الصحفية والمحللة الكروية اللبنانية ليال التيماني لـ«لا الرياضي»:الإعلام الرياضي يحتاج صحفياً محترفاً لا مجرد حساب بآلاف المتابعين
- تم النشر بواسطة طارق الأسلمي / لا ميديا

حاورها:طارق الأسلمي / لا ميديا -
في زمن ما زالت فيه كرة القدم توصف بأنها لعبة الرجال، تخرج الصحفية والمحللة الرياضية اللبنانية ليال التيماني عن المألوف لتكسر القواعد وتُعيد رسم ملامح الحضور النسائي في الإعلام الرياضي العربي. ليست فقط عاشقة للمستديرة، بل هي صوت ناقد وعقل محلل وقلم يُجيد الغوص في التفاصيل بجرأة واحتراف.
شغفها بالرياضة والإعلام بدأ منذ الصغر، ورافقها حتى اعتلت شاشات التحليل في أبرز القنوات العربية متحدية النظرة النمطية، ولتثبت أن التميز لا يعترف بالنوع، بل بالإصرار. وما بين التحليل الكروي وميدان التمثيل، تنسج "ليال" مسيرة تختصر فيها أحلام جيل جديد من الصحفيات الرياضيات.
في هذا الحوار الخاص يفتح "لا الرياضي"، مع "ليال"، صفحات مشوارها المهني، والتحديات التي واجهتها، وآرائها في واقع الرياضة اللبنانية، مع وقفة خاصة إزاء الكرة اليمنية... إليكم التفاصيل.
واجهت ظروفاً صعبة ونجحت فيها وما زلت أتحدى نفسي.. وتغطيتي لمونديال قطر 2022 المحطة الأهم في مسيرتي
ما زلت بانتظار الوسيلة الإعلامية التي ستحتضنني كصحفية رياضية ذات خبرة سنوات ومحللة كروية وحيدة عربياً
ما الذي جذبكِ في البداية لعالم الرياضة؟ وهل كان القرار سهلاً أن تدخلي المجال الإعلامي الرياضي؟
- الانتماء؛ شعورك بأنك جزء من نادٍ أو منتخب له عادات مميّزة ونظرة تشبهك. منذ صغري أحببت الحركة والرياضة، وكان الإعلام حلمي وشغفي الذي لم يتغير، بل ازداد مع السنوات. القرار كان سهلاً نوعاً ما، وقد تتفاجأ بإجابتي؛ لكنني شخصية تحب ما تفعل وتعشق تحدي الصعوبات. الإعلام الرياضي، وتحديداً في كرة القدم، لم يكن يوماً طريقاً سهلاً للفتاة؛ لكن مع الإرادة يتحقق كل شيء.
ما العقبات التي واجهتكِ كصحفية رياضية لبنانية؟ وكيف تعاملتِ معها؟
- العقبة الأساسية كانت تقبُّل الجمهور العربي لصحفية ومحللة كروية. كان الأمر مقلقاً نوعاً ما؛ لكنني تخطيته بسهولة. أما كصحفية لبنانية فالصعوبة تكمن في إيجاد فرصة عمل محلياً، خاصة في ظل الظروف الصعبة، إضافة إلى أن الإعلام الرياضي اللبناني لم يأخذ بعد المساحة التي يستحقها.
ماذا عن الشخصيات أو المحطات التي كان لها تأثير كبير على مشوارك المهني؟
- الشخصية الأولى والأساسية هي أنا، بذاتي. واجهت ظروفاً صعبة ونجحت فيها، ولا أزال أتحدى نفسي يومياً. وتغطيتي لمونديال قطر 2022 هي المحطة الأهم في مسيرتي.
ما التحديات اليومية التي تواجهك كصحفية رياضية في لبنان؟
- كما قلت سابقاً، الإعلام الرياضي في لبنان لم يأخذ حقه بعد. الفرص نادرة، والمحاولات مرهقة للعثور على عمل أو تغطية حدث. الحرس الإعلامي القديم يسيطر، وفرص الجيل الجديد شبه معدومة، خاصة في البرامج الرياضية المتعلقة بكرة القدم.
