المرحلـــة تحتـاج شخصــيات مؤثرة فـي الميـدان لا فـي المكــاتـب

حـــوار : شايـف العــين / لا ميديا -
ترك أمواله وتجارته في أبوظبي ودبي، وعاد إلى الوطن ليكون أول من حمل بندقيته من أبناء الجنوب، وضمها إلى صف أبطال الجيش واللجان الشعبية عندما قرروا التحرك نحو الجنوب لملاحقة الفار هادي وإنقاذ الجنود من سواطير تنظيم القاعدة ودحر أوكارها هناك بعد فرارها من المحافظات الشمالية عقب ثورة 21 أيلول 2014. 
لم يستمع حينها لعائلته التي كانت رافضة انضمامه إلى المسيرة القرآنية، وتحرك شعبياً ومجتمعياً لتجنيب المواطنين في المحافظات الجنوبية المواجهة المسلحة حفاظاً على دمائهم، ونجح في تبديد شائعات العدو الوهابية من وعي الناس، كأنه بوعيه الوطني وثقافته القرآنية وحرصه على سيادة هذا الوطن واستقراره، يملك عصا موسى التي ضرب بها هناك ففتح طريقاً سالكاً للجيش واللجان الشعبية إلى وسط قاعدة العند.
إنه محافظ لحج وعضو المكتب السياسي لأنصار الله الشيخ المجاهد أحمد جريب، الذي لازالت بندقيته وبقية المجاهدين من أبناء الجنوب تكبد تحالف العدوان ومرتزقته خسائر فادحة، تتمثل فيه شخصية الرئيس الشهيد صالح الصماد ومشروعه "يدٌ تبني ويدٌ تحمي".
تشرفت صحيفة "لا" بإجراء حوار صحفي معه كشف فيه الكثير والكثير من التفاصيل عن وضع الجنوب المحتل، مؤكداً جاهزية ونضج الشارع الجنوبي لبدء عملية تحرير وتطهير الأراضي من كافة الغزاة والمحتلين.. إليكم نص اللقاء.


-  كيف كانت بدايتك مع المسيرة القرآنية؟
لطالما كنت معجباً ومقتنعاً بمشروع السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي منذ الحرب الرابعة، حيث أسر أكثر من شخص من أسرتنا كانوا يقاتلون في صعدة، وكانت هناك معلومات مغلوطة بأن أنصار الله يقومون بتعذيب الأسرى بقطع آذانهم وتشويههم، ما جعل الناس ينظرون إلى الجماعة على أنهم ليسوا من المجتمع اليمني.
غير أن السيد عبدالملك أعلن العفو عن جميع من قاتلوا في صعدة من أبناء الجنوب، وقام بإيصالهم إلى مأرب خوفاً عليهم من نظام علي صالح بأن يقوم بقتلهم أو اختطافهم وتحميل أنصار الله مسؤولية ذلك.
وعند وصول أولئك الأسرى، ومن ضمنهم ابن عمي، إلى أهاليهم، جلسنا معهم في دواوين، وكانوا يحدثوننا عن الأخلاق العظيمة لأنصار الله ومشروعهم القرآني، ومن حينها بدأ إعجابنا بالجماعة، وأصبحنا نتابعها بدقة ونقرأ ملازمها.

