني لركلتي ترجيح.
ورحلتك مع المنتخبات؟
- مثلت الوطن مع منتخب الشباب. وأذكر أننا كنا خمسة لاعبين أساسيين من نادي الزهرة. ومثلت الوطن مع المنتخب الأول في تصفيات آسيا، وشاركت مع منتخب الجامعة في مدينة أربد الأردنية، وكان معي باسم وبهاء عبدالحفيظ، وأبو علي غالب، والدكتور محمد نجاد لاعب وحدة صنعاء، وصلاح العزاني...
وبمناسبة ذكر أربد، خرجنا نتمشى وأثناء تواجدنا في المنطقة الحدودية بين المملكة الأردنية وكيان الاحتلال "الإسرائيلي"، تجاوز المصور عبدالله حويس الخط دون أن ينتبه، ليقوم أحد لاعبي منتخبنا الجامعي بانتزاع حويس سريعاً من داخل الخط. كنا في تلك اللحظة مندهشين من رؤية جنود الاحتلال يعتلون برجاً للمراقبة.
الفنان فؤاد الكبسي كان زميلك في نادي الزهرة، وخاصة في فئة الشباب. حدثنا عنه!
- فعلاً، فؤاد زميل دراسة من الإعدادية، وكان يجيد اللعب، فاستقطبته معي لنادي الزهرة، ولعب معنا فترة؛ لكن موهبته الفنية كانت أكبر فاتحة لعالم الغناء.
نعود للكرة اليمنية. كيف تراها؟ ومن هو أفضل رئيس اتحاد قادها؟
- في السابق لم يكن احترافاً. كنا نلعب من أجل المتعة والإمتاع، وفي كل فريق كان هناك أكثر من 7 لاعبين مميزين. اليوم لا يوجد أي لاعب مميز، وإن حصل فنجد لاعبين أو ثلاثة فقط.
وبالنسبة لرؤساء الاتحادات، أكيد كل واحد قدم ما عليه. وفي الأول والأخير، لا يوجد مسؤول يريد الفشل لنفسه؛ لكن يظل علي عبدالكريم الصباحي وعلي الأشول (رحمهما الله) الأفضل؛ لأنهما صعدا من سلم الأندية. أيضاً فترة ترؤس علي البروي وحسين الأهجري للاتحاد جيدة.
وكيف تقيم عمل الاتحاد الحالي؟
- أكيد له سلبيات؛ لكن أقول بأمانة: هو استطاع خلال العشر السنوات الأخيرة، التي عانت فيها البلاد ويلات الحرب والظروف الصعبة، أن يشارك بالمنتخبات في عز هذه الأوضاع.
وإذا عدنا بك إلى نادي 22 مايو لنسألك عنه بعد إقالة البروي...؟
- دعني أتحدث عن علي بروي. كانت له سلبيات؛ لكن إيجابياته أكثر، ويكفي أنه حافظ على النادي. جاءت بعده لجنة يحيى الحوثي، وهو ابن النادي؛ لكنه لم يستطع فعل شيء؛ بسبب الأشخاص الذين حوله.
عفواً يا كابتن، علي البروي استفاد من النادي ولم يقدم شيئاً، ولعلك تعرف حجم استثمارات 22 مايو...؟
- عوائد النادي تذهب للألعاب الرياضة.
وماذا عن اللجنة الجديدة التي تقود النادي؟
- نأمل فيها خيراً، وسننتظر، ما لم فالجمعية العمومية ستقول كلمتها.
اسم نادي الزهرة كان أفضل من التسمية الجديدة. هذا ما يقوله أبناء النادي...؟
- مع تقديري لاسم 22 مايو كوحدة يمنية نجلّها، كان اسم نادينا "الزهرة" أفضل، حتى الشعار كان أجمل. بصراحة الدمج أثر على النادي.
من هي الشخصيات التي أثرت فيك؟
- عبدالله هديان، يحيى الشهاري، يحيى علي جابر، علي البروي، عبدالله الشاوش، عبدالله الشاطر.
مؤخراً تم تكريمك من قبل جمال حمدي. كيف ترى هذه اللفتة؟
- لفتة طيبة خارج الإطار الرسمي لنجوم الزمن الجميل، أعتز بها كثيراً. جمال حمدي نجم كبير وصديق وفيّ لرفاق دربه ولنجوم الكرة اليمنية القدامى.
ختاماً، ماذا لديك؟
- الشكر لصحيفة "لا" وفرسان صفحتها وملحقها الرياضيين.
المصدر أنور عون / لا ميديا