مخالب الجولاني تغتال الفنانة ديالا صلحي
- تم النشر بواسطة خاص / لا ميديا

خاص / لا ميديا -
تموت ديالا خنقا بالأظافر نفسها التي جاءت بها أيادي الليل لتنهش وتقتل. لا شقتها الصغيرة في شارع منسي استطاعت أن تحميها من تسلل كل تلك الظلمة الكثيفة التي تلف دمشق وتحيلها غابا من الليل واللحى والمخالب، ولا نايُها الشاحب استطاع أن يصرف عنها أظافر الجولاني المنتشرة في كل مكان.
ديالا الفنانة العراقية السورية المتوزعة غناء وعشقا قنطرة عروبية بين بغداد ودمشق، وابنة الموسيقي العراقي الراحل صلحي الوادي، مؤسّس المعهد العالي للموسيقى والدراما في دمشق، ومدير المعهد الموسيقي العربي الذي أصبح يحمل اسمه لاحقاً، تُقتل مرتين: الأولى بأظافر إحدى عصابات الجولاني، وفي ظل حكم الحرية والعدالة الذي أرادته لسوريا لحى الأعراب الممتدة من الرياض إلى أنقرة.
أما القتلة الثانية فبأظافر ناعمة اسمها الوسط الفني الطويل العريض، والذي يضم فنانين وممثلين وموسيقيين وأدباء ومثقفين، كل هؤلاء تواروا وآثروا أن يختفوا عن التشييع.
كان هناك فنان واحد حضر ليودع ابنة صلحي الوادي، فيما البقية غضوا الطرف واكتفى الشجعان منهم بإرسال برقيات أو أكاليل ورد على استحياء.
الفنان فراس إبراهيم فقط يحضر لوداع ابنة أستاذه، وإلى جانبه عدد قليل من «عمال النظافة» يساعدونه في حمل النعش، حيث غابت كل وجوه الفنانين والفنانات، وغابت النقابة هي أيضا، بل غابت دمشق نفسها، فلم يكن لها وجود، وكان الحاضر الوحيد هو الفنان والإنسان فراس إبراهيم.
المصدر خاص / لا ميديا