عادل عبده بشر / لا ميديا -
أفاد "لا" مصدر قضائي بأن نيابة شمال أمانة العاصمة صنعاء، بدأت، اليوم، التحقيق مع متهمين بتعذيب طفلة وبيعها بغطاء عقد زواج زُوِّرَ فيه عُمرها، وهي القضية التي شغلت الرأي العام مطلع آب/ أغسطس الفائت.
وتعرضت الطفلة عُلا عبده محمد ثابت عيوة (10 سنوات) لتعذيب شنيع على أيدي والدها وزوجته بأمانة العاصمة، وبعد ذلك على يد زوج عمتها بمحافظة ريمة، ثم بيعها لشخص آخر استكمل حلقات التعذيب الوحشية، قبل أن تنجو الطفلة من مخالبة وتفر إلى إحدى الأُسر في ذات المحافظة.
وقال لـ"لا" المصدر القضائي إن نيابة شمال الأمانة حققت، اليوم، مع والد الطفلة والشخص الذي بيعت له، والشاهد على عقد الزواج الزائف.
وأوضح المصدر أن الطفلة عُلا كانت حاضرة التحقيقات، وتمت مواجهتها بوالدها، الذي اعترف بما اقترفه من تعذيب بالضرب والتقييد والحرق بحق طفلتهِ، لكنه حاول التستر على زوجته، زاعماً أنها لم تشاركه في هذه الجريمة وأنه لم يعرف مكان تواجدها حالياً.
وكانت الأجهزة الأمنية ألقت القبض على والد الطفلة مطلع آب/ أغسطس الماضي وأودع السجن الاحتياطي بصنعاء، ومنذ ذلك اليوم لا يعرف عن زوجته شيئاً.
وكان الأب اعترف في محاضر تحقيقات الأجهزة الأمنية أنه وزوجته تشاركا عمليات التعذيب للطفلة.
وأشار المصدر القضائي إلى أن المتهم الذي بيعت له الطفلة بعقد زواج، والشخص الآخر الذي شهد على العقد، تمت مواجهتهما بتقرير الطب الشرعي الذي أثبت أن المجني عليها تبلغ من العمر 10 سنوات، فاعترفا أنهما أدليا بمعلومات زائفة في عقد الزواج بأن عمر الطفلة 19 عاماً.. وقال الزوج المعقود له بالطفلة، إن العقد كان صورياً فقط.. وهو ما عدهُ قانونيون إثباتا آخر بحدوث جريمة اتجار وبيع للطفلة.
وأوضح أن النيابة قررت، اليوم، القبض القهري على زوجة الأب وزوج العمة، وتكليف بحضور الأمين الشرعي الذي تولى عقد القران، والاستمرار في حبس الأب والشخص المعقود له بالطفلة والشاهد على العقد.

جرائم وحشية
من جهته قال لـ"لا" الشيخ ميثاق جابر الحيدري الذي يؤوي الطفلة المجني عليها ويرعاها في منزلهِ بأمانة العاصمة، إن تقرير الطبيب الشرعي أكد تعرض عُلا لجرائم تعذيب وحشية طالت جسدها الغض، وتنوعت ما بين حروق تجاوز عددها المائة، وكدمات وكسور وغيرها.
وأوضح الحيدري أن الطب الشرعي أثبت أيضاً أن العمر الحقيقي للطفلة لا يتجاوز، حالياً، العشر سنوات، الأمر الذي يعني أنه حين تم بيعها وعقد قرانها كان عمرها تسع سنوات.
وأشار الشيخ ميثاق إلى أن الطفلة عُلا تحسنت حالتها الصحية نوعاً ما، لكن آلامها النفسية ستلازمها لسنوات.. لافتاً إلى أن شقيقيها ( عَلاء 14 عاماً، وعادل 12 عاماً) مازال مصيرهما مجهولاً ولا يعرف أحد عنهما شيئاً.
وكانت الطفلة عُلا عبده ثابت، تعرضت لتعذيب وحشي على أيدي والدها وزوجته، في العاصمة صنعاء، قبل أن يقوم الأب بتسليمها إلى زوج شقيقته في منطقة بني العامري بمديرية مزهر محافظة ريمة، الذي بدوره سامها صنوف العذاب، وبعد ذلك باعها لشخص يدعى محمد عبدالجليل في قرية "عرزة" بذات المنطقة، وهو متزوج ولديه أبناء وبنات، لتجد الطفلة نفسها في فصل آخر من العذاب، استمر لعدة أشهر، ثم قام زوج عمتها وبالاتفاق مع والدها بعمل عقد زواج للطفلة بمحمد عبدالجليل وتزوير عُمرها في العقد بأنه "19 عاما" وتحديد مهر قدره مليون ريال، وساعدهما في ذلك "أمين شرعي" وشخص آخر كـ"شاهد".
وتظهر وثيقة العقد المؤرخ في "5 كانون الأول/ ديسمبر 2022م" حصلت "لا" على نسخة منه، أن الطفلة عرّف بها والدها، كونها لا تملك بطاقة شخصية، ودوّن اسمه في خانة ولي أمرها بعقد النكاح، فيما كان الشاهد الأول على العقد زوج عمتها، والشاهد الثاني شخصا آخر.
وتمكنت "عُلا" أواخر تموز/ يوليو الماضي، من الهروب واللجوء لأحد أبناء المنطقة، الذي بدوره أبلغ الأجهزة الأمنية في مديرية مزهر بالقضية.
وألقت الأجهزة الأمنية في ريمة القبض على والد الطفلة وأحد الشهود وزوجها، وأحالتهم الى النيابة الابتدائية بمديرية الجبين، التي بدورها، أحالت ملف القضية مع الطفلة والمتهمين إلى أمانة العاصمة، باعتبارها الاختصاص المكاني لموطن المتهمين الرئيسيين (الأب وزوجته).