حاوره:طلال سفيان / لا ميديا -
شعلة الأنشطة ودينامو المكتب والملعب في نادي شعب إب... هو المدرب في كرة الطاولة والإداري في عرين الأسد الأخضر واللاعب والرياضي والدارس الذي جمع خبرات تراكمية وسخرها في خدمة شباب ورياضيي نابولي اليمن (إب).
عادل جواس، التقته صحيفة "لا" وتطرقت معه لمواضيع عدة، فكان رده سلسا وشفافا وصريحا وبلغة المعلومات والأرقام.

 ما هو سر اختيارك لكرة الطاولة؟
- بدأت لاعب كرة قدم مع فريقي الأشبال والناشئين في نادي شعب إب، حتى شاهدني الكابتن رشيد النزيلي وأنا ألعب تنس طاولة أمام أحد لاعبيه في صالة النادي، فسألني: لماذا لا تلعب تنس طاولة؟! فأخبرته أني لاعب كرة قدم، فقال: بإمكانك أن تكون لاعب كرة قدم وتنس طاولة! فبدأت أتدرب مع الكابتن رشيد، الذي كان حينها مدربا لفريق تنس الطاولة في الشعب، ولعبت مباشرة مع الفريق الأول بعد صعوده من الدرجة الثانية إلى الأولى، وكانت أول مشاركة رسمية لي عام 1986، وكان الفريق يضم لاعبين كباراً مثل الكابتن محمد صبرة وعبدالسلام الإبي ورشيد النزيلي... وفي الدور الأول لم يحقق الفريق أي فوز، وحينها كان رئيس النادي هو المعلم أحمد الضراب، وقرر تسريح لاعبي الفريق الأول وتصعيد اللاعبين الناشئين، وأنا كنت أحدهم، للعب في الدور الثاني؛ لكن الفريق هبط.

 لكنك في فترة بسيطة أصبحت من أهم المدربين في كرة الطاولة...؟
- في الموسم 86/87 تركت اللعب بسبب اختبارات الثانوية العامة، وأديت خدمة الدفاع الوطني في صنعاء، وهناك كانت مشاركة للفريق، وطُلب مني أن أشارك مع طاولة الشعب في الدرجة الثانية، وكنت أخرج من المعسكر للعب، وطبعا لم يكن يوجد صالة للتدريب في النادي. وقبل أن يسافر الكابتن رشيد طلب مني أن أمسك الفريق الأول. كنت حينها صغير السن ولم أكن من اللاعبين الكبار في كرة الطاولة، وكنت مترددا في قبول المهمة؛ لكنه أقنعني وطلب مني أن أترك اللاعبين الكبار جانبا وأبدأ من الصفر. وفي العام 1992 أخذت أول دورة تدريبية لي عن طريق اللجنة الأولمبية والتضامن الأولمبي. ومن هنا اتجهت لكرة الطاولة كلاعب ومدرب في آن، وتركت كرة القدم نهائيا. وفي الموسم 96/97 بدأنا بلاعبين صغار السن ولم نتوفق بالصعود. استمررنا في تدريب هؤلاء اللاعبين الصغار وصعدنا في الموسم 97/98 للدرجة الأولى واستمررنا حتى عام 2001 في الأولى وبدأنا بقطف ثمار النجوم الصاعدة. وفي الموسم 2001/2002 أحرزنا بطولة الجمهورية لكرة الطاولة للناشئين بعد صعود اثنين من لاعبي الشعب، هما حسام محمد سيف وهاني الشوافي، مقابل صعود 6 لاعبين من أهلي صنعاء إلى دور الثمانية، وحصل الشعب على المركزين الأول والثالث، بينما حصل الأهلي على المركز الثاني وبقية المراكز. وفي بقية المواسم أحرزنا مراكز متقدمة، فقد كانت منافسات كرة الطاولة ما بين أهلي صنعاء ويليه وحدة صنعاء وشعب صنعاء واليرموك، قبل أن يأتي نادي 22 مايو ضمن أندية العاصمة المنافسة على اللقب. وكان شعب إب أول فريق من خارج العاصمة يصل لمنصة التتويج بالمركزين الأول والثالث، واستمررنا بإحراز المراكز الثاني والثالث إلى أن توقفت المنافسات عام 2015 بسبب العدوان، حتى أن فريقنا كان في آخر موسم للمنافسات ضمن المركز الرابع في الترتيب العام التراكمي لجميع الفئات لفرق كرة الطاولة اليمنية، وحصلنا من الاتحاد العام للعبة على طاولة دولية بمناسبة حصولنا على هذا المركز.

