فؤاد العرشي / مرافئ -

يسير المُعنى بدرب الشتاتْ
ويقتات شيئاً من الأمنياتْ
وتبدو عليه سنون الآسى
وليلٌ تلظّى ببرد الفلاةْ
ويروي تجاعيد وجه المدى
وكأساً عتيقاً من الذكرياتْ
فيحدوهُ كالنجم حلم الفتى
وطيفٌ يحاكي جبال السراةْ
فحينا يناغي ظوامي الربى
وينساب ماءً من المعصراتْ
وحينا يعاني دوار الرحى
وتشكو الجهات انعدام الصفاتْ
وحينا بكوخٍ بعيد الرؤى
يغني ويشدو مقام البياتْ
وحينا غريبٌ يجرُّ الخطى
وكالريح يجري بكل الجهاتْ
فيطوي المسافات في لمحةٍ
كأن العبور بقلب النواةْ
يقص الحكايا كرجع الصدى
وفي رجعها يكشف الأحجياتْ
يسمي الحروب بأسمائها
ويبني حصونا من النيراتْ
فهذي حروبٌ بلا صهوةٍ
كتار العمالة والمومساتْ
وتحت الرماد لها فيلقٌ
تغذى على الجهل والشائعاتْ
رمالٌ أطاحت بعرش الندى
وفي النيل أوجاع نهر الفراتْ
يعيد الأساطير في ما مضى
وفي ما أتى يصنع المعجزاتْ