-  كنت من أوائل المشاركين في الحرب ضد العدوان وفي طليعة الجيش الذي دخل قاعدة العند وغيرها، هلا استذكرت لنا تلك الأحداث؟ 
لقد عدت من الخليج قبل دخول الجيش واللجان الشعبية الجنوب بـ12 يوماً، وكان هناك تعبئة من قبل هادي والصبيحي لقبائل الصبيحة لوضعها في فوهة المدفع باسم الدين وبشائعات تدعي أن أنصار الله سيدخلون لقتل أبناء الجنوب وانتهاك أعراضهم. وكنت مستاء من هذه التعبئة لأنها مغلوطة وستحول مناطقنا إلى ساحة حرب.
التقيت بأبو يونس وبأحمد محظى في منزلي، وأخبروني أنهم يريدون أن أنسق لهم لدخول الجنوب، وأنا قبل أن أكون محافظاً ومشرفاً كنت مجاهداً في صفوف المسيرة، ووقفت أسرتي ضدي، وقال لي والدي أنت تاجر في الخليج، عندك أموال وسيارات، لماذا ستدخل مع هذه الجماعة؟ فرددت عليه بأن القضية ليست مجرد أموال، أنا لست مقتنعاً بالوضع الذي يعيشه البلد، وهذه مسؤوليتنا.
كانت الأولوية عند الجيش واللجان هي كيف يتخطون الحواجز الأولى في الجنوب بدون مواجهة، فضمنت لهم خطاً مفتوحاً إلى قاعدة العند، كون سكان المناطق على طول الخط هم من أهالينا، وسنجلس للتفاهم معهم.
وبالفعل جلسنا مع مشائخ تلك المناطق، وأخبرناهم بأن عبدربه إذا كان يريد القتال فسيقاتل في صعدة أو في عمران، أو سياتي بجيش يقاتل في كرش أو ما بعد كرش، أما أنتم فلا تصبحوا طعماً ووقوداً لهذه الحرب، الزموا بيوتكم، ومقاتلونا سيعبرون الخط الإسفلتي فقط، لأن الناس كانوا متخوفين من تكرار ما حصل في 94 من نهب وسلب، ولا يعرفون أن أنصار الله ليسوا كالنظام السابق. فاطمأن الناس، وبقيت فئة وهي قرية الحراك، فذهبنا إليهم وأخبرناهم بأن المقاتلين التابعين لكم تدربوا في صعدة، لأن لديكم قضية، ونحن لسنا قادمين لاحتلال عدن، بل لأن عبدربه هرب إليها، وكذلك سقوط عدد من الألوية بيد تنظيم القاعدة الإرهابي، وقتله وذبحه للكثير من الجنود، فاقتنعوا، وبقي القليل من أصحاب المصالح أعطيناهم أموالاً فسكتوا، ومن تبقى في نفسه شيء أخبرناه بأن ينتظرنا في متراسه لأننا سنتقدم غداً.
تقدمنا ومعي في السيارة قائدان من أنصار الله وسلاحي الشخصي، فأسقطنا النقاط العسكرية توالياً، وتبقى أفراد وقيادات الجيش الذين في المعسكرات، تواصلنا معهم وأبلغناهم بأن يأخذوا أسلحتهم وأطقمهم ويعودوا إلى بيوتهم، لم نجبرهم على القتال، وبالفعل انسحبوا، ووصلنا معسكر لبوزة الساعة الخامسة قبل المغرب، وخرجنا منه السابعة ليلاً، فطلبوا مني البقاء والنوم معهم، وأنا لست متعوداً على الحياة العسكرية، فلازلت قادماً من حياة الرفاهية في الخليج، وأعطوني جيباً عسكرياً لأدخل وأنام فيه، وفي تلك الليلة تواصلت مع مشائخ في مثلث العند، وطلبت منهم أن يحقنوا الدماء ويبقوا في منازلهم. في صباح اليوم التالي تحركنا باتجاه العند، ودخلنا القاعدة الساعة الثامنة إلّا ربعاً، وكانت كنتيرات ثلاجات الأمريكيين لازالت تعمل، وكذلك مدرعات ومعدات عسكرية تابعة لهم.
بعدها بقليل وردني اتصال من صديق يخبرني بأن محمود الصبيحي متواجد عند مصنع «الكفرات» أخبرت الجماعة فتحركنا، وفي الطريق وجدنا فيصل رجب وهو مصاب في يده، فأخذناه، ولم أكن أعرفه من قبل. وقبل وصولنا إلى مكان تواجد الصبيحي طلبوا مني انتظارهم وعدم التقدم معهم، وما هي إلَّا دقائق حتى تمكنوا من أسر محمود الصبيحي، وكان الطريق إلى عدن سالكاً، والمواطنون مرحبين لولا تدخل تحالف العدوان وتحريكه حزب الأوساخ (التجمع اليمني للإصلاح)، حتى بات جميع الجنوبيين يقاتلوننا؛ البعض باسم الدين، والبعض باسم القضية الجنوبية، والبعض يقاتلنا على أمل أن المحتلين سيعيدون الجنوب قطعة من دبي.
كانت تربطني علاقة قوية بحكام وأمراء الإمارات
كانت تربطني علاقات قوية جداً بمحمد بن راشد ومحمد بن زايد بحكم تجارتي في العسل في دول الخليج، خصوصاً الإمارات، وبعد ظهوري مع أنصار الله اتهموني بأني كنت مكلفاً من قبل السيد باختراقهم ودراسة الأسر الحاكمة ورفع تقارير عنهم، وكأني أعمل عملاً استخباراتياً، فأغلقوا محلاتي وصادروا بضائعي وجمدوا أرصدتي وطردوا عمالي واستهدفوا منزلي قبل أن أكون محافظاً حيث قصفوه في تاريخ 28 أبريل 2015، وقصفوا منزلي الآخر في تاريخ 6 أغسطس، ذات العام، في كل من الراهدة ولحج.