 هل نلت حقك من الدورات التأهيلية؟
- شاركت في عدة دورات تدريبية وتأهيلية في مجال كرة الطاولة خلال الأعوام 1992 و1995 و1996 و2000، ثم حصلت على دورة في سورية، وبسبب حرب العراق رفض المحاضر اليوغسلافي أن يأتي إلى سورية. ثم حصلت على دورة تدريبية في ألمانيا وبمجهود شخصي، كنت من بين 6 مدربين مرشحين لا أعرف لماذا تجاهلهم الاتحاد العام، ومع ذلك قدمت ملفي للسفارة الألمانية أسوة بزملائي، والجامعة الألمانية اختارت ملفي كمرشح وحيد لليمن.

 كابتن، أين ناديكم وطاولة المحافظة من خارطة الاتحاد العام للعبة؟
- قبل عامين ونصف أقر الاتحاد العام فتح مركز تدريبي في محافظة إب، وبدعم آسيوي؛ لكن للأسف كان دعماً مؤقتاً، ولم نعرف هل توقف الدعم اليمني أم الآسيوي! في البداية حصلنا على أدوات رياضية ودعم مالي فقط، لحظة الافتتاح؛ لكن أبقينا على أنشطة المركز حتى اليوم بمجهودات شخصية وبالتعاون مع نادي شعب إب، وحاليا لدينا أكثر من 6 لاعبين ناشئين جاهزين. بالنسبة لفريق طاولة الشعب الأول متوقف عن المشاركات الرسمية؛ لأنه لا يوجد بطولات للأندية، وبطولات الاتحاد هي بطولات ساندوتشية، فخلال الموسم تكون لديهم بطولة يتيمة وباسم منتخبات المحافظات فقط، وهنا يكون مجهود فرع الاتحاد في الإعداد وتجهيز منتخب المحافظة من كل الأندية. طبعا شعب إب هو ممثل المحافظة الوحيد في الدرجة الأولى، وفي الدرجة الثانية يتواجد اتحاد إب، بينما بقية أندية المحافظة في الدرجة الثالثة، ومنتخب إب مكون من لاعبي ناديي الشعب والاتحاد، وأحرز لاعبنا فهد الدلالي في آخر بطولة للجمهورية (فردي) المركز الثاني، ومؤخرا وبعد توقف طويل شارك المنتخب الوطني في بطولة غرب آسيا ودورة التضامن الإسلامي، ونحن لدينا لاعب هو الثاني على مستوى الجمهورية ولم يتم استدعاؤه عند تشكيل أي منتخب للمشاركات الخارجية. الاتحاد العام يتجاهل لاعبي إب، وإذا استمرت سياسة الاتحاد على هذا النمط ستكون الفجوة كبيرة بين لاعبي كرة الطاولة في صنعاء ولاعبي المحافظات الأخرى. للأسف الاتحاد العام للعبة خسر الكثير من كوادره الإدارية، وبعد بطولات أحمد زايد ولاعبي جيله مرت كرة الطاولة بفترة ركود، وأصبحت المنتخبات الوطنية حكرا على أندية صنعاء، واستقدام الخبراء والمدربين الصينيين كان فقط لتدريب أندية صنعاء، واللجنة الأولمبية اليمنية حولها محمد الأهجري إلى لجنة أولمبية صنعانية. تصور أن اللجنة الأولمبية التي تقول إن لديها برامج للواعدين ولديها أكثر من 50 لاعبا ولديها مدربون يستلمون مرتبات من الوزارة واللجنة الأولمبية كلهم محصورون على صنعاء! لماذا هذا التجاهل لبقية المحافظات؟! هذه اللجنة لا بد من تغيير قيادتها، كما يجب تغيير قيادات الاتحادات العامة المستمرة منذ آخر دورة انتخابية في 2012 وحتى اليوم. هؤلاء كوارث على الرياضة اليمنية. طبعا نحن في ظل أوضاع صعبة تواجهها البلاد؛ العدوان وأزمات ما بعد الحرب ووزارتين للشباب والرياضة وتوقف طويل للانتخابات الرياضية... لكن لا بد أن يأتي التغيير اليوم أو غدا، وأنا أخص بكلامي الاتحاد العام لكرة الطاولة في المقام الأول واللجنة الأولمبية كذلك. 

