حاوره:  أنور عـون / لا ميديا -
خالد متعافي، نجم شعب حضرموت السابق. بدأت موهبته مع كرة القدم في حي الأصبحي بالعاصمة صنعاء. أخذه العشق الأهلاوي إلى اللعب مع ناشئي الإمبراطور. وعندما بزغ نجمه مع الفريق الأول عاد إلى حضرموت بعد موسم واحد قضاه في أهلي صنعاء. أصبح بعدها أحد نجوم الشعب. ورغم موهبته وبدايته القوية كانت حكايته مع المنتخبات الوطنية محزنة، بسبب مدرب محلي شهير أربك مسيرته.
إليكم تفاصيل الدردشة مع متعافي النوارس...

 نسألك في البداية: من هو خالد متعافي؟
- خالد مبارك متعافي، 38 سنة، متزوج ولدي أربعة أبناء: راكان، مريم، ريان، وعزيزة، موظف في "كاك بنك".
 بعد 7 سنوات، أين أنت من الرياضة؟
-أشارك في دوري الشركات كمدرب وهدَّاف مع فريقي "كاك بنك".

لعبت في حضرموت مضطراً
 تنتمي لمحافظة حضرموت وبدايتك مع ناشئي أهلي صنعاء، حدثنا عن تفاصيل ذلك؟!
- نعم صحيح، عشت طفولتي في حي الأصبحي، ولعبت مع فريق اتحاد الأصبحي تحت إشراف الكابتن إيهاب أنور، ثم التحقت بناشئي أهلي صنعاء وتدربت مع الكابتن عبدالله العماد، وكان معي تامر حنش وإبراهيم حسن، وخلال فترة وجيزة تم تصعيدنا نحن الثلاثة إلى الفريق الأول في موسم كان يتواجد فيه عمر البارك وعبدالرحمن وسالم سعيد، ولم ألعب أساسياً لصغر سني ووجود لاعبين كبار، إذ كنت ألعب في مركز الظهير الأيسر. ورغم حرصي وتحفزي على الاستمرار إلا أن ظروف نقل عمل والدي إلى حضرموت حتمت مغادرتي بعد موسم واحد فقط في الفريق الأول مع الإمبراطور، واتجهت للعب مع شعب حضرموت.

 وكيف كان انضمامك لنادي الشعب؟
- أقمت مع أسرتي في منطقة الديس بالمكلا، وهي معقل نادي الشعب، وكانت إدارة النادي تقيم دورياً للاعبي الحواري ثم تختار منهم الأفضل، وفي هذا الدوري لعبت مهاجماً وكنت الهدّاف، فطلبت إدارة الشعب انضمامي للفريق كمهاجم، لكني أخبرتهم أن مركزي الأساسي ظهير أيسر ولدي نزعة هجومية، فوافقت الإدارة ولعبت خلف النجم علي العمقي.
 وتفاصيل أول موسم لك مع النوارس، كيف كان؟
- الحمد لله وفقت، بدأت معهم بعد منتصف الموسم والفريق مهدد بالهبوط، وقدمت أداءً جيداً من أول مباراة أمام وحدة صنعاء وفزنا فيها ولم نخسر بعدها وبقينا في الأضواء.

ضحية مؤامرة مدرب
 موهبة خالد كانت تنبئ عن لاعب سيصبح أحد أعمدة المنتخبات الوطنية لكن ذلك لم يحدث، لماذا؟!
- آاااخ! (قالها بحرارة) نعم، هذا صحيح بسبب مدرب أحبطني وكاد يدمرني نفسياً.
 ما هي الحكاية؟! ولماذا فعل ذلك؟!
- دعني أرجع للبداية. قبل فترة قصيرة من مشاركة منتخب الأمل في نهائيات كأس العالم للناشئين بفنلندا في 2003، اتصل بي الكابتن عبدالرحمن سعيد وأخبرني بأني كنت سأنضم للمنتخب، لكن لضيق الوقت واقتراب السفر تعذر اختياري. وبعد عام تم اختيار منتخب الشباب واستدعيت ودخلت معسكر المنتخب لمدة شهرين، لكني مرضت في الأيام الأولى وكنت لا أستطيع النزول من غرفتي، فطلب ذلك المدرب عبر الطبيب عارف قدار نزولي غصباً. نزلت إلى الملعب فعمل محاضرة وجهها ضدي قائلاً: "من يريد يدلع يروح بيتهم"، فازداد الألم وانسحبت وخرجت من المعسكر. حاول بعدها إداري المنتخب ومساعده إعادتي فرفضت لأن طريقته كانت مهينة.
 وماذا حصل بعد هذا الموقف؟
- خلال فترة استعداد منتخب الشباب، استدعاني المدرب الجزائري رابح سعدان، مع علي العمقي، للمنتخب الوطني الأول، وشعرت بأن الله عوضني. لكن المشكلة بدأت هنا؛ ما إن علم مدرب منتخب الشباب إياه بانضمامي للمنتخب الأول طلب عودتي إلى الشباب عبر الكابتن عمر باشامي. قلت للكابتن عمر: هذا المدرب يريد إحراقي. فرد باشامي: لا تقلق هو الآن بحاجتك لتدعيم المنتخب. قبلت محرجاً وعدت لمنتخب الشباب وسافرنا إلى ماليزيا وهناك دخلنا معسكراً إعدادياً وخضنا خمس مباريات تجريبية وأنا اللاعب الوحيد الذي لم يشركني فيها، أحسست بنوايا خبيثة مبيتة. عدنا إلى صنعاء وقبل أن يمنحنا مغادرة المعسكر لزيارة أسرنا ثم العودة للسفر للمشاركة في البطولة، أخبرني بأني ضمن القائمة الأساسية ومنحني تذكرتي سفر إلى حضرموت ذهاباً وعودة دون بقية اللاعبين. اطمأننت تماماً وذهبت شكوكي فيه وقلت في نفسي: ظلمته. وقبل عودتي إلى صنعاء اتصل بي زميلي علي العمقي الذي كان مع المنتخب الأول وأخبرني أن طبيب المنتخب قال له إن مدرب منتخب الشباب طلب منه عمل تقرير طبي بأني مصاب وغير قادر على اللعب، لكن الطبيب رفض لأنه لم يكشف عليَّ، فذهب المدرب واستخرج تقريراً من مكان آخر عن إصابتي الوهمية، وفعلا نجح وحرمني من اللعب مع منتخبي الشباب والوطني الأول.
 أنت إلى الآن لم تذكر لنا اسم هذا المدرب؟!
- صدقني، لا أريد أن أذكر اسمه، هو يعرف نفسه تماماً، ولولا أنك أصررت على التطرق بالسؤال عن غيابي عن المنتخبات الوطنية لما تحدثت عنه.
 وما مدى التأثير عليك جراء حرمانك من اللعب مع المنتخبين الشاب والكبير بهكذا أسلوب؟
- أحبطت وصدمت وأرهقت نفسياً، كرهت اللعب تماماً. ولولا إدارة الشعب وزملائي في النادي لأحدث ذلك الموقف شرخا في حياتي.
 وهل لعبت بعدها للمنتخبات؟
- نعم، مع المدرب المصري محسن صالح، وكانت آخر مشاركاتي مع المنتخبات.