المحافظ مع المحرر شايف العين

-   ما هو حال أبناء المحافظات الجنوبية الذين في الجبهات؟ 
معظم أبناء المحافظات الجنوبية الذين يقاتلون في صف العدوان أجبرتهم الظروف المعيشية على ذلك، كونهم لا يملكون أي مصادر دخل سوى رواتبهم، وتعمد تحالف العدوان التسبب بانهيار الوضع الاقتصادي والعملة أسهم في تدهور الوضع، حتى من يملك راتباً قليلاً لا يستطيع العيش، فيضطر للذهاب إلى صف العدوان للحصول على راتب أكبر يمكنه من العيش.
أما أبناء الجنوب الذين يقاتلون في صف الوطن فهم اليوم يملكون قناعة ويشعرون بفخر أنهم يقاتلون على حق، يوماً بعد يوم تتعزز هذه الثقة وترتفع معنوياتهم، حتى إن أبناء مناطقهم الذين كانوا يتهمونهم بالقتال مع الروافض والمجوس، أصبحوا اليوم يعطونهم دفعة معنوية ويتواصلون بهم ليخبروهم أنهم على حق.
بدأ الكثير من الجنوبيين الآن الالتحاق بصف الجيش واللجان الشعبية، والبعض يتواصلون معنا ويؤكدون أنهم سيلتحقون بنا فور وصولنا إلى مناطقهم، لأنهم لا يستطيعون الخروج الآن إلينا خوفاً على أسرهم من تحالف العدوان ومرتزقته، فالشارع الجنوبي اليوم فقد الثقة بكافة الأطراف؛ بالشرعية، بالتحالف المعتدي، بالانتقالي، بكل من تاجر بالقضية الجنوبية، وباتوا ينظرون إلى أنصار الله بأنهم المنقذ الوحيد لهم، وهذا مزاج عامة الناس اليوم في الجنوب المحتل. 
حتى أصحاب المصالح المرتبطون بالعدو هم اليوم يطيعونه تحت ضغوط، ولدينا معلومات بأن الإمارات أخذت أسر قيادات المجلس الانتقالي وقيادات ما تسمى ألوية العمالقة وألوية الإسناد والدعم وألوية الأحزمة الأمنية، وهي الآن تحت الإقامة الجبرية هناك، حتى إن أحد القيادات في المجلس الانتقالي حاول إخراج زوجته من الإمارات لحضور العزاء في وفاة والدتها، ولم يستطع، حتى مع تدخل كافة قيادات الارتزاق الجنوبية، فأي تحرر يدعيه هؤلاء إذا لم يستطيعوا تحرير أسرهم!

-   هل هناك نضج جنوبي مواتٍ للحظة؟
نعم هناك نضج، فالنموذج السيئ الذي قدمه المحتل ومرتزقته ولَّد نضجاً كبيراً لدى الشارع الجنوبي، وانسحاب الجيش واللجان الشعبية كان له دور إيجابي رغم التضحيات الكبيرة التي دفعناها هناك، إلّا أنه عرف الناس بحقيقة أنصار الله، وأنهم يحملون مشروع بناء دولة، وليسوا كما صورهم تحالف العدوان وخطب الإصلاح من على منابر المساجد. فالتحالف لم يقدم للجنوب سوى ثلاجات الموتى بعد أن زج بشبابه وفلذات أكباده في محارق، اليوم تُداس صور قيادات تحالف العدوان في الجنوب، وأصبح مزاج الشارع هناك رافضاً لتواجد الاحتلال. كذلك ما يحدث في المهرة من طرد للمحتل، وكذلك ما يحدث في حضرموت، وهذا التحرر بدافع الخوف مما قدمه العدو من نموذج سيئ في عدن بأن يتكرر عندهم. تخيل أن المؤسسة الأمنية التابعة للمحتل والتي من المفترض أنها صمام أمان، هي من تقوم بالاغتيالات والاغتصابات والاتجار بالمخدرات وغيرها من الجرائم.
وأنا شخصياً على تواصل مع قيادات جنوبية من مشائخ وأعيان ومسؤولي دولة في الجنوب المحتل وخارج اليمن، وجميعهم يقولون لي مزيداً من الصمود وتقديم النموذج الراقي للدولة، ونحن معكم. اليوم الجنوب لديه 400 شهيد من أبنائه في صفوف الجيش واللجان الشعبية، وأنا لدي 4 شهداء؛ اثنان من إخواني، واثنان من أبناء إخواني.

