ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين -
ديكلان والش
وسعيد البطاطي
اتهمت الحكومة اليمنية الإمارات بقصف قواتها، يوم الخميس،عندما حاولت استعادة مدينة عدن الجنوبية من الانفصاليين المدعومين من الإمارات.
قتل 25 على الأقل وجرح 150 إثر غارة جوية صباح الخميس، بحسب قيادي في الحكومة تحدث من قلب الحدث عبر الهاتف. وأضاف القيادي أن المقاتلات كانت قد استهدفت ذلك الموقع نفسه قبل 14 ساعة، إلا أنه لم ينجم عنه أي ضحايا.
جاءت الهجمة بعد أسابيع من طرد المتمردين المدعومين من الإمارات الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية من عدن ووسعت بذلك الخلاف بين الإمارات والسعودية، وهما حليفتان في حرب اليمن.
أدان وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الهجمة الإماراتية «الغادرة» التي قال إنها قتلت 40 جندياً ومدنيين.
وفي بيان، قالت وزارة الخارجية الإماراتية إن قواتها نفذت الضربة على «عناصر إرهابية» انتقاماً لجنديين جرحا خلال الاشتباكات في مطار عدن يوم الأربعاء.
ولم يشر البيان إلى الحكومة اليمنية، وقال إن الإماراتيين لديهم الحق في مثل تلك الضربات دفاعاً عن النفس.
هذا التطور كان بمثابة تحول مربك لصراع اليمن متعدد الأطراف والفوضوي. حتى أسابيع قليلة، كان الإماراتيون يقاتلون اسمياً إلى جانب الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والتي قصفتها مقاتلاتهم يوم الخميس.
وبشكل أكثر عمومية، أنذرت تلك الضربة بتوسيع الخلافات نوعاً ما بين الإمارات والسعودية -وهما حليفان إقليميان لديهما نفوذ- اللتان تصرفتا بشكل مشترك لعدة سنوات على امتداد عدد من بلدان الشرق الأوسط المضطربة كاليمن وليبيا والسودان.
كان الإماراتيون والسعوديون يقودون القتال في اليمن منذ 2015، عندما أرسل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قوات لطرد الحوثيين المدعومين من إيران من شمال اليمن. بيد أن الشراكة وقعت تحت ضغط مفاجئ في يوليو بعد أن سحبت الإمارات فجأة أغلب قواتها من اليمن.
جعل الانسحاب الإماراتي السعوديين مسؤولين عن الجنوب، حيث سرعان ما تحولت الاشتباكات بين الحلفاء اليمنيين المنقسمين إلى حرب مفتوحة. في أوائل أغسطس، سيطر الانفصاليون المدعومون من الإمارات -الذين يقاتلون من أجل استقلال جنوب اليمن- على عدن وطردوا القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المقيم في السعودية.
قال بعض الخبراء إنه لا يرجح أن تسبب غارة يوم الخميس ضرراً غير قابل للإصلاح بالنسبة للعلاقة السعودية الإماراتية.
قالت إليزابيث ديكنسون، وهي محللة تعمل مع مجموعة الأزمات الدولية تقيم في أبوظبي في رسالة إيميل: «السعودية والإمارات لن تنفصلا، فالتحالف مهم جداً لكلا البلدين، ولكن هذا لا يعني أنهما سيتفقان دائماً».
وخلافاتهما غالباً ما كانت تبرز بشكل أوضح في اليمن؛ حيث لدى كل من السعودي والإماراتي حلفاء ومصالح ورؤى مختلفة حول كيفية إنهاء الصراع المدمر الذي دفع بالدولة الفقيرة نحو حافة المجاعة.
قالت ديكنسون إن الإماراتيين يريدون التركيز على محادثات السلام مع الحوثيين مع استمرارهم في الضغط على جيوب مقاتلي
القاعـــــــدة في جنوب اليمن، في حين أن السعوديين يفضلون تكثيف القتال على الحوثيين الذين يتابعون إطلاق الصواريخ على المطارات وحقول النفط في جنوب السعودية.
قالت: «ما سنراه في الأيام القادمة هو توافق مستمر مع عنوان السياسة، لكن مع تشعب في التفاصيل».
كما هو الحال في اليمن، تقوم الجماعات المحلية المسلحة بغالبية القتال على الأرض.
في يوم الأربعاء، شنت قوات حكومة هادي حملة منسقة لاستعادة عدن من الانفصاليين، ثم استولت أولاً على مدينة زنجبار القريبة ثم توغلت في ضواحي عدن.
وسرعان ما زعمت قوات الحكومة أنها سيطرت على مطار عدن، المطار الرئيسي لدخول اليمن عبر الجو، والقصر الرئاسي، وكانت حكومة هادي المعروفة بضعفها قد تأسست بشكل رسمي منذ 2015.
لكن الانفصاليين أعادوا تشكيل أنفسهم في غضون ساعات، بمساعدة التعزيزات التي جاءتهم من صاحب اليد العليا. وفي مساء الأربعاء استولوا على مطار عدن، وفي صباح الخميس عادوا للسيطرة على زنجبار، حيث أبلغ السكان عن عمليات نهب على نطاق واسع لمباني الحكومة والقواعد العسكرية.
وفي بيان نادر مساء يوم الخميس، قال هادي إن الحكومة سحبت قواتها من عدن لتمنع تدمير عدن. وحث السعودية على أن تكبح جماح الإماراتيين، الذين يتهمهم بمحاولة تقسيم اليمن، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى إدانة القصف.
قالت منظمة «أطباء بلا حدود» التي تدير مشفى في عدن إنها استقبلت 51 جريحاً بعد ساعات قليلة يوم الخميس، 10 منهم ماتوا فور وصولهم.
قالت كارولين سيغوين، مديرة المنظمة، في بيان من عدن: «تسود هنا فوضى كلية». وقالت إن هذا كان ثالث تدفق للجرحى إلى المستشفى منذ عدة أسابيع. وأضافت: «في هذه المرحلة يصعب تحديد أي من المجموعات تسيطر على أحياء عدن».
إلى جانب هؤلاء الضحايا المستهدفين بشكل مباشر، لم يكن واضحاً مدى حجم التوتر الذي فرضه القتال على التحالف السعودي الإماراتي، الذي مول الكثير من المعارك في اليمن منذ 2015، أو ما قد يعنيه الاتجاه الأوسع للحرب.
حتى وقت قريب، لعب كلا البلدين بشكل مميز أدواراً مختلفة. كانت المقاتلات السعودية مهمة في حملات القصف الجوية سيئة السمعة، التي كانت تشحن بالقنابل الأمريكية، بالإضافة إلى المساعدة اللوجيستية حتى نوفمبر الماضي، ونجم عنها آلاف القتلــــــى من المدنيين. وقادت الإمارات الحملات العسكرية على الأرض في جنوب اليمن، لاسيما في محيط مدينة الحديدة.
لكن الإماراتيين كان لديهم شك في حكومة هادي، وقدموا الدعم للانفصاليين، المعروفين بشكل أساسي بالمجلس الانتقالي الجنوبي، باعتبارهم حلفاء أكثر تأثيراً.
تحت الضغط الدولي الشديد، ووسط مخاوف من أن ينزلق اليمن نحو مجاعة كبرى، أوقفت الإمارات هجومها على الحديدة في ديسمبر الماضي. منذ ذلك الحين كانت الأمم المتحدة تحاول تنفيذ اتفاق سلام تم تعليقه في الحديدة وتمهيد الطريق لإنهاء القتال عن طريق التفاوض.
«ذا نيويورك تايمز»
29 أغسطس 2019










المصدر ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين