تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
لاتزال المعادلة التي فرضتها اليمن بدخولها الحرب ضد الكيان الصهيوني للشهر الخامس توالياً، إسناداً للشعب الفلسطيني، محور اهتمام العديد من وسائل الإعلام الأجنبية والأمريكية والعبرية، كون الموقف اليمني الجريء والشجاع في وجه الهيمنة الأمريكية الصهيونية، غير معتاد في دول المنطقة والعالم العربي وله تداعيات كبيرة في المستقبل غير البعيد، تكون فيه صنعاء فاعلاً مؤثراً وقوة يُحسب لها في المنطقة ألف حساب.
ومنذ استخدام ورقة البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، في معادلة ردع الكيان الصهيوني وقوى التحالف الأمريكي المساندة له، نجحت القوات المسلحة اليمنية في تعطيل حركة ميناء "إيلات" جنوبي الأراضي المحتلة، وتنفيذ ضربات قوية لسفن حربية وتجارية أمريكية وبريطانية إضافة إلى سفن صهيونية أثناء مرورها في البحر الأحمر وخليج عدن، وكانت السفينة البريطانية " روبيمار" التي تم إغراقها قبالة السواحل الغربية اليمنية، أحد شواهد تفوق القوة والإرادة اليمنية.
في هذا الصدد نشرت صحيفة " جيروزاليم بوست" العبرية، أمس الأول، تحليلاً، كشف مدى الإرباك الصهيوني من نجاعة وتصاعد الخطوات اليمنية في البحر.
وقالت الصحيفة العبرية إن "إغراق الحوثيين سفينة روبيمار قبالة سواحل اليمن، يمثل ضربة للغرب"، مضيفة: "يجب التفكير بشكل أكبر في ما يجب فعله عندما تتعرض السفن للقصف بالصواريخ. إن ترك السفن تغرق ببطء ليس حلاً جيدًا".
وأعادت الصحيفة التذكير بسفينة Galaxy Leader المملوكة لرجل أعمال صهيوني، والتي تم الاستيلاء عليها في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م واقتيادها إلى سواحل الحديدة، لتواصل الصحيفة في تحليلها الحديث عن سفينة الشحن "روبيمار" التي تم استهدافها بصاروخ بحري يمني بتاريخ 18 شباط/ فبراير الفارط، أصابها بدقة، وسمحت القوات اليمنية لطاقم السفينة بالمغادرة سالمين وتركها تواجه الغرق على مدى أسبوعين حتى اختفت تماماً من سطح البحر مطلع مارس الجاري.
وأكدت "جيروزاليم بوست" أنه وعلى الرغم من قيام الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بتنفيذ غارات جوية وصفتها الصحيفة بـ"الانتقامية"، إلا أن القوات اليمنية تواصل تنفيذ الهجمات.. مشيرة إلى أن "قدرة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على الحصول على المزيد من الشركاء لمعارضة الحوثيين قد تم تقليصها".
وأضافت: "ربما ينشأ نظام عالمي جديد تؤسسه جماعات معينة مثل الحوثيين، ويدعمه الدول التي تعارض الولايات المتحدة والغرب، والهدف الرئيسي الإطاحة بعقود من قوة الولايات المتحدة وهيمنتها".

انتهى عصر حاملة الطائرات
من جهة أخرى انتقدت مجلة "ذا ناشونال إنتسرت" الأمريكية، استثمار الولايات المتحدة المستمر في حاملات الطائرات، التي شبهتها المجلة بـ"البوارج القديمة التي عفا عليها الزمن" بسبب ضعفها أمام تقنيات الصواريخ الحديثة.
وسلطت المجلة الضوء على التحول في الحرب البحرية، مؤكدة أن دولاً مثل الصين ومن وصفتهم بـ"الحوثيين" طوروا صواريخ مضادة للسفن فعالة من حيث التكلفة، وقادرة على تحدي التفوق البحري الأمريكي، لاسيما في مناطق مثل المحيطين الهندي والهادئ والبحر الأحمر.
وأوضحت المجلة أن متوسط تكلفة بناء حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية يصل إلى ما يزيد عن 13 مليار دولار. ويكلف الحفاظ عليها مئات الملايين من الدولارات الإضافية.
