«لا» 21 السياسي -
التغطية الإعلامية الغربية لحرب اليمن كانت مضللة للغاية، حيث ركزت على التحالف بقيادة السعودية والدعم الأمريكي، وأن سياسة الولايات المتحدة في الوقت الحاضر منفصلة عن الواقع.
في عام 2014، بعدما أعلن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» عن الخلافة، إذا تخيل المرء أن الولايات المتحدة ترسل مبعوثاً إلى زعيم «داعش»، أبو بكر البغدادي، وتتخلى عن استخدام القوة، حينها ستعرف الخطأ الذي حدث في تغطية وسياسة اليمن. «الحوثيون» غائبون عن الصورة، ومع ذلك فإنهم «جماعة جهادية لا هوادة فيها أيديولوجيّاً وتحاول إقامة دولة إسلامية».
لقد شهد المسؤولون الأمريكيون أن السعوديين يشاركون في محادثات سلام بشأن اليمن بحسن نية، خلاف «الحوثيين» الذين يواصلون التوسع في كل فرصة يحصلون عليها؛ لأن رؤيتهم هي تدمير جميع أعداء إيران، بدءاً من إقامة حكم حصري في اليمن، ثم التوسع في السعودية واحتلال المدن المقدسة في مكة والمدينة، وفي نهاية المطاف عن طريق دفع كل الطريق حتى ساحل شبه الجزيرة العربية للتخلص من الدولة اليهودية والسيطرة على القدس.
الحصار لا يقيّد وصول الغذاء والدواء، وكلها تدخل البلاد. بعبارة أخرى، إن خطط إغراق البلاد بالمساعدات لن يخفف حدة المعاناة في ظل غياب تغييرات على المستوى السياسي.
يجب أن تتغير السياسة الغربية بشأن «الحوثيين» في المستقبل. وأول تغيير هو التوقف عن التعامل مع «الحوثيين» دبلوماسيّاً بهذه الشروط. إنه أسوأ من كونه لا طائل من ورائه، فهو يضفي الشرعية على الجماعة، ويساعد على ترسيخ قوتها. وينسحب ذلك على النفوذ الإيراني في اليمن.
لا نرى غير مستقبلين واقعيين لليمن: توحيد الدولة في ظل «الحوثيين»، أو التقسيم. وبالنظر إلى ما نعرفه عن الوضع على الأرض في اليمن، ينبغي لـ»إسرائيل» أن تفكر في دعم -ربما بهدوء- تقسيم اليمن، فوجود دولة متمردة لها شرعية يمثل تحديّاً أكثر من التعامل مع دولة مارقة يعرف العالم أنها دولة غير شرعية.
في هذا السياق، قد يكون المجلس الانتقالي الجنوبي شريكاً مفيداً لتعزيز الاستقرار في موقع استراتيجي، حيث يبدو أن انتماء المجلس الانتقالي للإمارات يُعد مؤشراً قويّاً إلى أنه يميل إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي.
وتقديم بعض الدعم للمجلس الانتقالي يمكن أن يكون وسيلة لإنشاء سلطة يمنية بديلة قد تقوض -بمرور الوقت- «الحوثيين» بقوة مماثلة.
أما الضغط على السعودية لتقليص عملياتها فغير مُجْدٍ، لاسيما مع اقتراب «الحوثيين» من مدينة مأرب. السعوديون هم فقط من يمنعون تقدم «الحوثيين».

(عوفيد لوبيل وآري هيستين - الموقع الصهيوني «عين أوروبية على التطرف»).