-  هناك أصوات من الجنوبيين المحسوبين على القوى الوطنية في صنعاء متخوفة من تحرير الجنوب، بل قالت إن دخول الجنوب سابقاً كان خطأ والعودة إليه من جديد انتحار، ما تعليقك على هذا؟
الأصوات التي تنادي بهذا من داخل العاصمة هي في الأساس خائفة على مصالحها، فعندما يكون الفرد ضعيف شخصية من الطبيعي أن يخاف من أية شخصية قوية حوله لها ثقل وقد تفقده منصبه أو مصالحه، وهذا سيحدث بالتأكيد عندما يتم تحرير الجنوب، لذلك من مصلحة هؤلاء أن يبقوا أنصار الله في عزلة عن الجنوب، ولذلك ينادون بمثل هذه النداءات. وللعلم فإن بعض هذه الأصوات -وأنا أعرفها- نادت عندما دخلنا الجنوب سابقاً بمثل هذه النداءات، وعملت على التعبئة ضد الجيش واللجان، وقالت انسحبوا إلى حدود ما قبل عام 90، فأبناء الجنوب لهم الكلمة الفصل في مصير أرضهم.
ويمكنك القول إننا خُدعنا بهؤلاء، فأين أصواتهم عندما زج تحالف العدوان بأبناء الجنوب في محارق داخل الحديدة وفي جبهات الحدود مع السعودية، لماذا لم يلزم الجنوبيون حدود ما قبل الوحدة؟ ويبررون ذلك بتحرير الشماليين ليس من المحتل بل من أنفسهم. وأؤكد عبر صحيفتكم أن هذه الأصوات لا تمثل سوى مصالحها، ولا تمثل مزاج الشارع الجنوبي، وصياحها ليس خوفاً على حياة أبطال الجيش واللجان ولا على الجنوب المحتل وأبنائه، وأين دور هؤلاء ونحن لم نشاهدهم يتفقدون الجبهات أو يزورونها أو يعملون على توعية المجتمع الجنوبي في مناطقهم؟ اليوم المسؤولية تستوجب علينا التضحية الميدانية، ولنا في الرئيس الشهيد صالح الصماد والشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي مثال على ذلك.
المخطط كما قال الرئيس الشهيد الصماد هو على أبناء الجنوب للزج بهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ليصفو الجو ويبقى فقط المرتزقة، وبالتالي تأتي دول الاحتلال وتسيطر على ثروات اليمن في المحافظات الجنوبية، ولا تجد من يقاومها، حتى لو تلاحظ تنظيم القاعدة لا يتواجد في المناطق عديمة الثروة، بل في المناطق التي تتركز فيها الثروات النفطية كحضرموت وشبوة ومأرب والجوف.
وأعود للتأكيد على أن هذا الوقت هو الوقت المناسب لتحرير الأراضي الجنوبية من الاحتلال وجحافله، واللحظة مواتية تماماً للقيام بذلك، وأبناء الجنوب سيكونون في طليعة الجيش واللجان الذين سيقومون بعملية التحرير، فهناك الآلاف منهم اليوم ضمن صفوف المسيرة القرآنية، وعلى سبيل المثال أنا عندي 3 جبهات يقاتل فيها أبناء لحج، وهي جبهة حوامرة وجبهة حمالة وجبهة ذي القبيطة، وكما أسلفت وقلت لكم إن هناك الآلاف ممن ينتظرون فقط وصولنا إليهم ليحملوا سلاحهم إلى جانبنا.

-   كيف تقيم الواقع الميداني للجبهات في المحافظات الجنوبية؟
في ما يخصنا نحن نتحرك تحركاً منظماً ومدروساً تحت قيادة واحدة، وتقدمنا استراتيجياً يأخذ في اعتباره أولاً حياة المواطنين ليشعروا بأن تقدمنا هو من أجل نصرتهم وحمايتهم، فنحن مسؤولون عنهم، أما التحالف المعتدي ومرتزقته فلا يأخذون في اعتبارهم هذه الخطوط الحمراء، ولا يأبهون لحيوات المواطنين، لذلك نحن منتصرون عليهم أخلاقياً قبل أن ننتصر عسكرياً، أما هم فمنهزمون أخلاقياً وعسكرياً.

-   ما موقف أبناء الجنوب من الانتهاكات والجرائم التي تحصل في الشارع الجنوبي وتستهدف الشماليين بدرجة رئيسية؟ 
هناك استياء من عامة الناس في الجنوب لمثل هذه التصرفات الإجرامية التي لا تمت للإنسانية بصلة، والانتهاكات ليست بحق أبناء المحافظات الشمالية فقط، بل بحق أبناء الجنوب أنفسهم، وهذا مشروع مخطط له بعناية من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي لتكون هناك ردة فعل مماثلة من أبناء الشمال داخل محافظاتهم تجاه أبناء الجنوب، وبالتالي تمزيق النسيج الاجتماعي وتثبيت النزاع المناطقي بعد أن فشل في مشروع النزاع الطائفي ليس فقط بين شمال وجنوب، بل حتى داخل الجنوب نفسه.

