لا ميديا -
يعود تاريخ تأسيس الجامع الكبير بمدينة ثلا إلى فترة مبكرة من بداية العصر الإسلامي، لكن يصعب تحديد تاريخ البناء الأول، نظراً لكثرة الإضافات والتجديدات التي حدثت في عمارة هذا الجامع، والذي أصبح حالياً يحتوي على خليط كبير من القديم والجديد على حد سواء.
يقع الجامع على تل مرتفع وسط المدينة، ويتم الوصول إليه من خلال ممر صاعد، حيث تطل واجهته الجنوبية على فناء واسع مكشوف. وفي الناحية الغربية منه إيوان مستطيل الشكل يفتح بعقدين نصف دائريين على الفناء، زخرفت فتحة العقد الجنوبي بكتلة بنائية ضخمة على هيئة ورقة نباتية خماسية تعلوها فتحة مستديرة وتكتنفها من الناحيتين حليات معمارية مدلاة إلى أسفل.
وأغلب الاحتمال أن هذا الإيوان كان يشكل في الأصل وحدة معمارية ضمن مساحة الجامع الرئيسية، وربما كان يستخدم للتدريس في الجامع. كما يزيد من أهمية هذا الإيوان بقاء الأشرطة الكتابية الممتدة على جدرانه بخط النسخ في الجهات الغربية والشرقية والجنوبية، وتشمل آية الكرسي والنص التأسيسي وبعض العبارات وأبيات الشعر.
تطل واجهة الجامع على الناحية الجنوبية من الفناء، وهي واجهة بسيطة خالية من العناصر الزخرفية، ويتوسطها فتحة المدخل المؤدية إلى الجامع على محور المحراب نفسه تقريباً، وإلى الغرب منه مدخل آخر. كما تشكل عمارة المسجد من الداخل خليطاً من القديم والجديد، حيث يبدو الارتباك المعماري الواضح في أجزائه المعمارية.
الجامع حالياً مستطيل الشكل، ويتكون من عشر بلاطات موازية لجدار القبلة تفصلها تسع بائكات. تتكون صفوف الأعمدة في معظمها من أعمدة مرتفعة تحمل عقوداً نصف دائرية ومدببة الشكل، وتقسم هذه المساحة إلى قسمين رئيسين شمالي وجنوبي.
أما القسم الشمالي فيبلغ اتساعه من الشرق إلى الغرب حوالى 18.90 متراً، به خمس بلاطات يغطيها سقف خشبي حديث، ويتعامد على محراب القبلة مجاز قاطع. كما يلاحظ أن عقود البائكات موازية لجدار القبلة باستثناء قليل منها على شكل متعامد على الجدار. وأما القسم الجنوبي فيمتاز بامتداده من الشرق إلى الغرب ويقسم إلى وحدتين.