 كإداري، كيف تسيرون أعمال ناديكم، ومن المعروف أن الأندية الرياضية في اليمن تعتمد على الدعم الحكومي، واليوم هذا الدعم منقطع؟!
- أنا تم تكليفي كسكرتير للنادي من العام 2007 وحتى اليوم، وأنا في هذا المنصب إلى جانب عملي كمدرب لكرة الطاولة. هناك ضجة كبيرة أن نادي شعب إب من أغنى الأندية في الجمهورية، وأنه يمتلك المليارات و... و... و... الخ. شعب إب ليس الأغنى في الجمهورية؛ لكنه أفضل من غيره. شعب إب يمتلك عقارات واستثمارات وهي التي تغطي أنشطة النادي المختلفة. لدينا في الشعب "سوق الجملة" في "الظهار"، وكانت إيجاراته السنوية 5 ملايين ريال، ثم ارتفعت إلى 50 مليوناً، والآن 70 مليوناً، يستقطع منها 25 مليوناً لصالح الأوقاف، بالإضافة للعقارات الأخرى. الآن تبلغ عقارات النادي المؤجرة ما يقارب 100 مليون ريال سنويا.
طوال العام أنشطة النادي في كل الألعاب تسير بشكل جيد، وكذلك تغطية المصاريف المالية لها. على سبيل المثال: تصل مرتبات لاعبي فريقنا الكروي الأول خلال فترة الإعداد للدوري العام بحدود 3 - 4 ملايين ريال شهريا، وأعضاء الجهاز الفني تصل مرتباتهم إلى مليون ومائتي ألف. كذلك بقية الألعاب النادي يصرف ما يقارب مليونا ونصف مليون ريال شهريا للعاملين والموظفين في كل لعبة. إذا كان لا يوجد عقارات مستثمرة للنادي فمن أين سنأتي بهذه المبالغ لتسيير أنشطة وأمور النادي؟!

 هناك معارضة من قبل البعض لإدارة نادي شعب إب...؟
- طبيعي أن تعجب هذا أو لا تعجب. نتقبل النقد البناء الذي يهتم بأمور النادي. نحن والحمد لله نعمل بشفافية. لدينا منظومة متكاملة في نادي الشعب. أدخلنا نظاماً محاسبياً من الناحية المالية، وهذا النظام لا يوجد إلا في أندية قليلة في الوطن، ويسير النظام بآلية محددة دقيقة. لدى النادي حسابان بنكيان؛ في البنك اليمني وبنك اليمن والكويت.
لنادينا الكثير من الأعضاء، لاعبين وإداريين ومشجعين ومحبين، وهؤلاء لهم الفضل بعد الله في كون نادي الشعب في القمة. وشعب إب يتعاون مع جميع أعضائه ولا يقصر معهم، فعلى المستوى الاجتماعي يصرف مساعدات في الأعراس، وفي حالات الوفاة لا قدر الله، لكل منتسبي النادي، لاعبين أو إداريين أو حتى مشجعين.

 ماذا عن مشكلة الملعب؟
- طبعا هذه مشكلة عويصة جدا، فشعب إب دون الأندية الأخرى لا بد من تعشيب ملعبه. أهلي صنعاء تم تعشيب ملعبه مرتين على حساب المجلس المحلي، وكذلك عملت أمانة العاصمة مع بقية الأندية في العاصمة. أندية عدن عشبت ملاعبها في "خليجي 20". والآن أندية شبوة وسيئون والمكلا تعشب ملاعبها وعلى حساب وزارة الشباب هناك. لماذا شعب إب دونا عن هذه الأندية لا يتم تعشيب ملعبه؟! المفروض وزارة الشباب هي التي تقوم بتعشيب ملعب شعب إب.
كنا في شعب إب نجهز دراسة لإنشاء استاد كامل؛ لكن أتت أزمة 2011 وتوقف المشروع، وحاليا النادي بدأ بدراسة شاملة لهذا المشروع، لكن بالوقت نفسه إذا أردت إصلاح ملعب متكامل يجب أن يكون لديك مليار ريال على الأقل، مبلغ كهذا غير سهل ولا يستطيع النادي توفير هذا المبلغ، وإذا أراد النادي أن يتكفل بهذا المبلغ فيحتاج عشر مراحل، وهذا يطرح سؤالاً: لماذا لم تقم الإدارات السابقة بعملية إصلاح الملعب؟! لأنها كانت إدارات سلبية، فقط كانوا ينتظرون من الوزارة أن تقوم بهذا الأمر، وهذا الانتظار أثر على أرضية الملعب، فهناك من جاء ونهب أجزاء من أرضية الملعب، وكذلك المشكلة التي حصلت مع الأوقاف ومحاولتها أخذ أرضية النادي؛ لكن والحمد لله حلت هذه المشكلة.
عموما في الفترة القادمة سيتم إصلاح هذه الملاعب، وسنبدأ بإنشاء المدرجات كجزء بسيط من هذا المشروع بعد الاتفاق مع المجلس المحلي والمقاول الذي سيتولى عملية البناء.