وقالت: "بقدر ما كانت السفينة الحربية نتيجة ثانوية لعصر مضى عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية في المحيط الهادئ، فإن حاملة الطائرات الحديثة هي رمز لعصر مضى منذ فترة طويلة. واليوم، تستطيع الترسانات الضخمة من الصواريخ الطويلة والمتوسطة المدى أن تطغى على الدفاعات المحمولة على متن السفن لحاملات الطائرات وغيرها من السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية".. مشيرة إلى أن "الحوثيين في اليمن أثبتوا المزايا غير المتكافئة التي توفرها الصواريخ المضادة للسفن لأعداء الولايات المتحدة، مقابل جزء بسيط من تكلفة حاملات الطائرات الأمريكية".
وأضافت المجلة: "أثبت الحوثيون في أواخر العام 2023 أنهم قادرون على إبعاد البحرية الأمريكية بأكملها بمثل هذه الصواريخ، وليس لديهم ما يخشونه من أسطول حاملات الطائرات الأمريكية الذي كان مخيفاً في السابق".

فشل ألماني
إلى ذلك كشف موقع "نافال نيوز" المتخصص في القوة البحرية، عن فشل الفرقاطة الألمانية "هيسن" في اعتراض طائرات مسيرة وسقوط صواريخها الاعتراضية في البحر الأحمر، في أول عملية لهذه الفرقاطة ضمن البعثة الحربية للاتحاد الأوروبي بمزاعم حماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وفي تقرير بعنوان "مشاكل الصواريخ بالنسبة للبحرية الألمانية وسط عملية البحر الأحمر" قال الموقع: "واجهت فرقاطة الحرب الجوية الألمانية فشلين في اعتراض الصواريخ بينما تلوح الأسئلة حول مخزون الذخيرة التابع للجيش الألماني الذي يدعم السفن الحربية المشاركة في عملية EUNAVFOR Aspides". مشيراً إلى أن الفرقاطة "هيسن" وصلت إلى البحر الأحمر بتاريخ 26 شباط/ فبراير الماضي، وبعد يوم واحد أفادت كل من البحرية الألمانية والقيادة المركزية الأمريكية، في إشارة إلى "سفينة حربية تابعة للتحالف"، بأن هيسن اعترضت أول طائرتين بدون طيار معاديتين لها، يُعتقد أنهما "طائرات بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه" يسيطر عليها الحوثيون. وبحسب تقارير إعلامية، استخدمت "هيسن" مدفعها الرئيسي عيار 76 ملم ونظام صواريخ RAM في المواجهة.
وأضاف الموقع: "ومع ذلك لم يكن كل شيء على ما يرام، حيث كشفت تقارير إعلامية إضافية بعد فترة وجيزة من الأخبار الأولية كيف كادت الفرقاطة هيسن أن تسقط طائرة أمريكية من طراز MQ-9 MALE UCAV، بعد الاشتباه بأنها طائرة معادية تابعة للحوثيين، وأطلقت عليها صاروخين من طراز SM-2 لكن اللافت أن كلا الصاروخين سقطا في البحر".. واصفاً هذا الأمر بـ"الفشل" الذي "يثير الأسئلة في ما يتعلق بحالة وموثوقية مخزون البحرية الألمانية من الذخيرة التي تدعم عمليات نشر ديناميكية للغاية ومليئة بالتحديات" خصوصاً وأن إطلاق الصواريخ على الطائرة الأمريكية MQ-9 من قبل الفرقاطة الألمانية، والفشل في بلوغ الصاروخين الطائرة، جاء بعد بضعة أيام من نجاح القوات المسلحة اليمنية في إسقاط طائرة أمريكية مماثلة بصاروخ استهدفها مباشرة في 20 شباط/ فبراير الماضي، وقبل ذلك إسقاط طائرة من ذات الطراز بصاروخ يمني في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. في إشارة إلى أن القدرات العسكرية اليمنية تفوقت على الترسانة الألمانية.
والفرقاطة الألمانية موجودة في البحر الأحمر كجزء من العملية العسكرية للاتحاد الأوروبي لحماية السفن التجارية، من عمليات القوات المسلحة اليمنية، على الرغم من أنّ صنعاء أكّدت مراراً ضمان حركة الملاحة في المنطقة لجميع السفن، باستثناء السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية.
وتواصل القوات المسلحة اليمنية، عملياتها في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، مستهدفةً السفن الإسرائيلية وتلك المتوجّهة إلى موانئ الاحتلال، دعماً لغزة، ومستهدفةً أيضاً السفن الأميركية والبريطانية رداً على عدوا  نهما المتكرّر على اليمن.