إنصاف أبوراس - مرافىء -

غيـــاب 
كانت صافرة القطار تصرخ في أرجاء المكان، تعلن بدء رحلتها نحو المجهول. 
هي لاتزال تقف على رصيف الانتظار، وحقائب الماضي الباهتة تسند بمشقة ضعفها. داخل قلبها ثمة طفلة بعمر الورد تركض بين حقول قرية مخملية في أقاصي الزمن. بين سنابل تنحني لتلتقطها أفواه جائعة، وجداول تغسل وحل الوجع تطارد طيف وطن ابتلعته دوامة الحرب. تنزلق قدم أمنياتها فتهوي في قعر اليأس. 
من حولها تتجمهر وجوه المشاعر المتناقضة، تراقب وداع الأرض للسلام، ثم يمضي القطار مواصلاً عويله دون أمل بالرجوع.