ليزا جاردنر / مرافئ -
في مقهى بسيط كانت الفتاة ذات العينين - وأي عينين؟! سرقت سواد الليل، وأصابت كل من حدَّق في عينيها بالسلام والطمأنينة.
جلس على الكرسي المجاور لها فنان تشكيلي أراد أن يرسم عينيها. تخيل أن عينيها ستقضيان على حروب البشرية، أنهما سلاح متطور.
قال لنفسه: لو أظهرنا تلك العينين في الأرض ورآهما البشر -كل البشر- لحل الرخاء والخير. عجبا لتينك العينين!
طلب كأساً من الماء البارد وهو يخربش بقلمه الرصاصي على الورق يحاول رسم السلام.
تحدثت الفتاة في الهاتف ببلاغة لم يعهدها من قبل.
فعرف أنها سبب المجاعة والظمأ في الكون. بسببها
كانت الإنسانية عطشى للكلمة الصادقة ولأناقة العبارة. 
تبدو تلكما العينين
عدائيتين ومجرمتين، لأنهما سرقتا سواد الليل ورفضتا السعي إلى مبادرة السلام
والقضاء على المجاعات. إنها دكتاتورية العصر. فحاكموا عينيها اللتين أزعجتاني!
حاكموا عينيها اللتين أرهبتاني!
حاكموا عينيها اللتين أعدمتاني!
خرجت الفتاه من المقهى، ولثوان خُيل للفنان
أن ملك موت قد دنا.
ما إن رآه في عذاب القبر حتى همس في أذنه: سآتيك في وقت آخر، فأنت قتيل الليل وعينيها! لهذا، أنا لا أتمعن في عيون بنات حواء. غض بصرك تعش سعيدا، أو ارتدِ نظارة شمسية عزيزي!

* كاتبة بريطانية يمنية الأصل