لا ميديا -
شقيقان مقدسيان جمعتهما القدس أولاً، فكانا في خط الدفاع الأول عنها؛ نفذا عملية نوعية في القدس ضد الاحتلال، وكان مصيرهما الأسر لـ25 عاماً، ثم الإفراج عنهما في صفقة «وفاء الأحرار» وإبعادهما إلى قطاع غزة، لينتهي مشوارهما شهيدين في العدوان المستمر على قطاع غزة.
كانت ساحة البراق، على بعد أمتارٍ من باب المغاربة، في 16 تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، تشهد حفل تخريج الضباط المتأهلين في «لواء جفعاتي» في قوات الاحتلال الصهيوني. ولتنفيذ هذه العملية تم الترتيب مع أحد أبرز قادة العمل الفدائي في القدس المحتلة في «سرايا الجهاد الإسلامي»، وهو سمير أبو نعمة، وتم اختيار الأخوين عبد الناصر وطارق الحليسي لتنفيذها، وإبراهيم عليان لنقلهما من وإلى مكان العملية.
في 16 تشرين الأول/ أكتوبر 1986 تنكر الشقيقان بزي سائحين يعزفان «الجيتار» في الساحة، خلال الحفل، وحملا جيتارين بداخلهما عددٌ من القنابل اليدوية، ومن هناك عزف الأخَوان ألحان الموت لأفراد «وحدة جفعاتي» الصهيونية، وضباطها، قبل أن ينسحبا بسلام. وتم الإعلان عن وقوع 80 إصابة في صفوف أفراد الوحدة بين قتيلٍ وجريح.
حشدت أجهزة الاحتلال كل طاقتها لمعرفة المنفذين والوصول اليهم، وبعد عدة أيام تمكنت من اعتقال الفدائيين الأربعة وحُكم عليهم جميعاً بأحكامٍ متنوعةٍ من المؤبدات.
تعرض الشقيقان لأصناف شتى من التعذيب أثناء التحقيق، وحكما بالسجن المؤبد. أمضى كل منهما 25 عاماً في السجن، أكثر من نصفها في العزل الانفرادي، حيث قضى عبد الناصر 16 عاماً في العزل بظروف اعتقال صعبة، ورفض الاحتلال علاجه، في حين قضى طارق 13 عاما في العزل.
أفرج عنهما مع إبراهيم عليان في صفقة «وفاء الأحرار» عام 2011، بشرط إبعادهم جميعا إلى قطاع غزة، ورفض الاحتلال الإفراج عن الأسير سمير أبو نعمة.
في 12/ 10/ 2023، خلال القصف الصهيوني الهمجي على قطاع غزة استشهد الشقيقان عبد الناصر حليسي (64 عاما) وطارق حليسي (56 عاما) وطفليه زياد وعلا.