مرافئ -
في الأول من سبتمبر/ أيلول 2013، كانت التلويحة الأخيرة للشاعر الكبير والنقابي القدير الأديب الراحل إسماعيل الوريث.
ولايزال الفراغ الذي تركه رحيله مثبتا حتى اللحظة، سواء في سياق موقف الشاعر والمثقف حيال قضايا وطنه وأمته، أو على جانب الاشتغال النقابي الملتزم بدوره الاجتماعي والثقافي والمقاتل من أجله.
أكثر من أربعة عقود، قدم الوريث تجربة أدبية ستظل مفتوحة على الأجيال القادمة، وخلال ذلك، شارك في أحداث مهمة، كان أبرزها تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، في مطلع السبعينيات، و»تولى قيادة الاتحاد في أحلك الظروف التي مرت بها البلاد، بداية التسعينيات، وقام بمهمة أمانة الاتحاد لدورتين متتاليتين (1992-2001)، ليقدّم من خلال تجربته النقابية، نموذجا نوعيا في وحدة الاتحاد، وفي الانحياز إلى القضايا الوطنية وقضايا الاتحاد الاساسية والثقافة بشكل عام».
وكان الوريث تخلى عن العمل السياسي بعد أن تعرض للملاحقة والاعتقال السياسي ما يقرب من 15 عاماً. وحفر عميقا في تجربته الإبداعية، أهله ذلك ليكون في طليعة الشعراء اليمنيين الكبار، الذين عاشوا التحولات الكبيرة خلال عقود النصف الثاني من القرن العشرين، وأبرز من اشتغلوا على تجاربهم وأضافوا الكثير ورفدوا الساحة الشعرية والثقافية عموماً، يمنياً وعربياً، بإنتاج متميز.
وعلى هذا النحو انتظمت إنتاجاته الإبداعية الشعرية: الحضور في أبجدية الدم (1984)، ليلة باردة (1986)، ومرثاة عدو الشمس (1987)، وعذابات يوسف بن محمد (1990)، ورماد العاشق (1998)، وبعد رحلة صيد إلى موسى بن نصير (2002)، ومراثي الشهب (2004)، وقوافي الجمر (2006)، ووشاح التحرير (2009).
كما كان له أبحاثه ودراساته المعمّقة الرصينة والتي منها: قصائد ونثريات فلسطينية، وواقع الإعلام اليمني 1872-1992 (2002)، بالإضافة إلى كتاب رواد التنوير في مدرسة الحكمة اليمنية (2003).
في 1952 كان مولد إسماعيل محمد حسن الوريث في مدينة ذمار، نشأ فيها وتلقى تعليمه الأولي، قبل أن ينتقل إلى صنعاء ويكمل دراسته الثانوية والجامعية في الآداب والإعلام والصحافة، والعمل كباحث ثم نائب في مركز الدراسات والبحوث اليمني، وقبل ذلك في الإدارة المحلية والإعلام والثقافة.