علي فودة -

المنبوذ
أريحا بقلبي ويافا
وكنّا نحنّ ولو مرّةً لانتصارْ
ولكنني
ترمّلتُ هذا النهارْ
فهذا الذي أشعل النارْ
ها هو أطفأها
ومضى في الغبارْ
وهذا الرّصاصُ الذي قد هدأ
سيلقي على البندقيَّة بعضَ الصّدأ
فأينَ العزاءُ العزاء
أريحا بقلبي ويافا
وكنّا نحنّ ولو مرّةً لانتصارْ
وكنّا على موعدٍ وانتظارْ
فجاء الذي جاءَ
أهلاً بعارٍ قديمٍ وعارٍ جديدٍ 
وعارٍ تبوحُ الغريبةُ لي سرّها 
ثمّ تبكي
تقول: دمي يستباحْ
وكلّ الأغاني تبدّلت الآنَ 
صارت نواحْ
ووحدي أنا الآنَ مثخنةٌ بالجراحْ
فأيُّ المحبّينَ أنتم؟
دفنتم فلسطين ثمّ استرحتم
أثورُ عليكم جميعاً 
أثورُ عليكم

تعودين
تسلقت جدرانك العارية
تعلقت بأهدابك الباكية
هويت مراراً إلى القاعْ
تطحلبت عاماً وعامين
منذ افترقنا وقلنا وداعْ
تصيدت طيفك في الصحو
في النوم
تذرعت بالصبر
قلت: تعودين ذات مساء 
تعودين في الصيف أو في الشتاء 
وفي الريح سوف تعودين
في البرق
في الرعد 
في مطر الأغنياتْ
تعودين
عبر الأغاني الحزينة
تعودين طيراً جريحاً بظهر سفينة
تعودين فوق الشراعْ
تعودين
قلت تعودين
وشرعت قلبي لعل تعودين
لكن طيفك كان خداعْ
فعشت وحيداً مع البرد
والوجد
والأمنيات على الذكرياتْ