تجربة احترافية لم تكتمل
 خضت تجربة احترافية مع نادي الصقر على حد علمنا، وكان المدرب الذي أحبطك موجوداً، كيف قبلت؟ وكيف تعامل معك؟
- عندما وقعت للصقر لم يكن موجوداً. كان المصري مصطفى حسن المدرب. لكنه رحل وتم التعاقد مع المدرب... أخبرت الإدارة الصقراوية بأن الموقف بالنسبة لي قد يتأزم معه، لكنهم أخبروني بأن الأمور سوف تسير على ما يرام. قلت: ربما يكون قد تغير! وبدأ معي بشكل رائع فقلت: خير وبركة. أشركني في أول مباراة أساسياً وكدت أحرز هدفاً لولا القائم وتألقت بشهادة الصحف. اعتقدت أن تألقي في المباراة الأولى سوف يمنحني اللعب أساسياً على طول، لكنه في المباراة الثانية لم يضعني حتى احتياطياً، وأخرجني من التشكيلة نهائياً، وعرفت أنه بدأ يحاربني معنوياً ونفسياً. عاد وأشركني في المباراة الثالثة، لكنه بعد هدف ولج في مرمانا أخرجني مباشرة وكأنه يريد تحميلي مسؤولية الهدف أمام الجمهور! حرب نفسية ومعنوية استمر بها معي.
 والإدارة ماذا كان موقفها؟
- في الحقيقة الإدارة لم تقصر معي، لكنها رأت أن المسألة تخص المدرب، فرحلت عن الصقر قبل انتهاء الموسم.
 وإلى أين كانت وجهتك؟
- عدت لشعب حضرموت ولعبت بجانب زملائي وعملنا ما بوسعنا وأعدنا الفريق للأضواء وبقيت مع الشعب إلى العام 2013، آخر موسم لي في الملاعب.

أحلى سنوات
 أهلي صنعاء– شعب حضرموت، ماذا يمثلان لك؟
- الأهلي عشقي الأول، بدأت معه في سنواتي الأولى. والشعب بيتي الثاني، عشت فيه أحلى السنوات وتزاملت مع نجوم كبار كانوا إخوة لي.
 بمن تأثرت من اللاعبين؟
- بصديقي الكابتن علي العمقي. وكمدافع بالكابتن عبدالرحمن سعيد، لدرجة أني أخذت رقم فانيلته.
 أبرز مباراة وهدف ما يزالان في ذاكرتك؟
- أمام التلال، إذ كان فريقنا الشعب وكذا التلال مهددين بالهبوط. سجلت هدف الفوز فبقي الشعب وهبط التلال.
 مواقف أثرت فيك...؟
- هبوط فريقنا في أحد المواسم، ومحاربة ذلك المدرب لي.
 ما هي الفرق التي تشدك خارجياً؟
- منتخب البرازيل، وفريقا ريال مدريد، والأهلي المصري.
 كلمة شكر لمن تود توجيهها؟
- لإدارة الصقر، أراها نموذجية وبالذات رياض الحروي، نموذج للإداري والمسؤول المحترم. وأيضاً لحسام السنباني، ورضوان السنباني رحمه الله في أهلي صنعاء.
 كلمة الختام، ماذا تحب أن تقول فيها؟
- كل الشكر لصحيفة "لا" وملحقها الرياضي الرائع.