إنصاف أبوراس - مرافىء -

في قريتي البعيدة، مازلت هناك مندسة في تربتها. أنا هنا لست سوى زهرة كلما اشتد بها العطش شعرت بالحنين لمنبتها. وحده حارس المزرعة من يسمع نواح جذوري كلما تساقطت مني وريقاتي، يعرف أن ثمة جزءا من الحياة فيّ قد مات، يبرك على ركبتيه ليقرأ ما تيسر من وجع، ثم يرفض مغادرة المكان ليبقى متصلاً بشريانه فلا يموت هو كالبقية.
*
تغزل من الوجع مخيما، فيه تسكن حسراتها النازحات. الحرب احتلت غرف الصبر فيها، تشبه الآن مدينة مهجورة، لا يسكنها سوى شبح التيه، على مآذنها تتردد أصداء الوحشة.
متى يعود الغائبون لديارٍ يأكلها الشوق لأصحابها؟