لا ميديا -
جاءت العملية الاستشهادية قبل خمسة أشهر من اندحار العدو عن معظم الأراضي اللبنانية المحتلة عام 2000، في توقيت حمل دلالات سياسية وعسكرية كثيرة، خصوصاً مع إعلان استئناف عملية التسوية في 3/ 12/ 2000. وكانت رسالة بأن المجاهدين لا يزالون يمتلكون زمام المبادرة، وأن القرار الميداني لا يتغيّر مهما تبدلت الظروف السياسية.
في 30/ 12/ 1999 انطلق عمار حسين حمود، المولود في بيروت عام 1979، بسيارة مفخّخة تحمل 250 كيلوجراماً من المواد الشديدة الانفجار، وتوغل في طريق قرية القليعة الرئيسي في عمق المنطقة المحتلة، متجاوزاً الإجراءات الأمنية، وفجّر سيارته في قافلة عسكرية لجيش الاحتلال، ما أدّى إلى مقتل 7 جنود صهاينة على الفور وجرح بقية أفراد القافلة.
طوّقت القوات الصهيونية مكان العملية، وقامت المروحيات وسيارات الإسعاف بنقل القتلى والجرحى. نقل العدو الشاحنة المدمّرة بعيداً عن الأنظار، وفرض تكتماً إعلامياً على نتائج العملية. واعتقل العديد من السكان في جوار مكان العملية.
أمر رئيس الأركان، شاؤول موفاز، بتشكيل لجان تحقيق، رأسها قائد المنطقة الشمالية، غابي اشكنازي، لمعرفة كيفية وصول الفدائي إلى مكان تنفيذ العملية، وكيفية إدخال السيارة إلى المنطقة المحتلة، أو من أين أتت.
أصدرت المقاومة الإسلامية ثلاثة بيانات شرحت فيها تفاصيل العملية ونتائجها تباعاً. وأعلن أمين عام حزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، اسم بطل العملية في الاحتفال بيوم القدس العالمي، وقال إن والد الفدائي -الذي كان حاضرا الاحتفال- جاءه وأعلن تقديم أولاده الباقين للمقاومة، «لافتاً إلى أن الشهيد عمار اشترط ألا يُمنع أحد إخوته من متابعة طريق الجهاد والمقاومة».
شكّلت العملية صدمة قاسية للكيان الصهيوني، بعدما ظنّ أن المقاومة الإسلامية، بعد عدوان 1996، لم تعد قادرة على اختيار أهدافها والوصول إليها، نتيجة إجراءاته المشدّدة وتغيير تكتيكاته العسكرية المتعلّقة بتنقّل آلياته وجنوده بواسطة المروحيات العسكرية تجنّبا لكمائن المقاومة.