 هل أنتم في الطريق لتجهيز ملعب الشعب أم مازال المشروع مجرد دراسة وحبر على ورق؟
- الآن بدأت إدارة النادي، ممثلة برئيسها العميد عبدالواحد صلاح، محافظ المحافظة، في عملية إصلاح الملعب، وإن شاء الله في القريب العاجل سيدرج المشروع ضمن أعمال المجلس المحلي للمحافظة، على أن يتكفل النادي بجزء من إصلاح الملعب.

 ما هي حكاية نهب أجزاء من أرضية الملعب وبناء مساكن عليها؟
- النادي حصل على هذه الأرضية الواقعة في مديرية الظهار كملعب خاص به عام 1978. ومن خلال بحثي في أرشيف النادي وجدت أن مساحة هذه الأرضية ما يقارب 99 قصبة، يعني أرضية شاسعة كان يستهدف من خلالها إقامة مدينة رياضية؛ مقر وملعب وصالة رياضية ومسبح وحديقة... إلى آخره. بعدها تم استقطاع جزء منها كسوق جملة يستثمره النادي، وهو الذي يصرف على النادي حتى اليوم. المهم، خلال الفترة من 1978 حتى نهاية التسعينيات قام أناس عدة باستقطاع أجزاء من أرضية النادي على أساس أنهم مستأجرون لها من مكتب الأوقاف، قبل أن يتم تخصيصها للنادي، فدخل معهم النادي في قضايا، وحكم القضاء لهؤلاء الناس؛ لأنهم كانوا يمتلكون عقود إيجار من الأوقاف قبل تخصيصها للنادي.
عموما أرضية ملعب الشعب أرض خيرة وواسعة، والنادي حاول في الفترة الأخيرة منع نهب هذه الأراضي من قبل بعض المتنفذين، من خلال إقامة مشاريع استثمارية على الأطراف. وإدارات النادي المتعاقبة عملت حسابها بتحديد جزء كبير بمساحة استاد رياضي لا يتم استقطاع أي جزء منها حتى للاستثمار.

 الكثير يصفك بأنك أرشيف نادي الشعب. هل لنا بعرض من هذا الأرشيف؟
- عماذا؟ وماذا يمكن للواحد منا أن يتحدث؟! الشعب تاريخ وإنجازات تحتاج لعدد من الكتب. عموما تاريخ شعب إب في كرة القدم كبير ومعروف للجميع. كان لدينا في السبعينيات ألقاب في كرة السلة، وفي كرة الطاولة... كان هناك الفقيد علي العطاب، لاعب كرة قدم العنيد العملاق، ومثله العم محمد بن محمد الغرباني (العزي الغرباني) حفظه الله، وهو من مؤسسي الشعب وعضو المجلس الأعلى للرياضة الذي كان من قبل يدير الرياضة اليمنية قبل تأسيس وزارة للشباب والرياضة. معظم ألعابنا كالقدم والسلة والتايكواندو (في صالة الظهار) والكاراتيه وكرة الطاولة (في صالة المرحوم علي الصباحي) هي في مصاف الدرجة الأولى، ما عدا كرة اليد والكرة الطائرة في الدرجة الثانية. في الكونغ فو فئة الأشبال الشعب بطل الجمهورية. أنشطتنا مستمرة في كل الألعاب ولمختلف الفئات العمرية. بطولات رمضانية وصيفية. وأيضا لا أنسى دعم الكابتن رشيد النزيلي ابن النادي، المغترب في الولايات المتحدة، لبطولات النادي في كرة القدم وكرة الطاولة. كما نبحث عن إيرادات تساعد في تسيير أنشطتنا الرياضية التي تقام على مدار السنة. لدينا مواهب كثيرة في كرة القدم، ونحتاج لإقامة أكاديمية كروية لاستيعابها وصقلها. وبإذن الله فإن استاد الشعب هو الذي سيغطي هذه الأكاديمية.

 هل من كلمة تحب إضافتها في نهاية الحوار؟
- أوجه شكراً خاصاً لصحيفة "لا" وملحقها الرياضي، وإن شاء الله تكون صحيفتكم الرياضية القادمة "ماراثون" إضافة قوية للصحافة وللرياضة في الوطن.