حظي العرض العسكري الكبير الذي نظمته القوات المسلحة اليمنية في الذكرى التاسعة لثورة 21 أيلول/ سبتمبر المجيدة، باهتمام عدد من وسائل الإعلام العربية والدولية والعبرية والتي حاولت قراءة دلالاته.
وقالت وكالة "رويترز" إن "الاستعراض العسكري الضخم في صنعاء عرض صواريخ باليستية وطائرات مسيرة في رسالة إلى خصوم صنعاء في التحالف الذي تقوده السعودية بينما يواصلون مفاوضات وقف إطلاق النار مع الرياض".
وأضافت أن الحفل شهد استعراض عشرات الشاحنات الثقيلة التي تحمل صواريخ كروز وطائرات مسيرة مسلحة بعيدة المدى.. كما شارك في العرض آلاف الجنود تحت أشعة الشمس الحارقة.
ونقلت الوكالة عن وزير دفاع اللواء محمد ناصر العاطفي خلال العرض العسكري قوله: "نكرر تحذيراتنا للقوات الأجنبية... بأننا لن نقبل وجودهم على أراضينا، وعليهم الرحيل وإلا سيواجهون براكين الغضب اليمني".
وتابعت الوكالة أن الجنود الجرحى والمبتورين شاركوا في العرض حاملين صور قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، بينما أشادت مكبرات الصوت بـ"المقاومة اليمنية" في مواجهة "العدوان السعودي".. وعرضت المدرعات والزوارق السريعة ولافتات كتب عليها "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل!".
من جهته قال موقع ميدإيست تودي MIDEAST TODAY  الصهيوني إن الاستعراض العسكري الكبير في صنعاء هو استعراض للقوة في سياق محادثات السلام مع السعودية.
وأكد الموقع في تغريدة له على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أن الرياض تتدخل في اليمن منذ عام 2015 على رأس تحالف عسكري.. وبعد أكثر من 8 سنوات من الأزمة الإنسانية والاتهامات بارتكاب جرائم حرب، فشلت الرياض في هزيمة "الحوثيين".
وأكد ان الاستعراض العسكري يعد أحد أهم العروض العسكرية في اليمن منذ بدء الحرب.
الموقع قال إن مسؤولين عسكريين في صنعاء حذروا في بيان: "مستعدون للقتال دفاعا عن الوطن والشعب إذا لم يحترم العدو السعودي متطلبات السلام المشرف". وأضافوا: "سنضاعف مستوى جاهزيتنا القتالية في الأسابيع والأشهر المقبلة لمواجهة أي تطور بطريقة حازمة ورادعة".
إلى ذلك تحدثت صحيفة "ذي كريدال" الأمريكية عن استعراض عسكري ضخم في صنعاء، وقالت إنه وخلال العرض كشف عن أسلحة جديدة ومتطورة بما في ذلك الصواريخ الباليستية والزوارق البحرية والمركبات المدرعة.
من جهتها علقت صحيفة "أرلينغتون بوست" الأمريكية على العرض العسكري بالقول: هل هي بكين أم كوريا الشمالية.. لا، إنه عرض عسكري في شمال اليمن، لإحياء ذكرى مرور 9 سنوات على الثورة التي أطاحت بالحكومة الموالية للغرب، ثم استمروا في محاربة التدخل الخارجي الذي تقوده السعودية بدعم من الولايات المتحدة بعد أشهر.
كما حظي العرض باهتمام غير مسبوق من وكالات الأنباء والقنوات الصينية.
واستعرضت قناة الصين الرسمية "CCTV" مشاهد من العرض العسكري في صنعاء.

ناصر قنديل: القوة المسلحة اليمنية أصبحت شريكا في كل معادلات الإقليم
بدوه أكد رئيس تحرير صحيفة "البناء" والنائب اللبناني السابق، ناصر قنديل أن العرض العسكري الأخير في صنعاء هو أحد مظاهر وتجليات إنجازات ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر، معتبراً أن القوة المسلحة اليمنية أصبحت الآن شريكا في كل معادلات الإقليم.
وفي حوار تلفزيوني خلال تغطية خاصة للمسيرة، بمناسبة العيد التاسع لثورة 21 أيلول، قال قنديل: "للمرة الأولى نحن أمام جيش يمني حقيقي قراره ينبع من اليمن"، موضحاً أن الجيش اليمني يصنع الصواريخ الكاسرة التي تُمكن اليمن ليكون حاضرا في معادلات القوة بين الكبار.
وأضاف أن القوات المسلحة اليمنية أصبحت الآن "شريكاً في أمن الطاقة، وشريكاً في أمن المعادلات الملاحية، وهي شريك في أمن استقرار الخليج بصفتها أحد المقتدرين العسكريين فيه، كذلك هي شريك في الأمن القومي العربي في قضية فلسطين"، لافتاً الى أن من لا يدرك ذلك فليقرأ ما يقوله الإسرائيليون عن الاقتدار اليمني.
وتابع: "في كل دول العالم، العمود الفقري لبناء الدولة هي القوات المسلحة، من لا يبني قوات مسلحة لا يملك مشروعا لبناء دولة".
وأشار قنديل إلى أن اليمنيين استفادوا من مرحلة خفض التصعيد في بناء قوتهم، وأنتجوا المزيد من القوة وراكموا المزيد منها، مؤكداً أن ذلك دليلٌ على العزيمة والإرادة والإمكانية العقلية والإمكانية العملية.
كما أكد أن الحل العسكري في اليمن فشل، والحصار فشل، "لأنه في ظل الحصار بُنيت هذه المقدرات وفي ظل الحصار تحققت هذه الانتصارات".