حاورتها: بشرى الغيلي / لا ميديا -
ما إن تذوق بعض الأقارب صناعتها للكيك حتى بادروها بالنصيحة بأن تحول ذلك لمشروعٍ على أرض الواقع، فأدهشتها سرعة انتشاره وتزايد الطلبات عليها لدرجة أن قامت بإيقاف ذلك مؤقتا عبر مواقع السوشيال ميديا حتى تتمكن من ترتيب وضعها وتلبي كل الطلبات بوقتها المحدد. صفاء عبدالكريم المتوكل لم يثنها تخصصها المعقد والصعب والمطلوب أيضا في سوقِ العمل/ تخصص محاسبة، والحاصلة أيضا على التوفل الدولي في اللغةِ الإنجليزية ودبلوم منظمات غير حكومية، ورخصة قيادة الحاسوب ICDL بامتياز، عن تحقيق ذاتها من خلال شغفها بصناعةِ الكيك الذي أبدعت في صنعه وحسب قولها انغرست فيه بحب، ترسم البسمة على وجوه متذوقي جاتوهاتها في أرقى الأفراح والمناسبات، حاورتها «لا» وتحدثت عن الكثير من التفاصيل في حوارٍ شيقٍ بنكهةِ الحلوى اللذيذة التي تصنعها.

انغرست في صنعه بحب
 من تخصص قسم المحاسبة كلية التجارة والاقتصاد ـ جامعة صنعاء، إلى صنع جاتوهات رائعة ولأرقى المناسبات، كيف تجدين هذه النقلة الكبيرة التي لا علاقة لها بدراسة بكالوريوس أربعة أعوام، والتي تعتبر من أصعب التخصصات وأهمها في سوق العمل؟
لطالما سألت نفسي العديد من المرات يا ترى ما هي هوايتي وموهبتي؟ أشعر بأنهم محظوظون جداً من يزاولون أعمالهم التي هي في نفس الوقت هوياتهم وتعود عليهم بالنفع المادي والمعنوي في آن واحد، ولم يكن من السهل علي معرفة ما أخفيه بداخلي من مهارات، ولكن الأقدار شاءت أن يخبرني أخي أنه يجب أن أحول حبي لصنع الحلويات لمشروع حقيقي على أرض الواقع، ولم أكن بداية أشعر بأنني سأجد نفسي في هذا المجال، ولكنني ما إن بدأت وبدعم من أهلي وزوجي حتى وجدت نفسي أنغرس في صنع الكيك وأستلذ به وبالبحث عما هو جديد في صنعه، وما يجعلني أتطور أكثر وأكثر، وكان أمرا يجمع بين الصعوبة والاستمتاع بنفس القدر، بخاصة أنني لم أدرس في هذا المجال، حينها أدركت أنني وجدت شيئا من هواياتي بهذا المجال، فرحت كثيراً وصرت أبدع وأتفنن فيه أكثر.

بعد أول تجربة نجحت
 قراء «لا» في شوقٍ لمعرفةِ البدايات التي جعلت من مشروعكِ «House of Cake»، «الكيك المنزلي» في قائمةِ مناسبات الزفاف وكيف جاءتكِ الفكرة؟
مرت عليّ فترة تركت فيها وظيفتي وتفرغت لتربية أطفالي ووصلت لمرحلة من الملل والروتين، وقتها فكرت أنه حان الوقت لأن أعمل مشروعا خاصاً بي، وفكرت كثيرا، بعدها تذكرت كلام أخي، وقلت لأجرب أن أعمل مشروع «الكيك»، وفعلاً نجح المشروع بفضل الله. 

تجاوزت الصعوبات بفضل الله
 لكل مشروع عادةً معوقات تواجهها الفتاة.. أنتِ كصانعةِ جاتوهات لحفلات الأعراس ما هي أبرز المعوقات؟ وكيف تحرصين أن تكون الطلبيات جاهزة بوقتها المحدد؟ وهل يؤثر ذلك على سرعة الإنجاز كونكِ أماً لطفلين وربة بيت؟
الصعوبات والمعوقات كثيرة جداً، خصوصاً بداية المشروع كانت صعبة ومرهقة، إذ كان عليَ أن أوفق بين اهتمامي ببيتي وأسرتي وأطفالي الصغار، وبين عملي وكيف أنجزه بالشكل الصحيح، وفي الوقت المناسب، ولا بد أن تحصل أخطاء ولخبطة أفكار، وضغوط كبيرة جدا، ولكن بالممارسة والخبرة تجاوزتها، وتذللت الصعاب، وصرت أكثر مهارة وسرعة وإنجازاً، واستفدت كثيرا كيف أنظم وفتي وأنجز عملي بالوقت المحدد.

