طارق الأسلمي/ لا ميديا -
تحدث المدرب الفلسطيني بسام أبو الصادق، الذي يعيش حالياً في مخيم الشاطئ بغزة، عن الواقع الكارثي الذي يعيشه سكان القطاع في ظل الحرب المستمرة والعدوان الصهيوني المتواصل، مؤكداً أن الأوضاع الإنسانية بلغت مستويات غير مسبوقة من المأساة والتجويع والنزوح.
وقال أبو الصادق في تصريح لصحيفة "لا": "غزة تعيش أوضاعاً صعبة جداً، من قصف ودمار وتجويع ونزوح، لا مأوى، لا طعام، لا شراب، ولا دواء.. الوضع أصبح كارثياً وصعباً للغاية. المرضى لا يجدون دواء، وأعداد الوفيات في تزايد. أهالي القطاع ماتوا من الجوع. كنا نسمع مثلاً يقول: لا أحد يموت من الجوع؛ لكن تبين أن هذا المثل كاذب؛ لأن الكثير فعلاً ماتوا من الجوع في غزة".
وأضاف المدرب الفلسطيني أن تأثيرات الحرب طالت الجميع، بمن فيهم الرياضيون والشباب، حيث قال: "قبل عدوان الاحتلال الإسرائيلي، كان اللاعبون والمدربون يتقاضون رواتب، وفي أفضل الأحوال كانت هناك فرص للاحتراف الخارجي في دول عربية وحتى أوروبية. كانت الأمور تسير بشكل جيد بالنسبة للدوري والأندية. أما الآن، فالرياضيون أصبحوا يبحثون عن لقمة العيش، عن الماء والطعام. للأسف، أصبح وضع الرياضيين صعباً ومأساوياً جداً".
وأشار أبو الصادق إلى حجم الخسائر الشخصية التي تعرض لها، قائلاً: "نحن نعيش في مخيم الشاطئ، ونحن من الصيادين، وقد تم قصف مراكبنا ومعدات الصيد، وتضررنا بشكل كبير، تصل خسائرنا إلى مليون ونصف دولار. كما تم قصف منزلنا في الشمال، واستشهدت شقيقتي وأولادها. ورغم كل ذلك، نقول الحمد لله في السراء والضراء".
وفي لفتة امتنان، خص أبو الصادق اليمن بالتحية قائلاً: "كل الاحترام والتقدير لأهلنا في اليمن الشقيق، حكومة وشعباً. اليمن كان الدولة الوحيدة التي ساندت ووقفت مع غزة في هذه الحرب، وكان لها دور كبير، ونحن لن ننسى هذا الموقف أبداً".
وختم المدرب الفلسطيني تصريحه بنداء موجه للعالم العربي والإسلامي: "أتمنى من الشعوب وحكماء وعلماء ورؤساء الدول العربية والإسلامية أن يقفوا وقفة جادة تجاه غزة، وأن يوقفوا العدوان الصهيوني الذي يمارس الجرائم بكل أشكالها من القتل والحصار والتجويع. نأمل أن تُوقف الحرب وتُفتح المعابر وتُدخل المساعدات الإنسانية".
ويُعد الكابتن بسام أبو الصادق، اللاعب الدولي السابق، من أبرز المدربين في قطاع غزة؛ إذ تولى تدريب عدد من الأندية المحلية البارزة، من بينها خدمات الشاطئ، الجزيرة، الجلاء، الشمس، الوفاق، التفاح، ونماء.