ما هي أبرز الوسائل الإعلامية التي عملتِ لها خلال مسيرتك؟
- ما زلت أنتظر الوسيلة الإعلامية التي ستحتضنني كصحفية رياضية ذات خبرة سنوات، ومحللة كروية وحيدة عربياً. أشارك حالياً عبر أبرز القنوات والإذاعات العربية بمداخلات وتحليلات، مثل قناة المملكة الأردنية وقناة "القاهرة الإخبارية" المصرية وإذاعة "راديو دريم" التونسية وغيرها الكثير.
نلاحظ لك نشاطاً على مواقع التواصل الاجتماعي. كيف ترين دور هذه المنصات في دعم الصحفي الرياضي أو التأثير على صورته؟
- هذه المنصات أصبحت اليوم منبراً أساسياً للعمل الصحفي، فمن يعمل بجهد ويحظى بإعجاب المتابعين ينال دعماً كبيراً. لكننا نواجه أيضاً معاناة بظهور مؤثرين تُفضلهم بعض الوسائل الإعلامية على الصحفي المحترف لمجرد عدد متابعيهم.
أحياناً تقومين بنقد وتحليل أداء اللاعبين والفرق على منصاتك. كيف تتعاملين مع ردود الفعل، خصوصاً السلبية منها؟
- هذا عملي وأحبه. أي عمل في الحياة يواجه انتقادات، وخصوصاً أنني فتاة تحلل كرة القدم. ما كان غير مألوف في البداية، اعتاده الجمهور اليوم وأصبح من أبرز الداعمين. من يعلق سلباً أو يختلف معي أحترم رأيه ونتناقش. أما التعليقات الإيجابية فهي سلاحي الأقوى في هذا المجال.
هل تعتبرين منصات التواصل اليوم وسيلة مكملة للعمل الصحفي؟ أم أصبحت بحد ذاتها منصة إعلامية مستقلة؟
- هي بين الاثنين؛ لكنها تميل تدريجياً لتكون منصة إعلامية مستقلة، خصوصاً مع انتشار البودكاست وصفحات الأخبار. الجمهور بات يفضلها على التلفاز؛ لأنها أسرع ومتاحة طيلة الوقت.
ما حدود النقد الرياضي من وجهة نظرك؟ وكيف تميزين بين النقد البنّاء والهدام؟
- النقد أمر طبيعي؛ لكن يجب أن يكون بنّاءً لا هداماً. يمكنني انتقاد أسلوب أو تصرف أو لقطة؛ لكنني أراعي نبرة الصوت والمفردات. الإعلام الرياضي يحتاج صحفياً محترفاً، لا مجرد حساب بآلاف المتابعين.
كيف تصفين المشهد الرياضي في لبنان حالياً؟ وما أبرز مشاكله وتحدياته؟
- المشهد بشكل عام متوسط، مع تميز نسبي في كرة السلة. أما كرة القدم فتعاني كثيراً، بسبب الوضع المعيشي وقلة الدعم والبنية التحتية المهترئة. ولو أردنا الحديث باستفاضة لاحتجنا مجلدات.
ما الذي تحتاجه الرياضة اللبنانية للنهوض؟
- تحتاج دعماً مادياً ضخماً، وإصلاحات جذرية في الاتحادات، وتطويراً شاملاً للبنى التحتية.
كيف أثّرت الأزمات السياسية والاقتصادية على الرياضة اللبنانية؟
- أثّرت تأثيراً سلبياً كبيراً. كانت المباريات تُقام على ملاعب عديدة، واليوم أصبح العدد محدوداً. كما لم يعد بالإمكان التعاقد مع لاعبين أجانب، ولا حتى الحفاظ على المحليين.
