قاسم حداد
نسير ونعرف كيف نشق التراب، ونبذر داخله
كيف نحزُّ الرؤوس ونزرعها 
عبر كل العصور
فنحن الحسين المسافر من كربلاء
ورأس الحسين الممزق 
بين دمشق وبين الخليج
ونحمله نستريح على سورة المومياء.
ويستقبل الجوع رأس الحسين، 
ويفتح باب الحريق.
ليدخل رأس الحسين،
تصير البلاد عروسا لها ألف طفل
وألف عشيق.


نزار قباني
سميتك الجنوب
يا لابساً عباءة الحسين
وشمس كربلاء
يا شجر الورد الذي يحترف الفداء
يا ثورة الأرض التقت بثورة السماء
يا جسداً يطلع من ترابه
قمحٌ وأنبياء
***
سميتك الجنوب
يا قمر الحزن الذي يطلع ليلاً من عيون فاطمة
يا سفن الصيد التي تحترف المقاومة..
يا كتب الشعر التي تحترف المقاومة..
يا ضفدع النهر الذي
يقرأ طول الليل سورة المقاومة



أحمد دحبور
آتٍ، ويسبقني هواي
آتٍ، وتسبقني يداي
آتٍ، على عطشي، وفي زوادتي، ثمر النخيلْ
فليخرج الماء الدفين إليّ، وليكن الدليلْ
يا كربلاء تلمَّسي وجهي بمائك،
 تكشفي عطش القتيلْ
وترَي على جرح الجبينِ 
أمانةً تملي خطاي.


أمــل دنقـــل
قال لي الشيخ إن الحسينْ
مات من أجل جرعة ماءْ!
وتساءلت:
كيف السيوف استباحت بني الأكرَمينْ
فأجاب الذي بصرته السماءْ:
إنه الذهب المتلألئ في كل عينْ. 
إن تكن كلمات الحسينْ..
وسيوف الحسينْ..
وجلال الحسينْ..
سقطت دون أن تنقذ الحق من ذهب الأمراءْ؟ 
أفتقدر أن تنقذ الحق ثرثرةُ الشعراءْ؟
والفرات لسان من الدم لا يجد الشفتينْ؟!
مات من أجل جرعة ماءْ!
فاسقني يا غلامْ.. 
صباح مساءْ
اسقني ..يا غلامْ
علّني بالمدامْ.. 
 أتناسى الدماءْ!


أدونيس
... وحينما استقرت الرماح 
في حشاشة الحسين
وازّينَت بجسد الحسين
وداست الخيول كل نقطة
في جسد الحسين
واستلبت وقسمت ملابس الحسين
رأيت كل حجر يحنو على الحسين
رأيت كل زهرة تنام عند كتف الحسين
رأيت كل نهر..
يسير في جنازة الحسين.