تقرير / لا ميديا -
تحول الأمر بين العليمي والزبيدي إلى أشبه بمنافسة ضرتين بلا زوج. يتجولان في أروقة الأمم المتحدة ويلتقطان الصور بحميمية في الباحة بلا اكتراث لكون علم الكيان الصهيوني خلفهما مباشرة، فيما علم الجمهورية التي يمثلانها مذخورا لاجتماعات الجمعية العامة. وفي الهامش يعقد كل منهما لقاءاته الخاصة ليعود إلى جناحه موجها للآخر رسائل تهديد وبعض الصفعات.
لم تنته المدة الممنوحة للمرتزقين رشاد العليمي ونائبه عيدروس الزبيدي في نيويورك. فالمهمة التي كُلفا بها في أروقة الأمم وجمعيتها العامة هي من الأهمية وازدحام جدول الأعمال بحيث لم يعودا يدريان بمن يلتقيان ولا مع من يتشاوران. حينها يفضلان أخذ استراحة في باحة الحديقة لالتقاط صورة تفصح عن جدل محتدم ونقاط خلاف عميقة، طبعا مع ما يؤمنان به من مبدأ أن الخلاف لا يفسد للود قضية.
لكن ذلك في الصور فقط، أما في الواقع فالأمر أشبه بضرتين تتنافسان بقوة على إغاظة كل منهما الأخرى. بدءا بنزولهما من سلم الطائرة واستقلال الموكب الذي كان قد جهز من قبل الزبيدي بالأعلام الشطرية، في رسالة استفزازية أولى للعليمي الذي بدا كـ«الأطرش في الزفة» يستقل موكب رئيس دولة أخرى، وفق سخرية ناشطين.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، حيث أطلق الزبيدي تصريحا من على مقربة من العليمي، قال فيه إن «زيارته للولايات المتحدة الأمريكية ومشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تهدف لإسماع العالم صوت شعب الجنوب».
ثم بعد ساعات على وصولهما للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن الزبيدي، في تغريدة على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي قراره عقد اجتماعات مع مندوبي وزعماء دول على هامش اجتماع الأمم المتحدة بعيدا عن العليمي.
تلقف المجلس الانتقالي تغريدة الزبيدي للقول بأن مشاركة الأخير لم تكن رضوخا منه لأي إملاءات وإنما بناء على تلقيه دعوة أمريكية وأممية للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة كممثل خاص عن الجنوب.
لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وقد التقى كلا من العليمي والزبيدي على هامش ما في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، راقه أن يرى مثل تلك المماحكات الباعثة على السخرية، فأراد أن يماحك هو أيضا بإنزال صورته مع العليمي وقد تم اقتصاص الزبيدي منها، لتثور ثائرة الانتقالي ويوجه ناشطوه سيل شتائم على أمريكا، بل ربما هتفوا بالموت لها وقد جعلت قائدهم بلا ملامح.
راضى الأمريكيون ذلك القائد بلقاء صحفي مع إحدى صحفهم أسهب فيه بالحديث عن جنوب مطحون ابتلي بشمال طاحن، فيما الطحين كله سعودي إماراتي. لكن لا بأس طالما أن الزبيدي يريد توجيه المزيد من الصفعات إلى غريمه الشمالي رشاد العليمي على مرأى ومسمع من العالم.
ويبدو أن تلك الصفعات لم تنته بعد، فحتى اليوم، وخلال لقاء جمع الزبيدي بمعية العليمي بأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، طالب صراحة باستعادة مقعد جنوب اليمن في الأمم المتحدة، ضمن محاولاته المستميتـة لتسجيل نقــاط لصالح مجلسـه المنادي بالانفصال، تتسبب بخلافات كبيرة مع العليمي وسط محاولات إقليمية ودولية لاحتوائها.
وبحسب ناشطين يبقى السؤال: لماذا أتى العليمي بالزبيدي معه إلى أمريكا، هل ليقنعه بمحاسن الوحدة، أو يعطيه فرصة للترويج للانفصال؟
وإذا كان الزبيدي سوف يروج للانفصال؛ فإن العليمي لن يطالب بدعم اليمن الواحد، وهو أمر لم يفعله منذ تعيينه من قبل تحالف الاحتلال رئيساً لما يسمى مجلس القيادة منذ عام ونصف.
أو ربما أنه يجاري الزبيدي كي يستطيع البقاء معه في عدن باعتبارها يمكن أن تتسع لهما وتضيق بما رحبت.
ليس هناك من حال بائس ومحزن، من رئيس ونائبه يتنافسان كضرتين، كلتاهما تتبنى نظرة مغايرة لنظرة الأخرى ويتنافسان على زوج في عداد الموتى.