كيف تقيمين أداء المنتخب اللبناني مؤخراً؟
- للأسف، الوضع متراجع جداً منذ ثلاث سنوات. بعد أن كان المنتخب يقدم أداءً مقبولاً, بات يتلقى خسارات وتعادلات أمام خصوم لم يكونوا يشكلون أمامه صعوبة سابقاً.
خاض المنتخب اللبناني مؤخراً لقاءً أمام المنتخب اليمني وانتهى بالتعادل السلبي. ما رأيك في أداء ومستوى المنتخب اليمني؟ ومن ترشحين للتأهل إلى كأس آسيا 2027؟
- المنتخب اليمني قدّم أداءً جيداً أمام منتخبنا الوطني، وظهر بمستوى كبير، ولم تكن هناك فوارق واضحة بين المنتخبين؛ فكلاهما يمر بظروف اقتصادية وسياسية متشابهة، وهو ما انعكس على الأداء داخل الملعب. أعتقد أن المنافسة على بطاقة التأهل ستكون محصورة بين منتخبنا واليمن؛ لكن من وجهة نظري فرص لبنان تبدو أوفر في نيل بطاقة الصعود ولكن بصعوبة.
ما الذي يميز المنتخب اليمني؟ وهل هناك لاعبون لفتوا انتباهك؟
- المنتخب اليمني يتمتع بحماس واضح ورغبة صادقة في تحقيق نتائج إيجابية، وهو ما كان جلياً في أدائه أمام منتخبنا. وقد لفت نظري عدد من اللاعبين، خاصة عبد الواسع المطري وناصر محمدوه والموهبة اليمنية عادل عباس الذي لعب في الشوط الثاني.
ما مدى معرفتك بالكرة اليمنية. وهل تتابعين تطورها أو مشاركاتها الدولية؟
- بصراحة لا أملك معرفة واسعة بكرة القدم اليمنية؛ إذ إن اهتمامي الأكبر منصب على الكرة الأوروبية. لكنني أعلم أن منتخب الناشئين اليمني تُوّج قبل فترة ببطولة غرب آسيا. كما أن المنتخب الأول حقق أول فوز خلال تاريخ مشاركاته في كأس الخليج الأخيرة. أتمنى كل التوفيق والنجاح لكرة القدم اليمنية.
من هو فريقك المفضل؟
- أشجع منتخب ألمانيا ونادي بايرن ميونخ، مع الفصل التام بين التشجيع والعمل. عموماً أحب متابعة البطولات وأُعجب باللعب الجميل.
ما الذي لا يعرفه عنك القارئ؟ شاركينا جانباً من شخصيتك بعيداً عن الكاميرا!
- ربما لا يعلم البعض أنني ممثلة، بدأت مسيرتي منذ ثلاث سنوات، وهذا أمام الكاميرا. أما بعيداً عنها، فأنا شخصية أحب السفر والكتابة. كما أنني درست اللغة العربية لسنوات عديدة.
ما هي أبرز طموحاتك على المستويين المهني والشخصي؟
- أسعى للتطور أكثر في مسيرتي والوصول لأكبر عدد ممكن من عشاق كرة القدم حول العالم، ربما من خلال تغطيات أو برنامج خاص. وعلى الصعيد الشخصي أطمح لزيارة كل دول العالم، فأنا من عشاق السفر.
قبل أن نودعك، هل هناك رسالة أو فكرة أخيرة تحبين أن توجهيها لقرائنا؟
- شكراً جزيلاً لصحيفة "لا" ولجميع العاملين فيها على هذه الاستضافة الكريمة, وأتمنى أن تكون المقابلة قد أعجبت القرّاء. كما أتمنى المزيد من التطور للإعلام الرياضي العربي، وأن نشاهد محترفين وصحفيين يستحقون التواجد على الشاشات، وأن يكون التنوع والتوازن موجوداً.
المصدر طارق الأسلمي / لا ميديا