أدهشني المشروع وسرعة تناميه
 كيف تجدين نسبة الإقبال على ذلك؟ وهل يتركز المشروع على حفلات الزفاف فقط؟
لا أنكر أنني عندما بدأت مشروعي كان طموحي صغيراً جداً، أريده في نطاق الأهل والأصدقاء فقط، لأني في قرارة نفسي أن أشغل وقت فراغي بالدرجة الأولى، ولم يكن العائد المادي همي الوحيد، فأدهشني المشروع وخرج من يدي وانتشر بسرعة كبيرة، وتضاعفت الطلبيات في فترة قصيرة جدا، وزاد الضغط في وقتي وجهدي، فتوقفت عن النشر في السوشيال ميديا، أو أي مواقع أخرى خشية من تضاعف الطلبات وأن تأتي وأنا بمفردي لا أستطيع تغطيتها، وهذا النجاح بفضل الله، أما المشروع فهو لكل المناسبات سواء كانت حفلات ميلاد، مؤتمرات، شركات خاصة وعامة، حفلات الزفاف، أعياد زواج، خطوبة، عقد زواج أو غيرها من المناسبات.

صارت متوفرة بالسوق
 هل تعدين أنتِ عجينة «السكروز» التي يتم تزيين الجاتوهات بها في البيت، أم أنكِ تقومين بشرائها جاهزة من السوق؟
قبل 8 سنوات تقريبا عندما كنت أعمل لنا كيك في البيت لم تكن متوفرة عجينة السكر الجاهزة، وكنت أصنعها بنفسي، وهي فعلا متعبة وتحتاج إلى وقت وجهد، لكن منذ ما يقارب الثلاث سنوات وعندما دشنت مشروعي كانت عجينة السكر وغيرها من مواد واحتياجات صنع الكيك متوفرة في السوق اليمني، والآن انتشرت بشكل كبير في محلات خاصة بأدوات صنع الكيك.

حسب الطلب
 لاحظنا أنكِ تستخدمين جماليات وأشكالاً متنوعة.. هل أنتِ من يحدد شكل العمل أم حسب طلب الزبون؟
هنالك أشكال يأتي بها الزبون من الإنترنت، ونطبقها بأشكال أقوم بتصميمها، فعلى سبيل المثال تطلب الزبونة شكلاً جديداً وتعتمد على شكل «كوشتها»، فأصمم لها ذلك حسب طلبها بالشكل المطلوب.

أتابع كل جديد
 هل تطلعين على كل جديد في صناعةِ الكيك، أم تضيفين إليها من أفكاركِ الخاصة؟
ضروري جداً أن أكون مطلعة ومتابعة لكل جديد، وبعدها يأتي دوري أن أنصح الزبون/ة بالأشكال الحديثة، وليس شرطا أن نتقيد بنفس الشكل، فمن الممكن أن نجمع أفكاراً وننفذها في كيكة معينة ونحصل على شكل مميز جداً، وأحيانا أخرى نطبق نفس الطلب الذي في الصورة المطلوبة من قبل الزبون.

الكيك شيء لطيف
 هل تطمحين لتوسيع مشروعكِ لأوسع نطاق خارج العاصمة مثلا ويشمل محافظات الجمهورية؟ هل لديكِ الإمكانيات لوصولها سليمة دون أن تتأثر بوعورة الطريق؟
أطمح إلى الكثير والكثير، أطمح إلى إنشاء معمل كبير، ومحل كبير وفخم ينافس محلات كبيرة، لكن لا أتوقع أن أكون مستعدة لتوصيل ذلك خارج العاصمة صنعاء، لأن توصيل الكيك صعب بشكل كبير، خصوصاً في شوارعنا التي أغلبها مكسرة، وإن لم تكن مكسرة ففيها مطبات جنونية، والكيك شيء لطيف جداً ويحتاج تعاملاً خاصاً لكي يصل بأمان إلى يد الزبون، وأكبر شيء مرهق في عملنا هو التوصيل، بل أكثر حتى من صنعه.

خطوط حمراء
 بعض من لديهن نفس مهنتكِ يحتفظن بـ»سر المهنة»، هل أنتِ من هذا النوع، أم أنكِ تنقلين خبراتكِ للأخريات؟
أحب أن أنصح، وأعلم وأساعد غيري متى ما حصلت وقتاً لذلك، وأي أحد يسألني أرد عليه، لكن من حقي أن أحتفظ ببعض الأشياء التي بذلت فيها مجهوداً كبيراً، لكي أتعلم أشياء جديدة وخاصة بي، وأقدر وأحترم أي شخص لديه خطوط حمراء لبعض منتجاته، وهذه حقوق تصنيع مثلها مثل حقوق الملكية وغيرها.

شكرا عائلتي
 بماذا تختمين لقاءنا معكِ؟
أختم بنصيحةٍ لأي شخص يقرأ هذا اللقاء عبر صحيفة «لا» وبداخله رغبة لمشروعٍ ما عليه أن يبدأ به ويتوكل على الله ويتحدى الصعوبات والمعوقات، وألا ينتظر أي أحد يساعده، أو يسانده، وأن يكتفي بإيمانه بالله وبنفسه، فهي السند الحقيقي له، والأهم أن يراقب الله في عمله ويعمله بإتقان وأمانة، ومن خلالكم أشكر عائلتي الذين لولاهم ما وصلت لهذا المستوى، بالذات أمي حبيبتي، وأبي، وأختي، وزوجي، وإخوتي جميعا، وكل من له بصمة أن ينجح مشروعي ويكبر ويستمر.