-   ما حقيقة إعدام 17 تاجراً في محافظة الضالع من أبناء الشمال؟
وصلتنا معلومات بالفعل تفيد بإعدام عمال شماليين في مدينة الضالع بتهمة أنهم خلايا حوثية نائمة، وتقوم بعمل مخابراتي، ولو يتم التركيز على مقاطع الفيديو وتتبع أرقام لوحات السيارات في المرور ستعرف ملاكها، وبالتالي من هم المجرمون.

-  ما مدى تواصلكم مع أبناء الجنوب في المناطق المحتلة؟ وهل هناك عائدون من صف الارتزاق إلى الصف الوطني؟
بالنسبة للعودة إلى الصف الوطني هناك إقبال كبير من جانب المغرر بهم للعودة إلى الصواب، وقبل أيام قدم إليَّ بحدود 27 فرداً ممن كانوا في صفوف المرتزقة، كانوا مسيطرين على جبل حوامرة، وسلموه لنا وانضموا إلى صفوف الجيش واللجان الشعبية، وكذلك تواصلنا مع آخرين كانوا يقاتلون في مأرب، وعادوا، ومع قيادات وطنية في ما يسمى المجلس الانتقالي رافضة لوجود الاحتلال، عبر أناس من أقاربهم.
كما أن لنا تواصلاً مع قيادات وشخصيات ومجاميع كبيرة من أبناء الجنوب الذين كانوا يقاتلون في الساحل وفي جبهات أخرى، ليعودوا ليس إلينا، بل إلى منازلهم، كونهم مرتبطين بأسر، ولن يستطيعوا إخراجها. يعني أنا عندي آلاف ممن عادوا من جبهات المرتزقة، اليوم الجنوب بأكمله يئن، ولا يوجد بيت إلا وخسر ابناً وأخاً وأباً وزوجاً في محارق كان من الممكن تفاديها.
وأنوه هنا إلى أننا كنا على تواصل مع قيادات في مريس بالضالع قبل تحريرها، كان يريد العدوان دفعها للأمام لتواجهنا، ولكننا طمأناها وطلبنا منها حقن دماء الناس.
حتى إن هناك استهدافاً من قبل من تسمي نفسها حكومة شرعية للجنوبيين، تجعلهم يضحون في الجبهات لتأتي هي وتتسلم قيمة دمائهم، وقد أخبرنا القيادات بهذا الأمر، وأن الذين دخلوا في 94 ونهبوا الجنوب قمنا بطردهم من المحافظات الشمالية لتستقبلوهم أنتم من جديد، أمثال علي محسن وبيت الأحمر، ومؤخراً طارق عفاش، واقتنع البعض منهم.

-   ما هي رؤية القيادة الوطنية لمستقبل الجنوب؟
رؤيتنا كأنصار الله تجاه الجنوب واضحة وجلية منذ مؤتمر الحوار الوطني، وأيضاً من خلال خطابات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي التي يؤكد فيها أنهم مع مظلومية الجنوب، والوجهة الأولى هي تحريره من الاحتلال، ومن كان ينادي بالانفصال في 2007 أصبح اليوم أكثر تمسكاً بالوحدة، لأنه فقد الأمن، ومن كانوا يزايدون بالجنوب أصبحوا اليوم ضمن صفوف المرتزقة.
ونحتاج من القيادة السياسية في صنعاء أن تركز في تعييناتها من المحافظات الجنوبية على الأشخاص المؤثرين أصحاب الامتداد هناك للاستفادة في كسب الشارع الجنوبي وإشراكهم في القرارات لنكون قيادة، لأن القرار سياسي وليس إدارياً، فالأولوية لطرد الاحتلال ثم مناقشة القضية الجنوبية.

-   أحمد جريب كأحد مشائخ وأعيان قبائل الصبيحة، إلى أي مدى ترون أن هذه القبائل استُهدفت من قبل العدوان؟ وما موقفها اليوم؟
قبائل الصبيحة استُغلت أولاً بسبب موقعها وظروفها كمناطق صحراوية في 4 مديريات ممتدة من كرش إلى رأس عمران بعدن إلى باب المندب، وهم ناس بسطاء لا يملكون أي مصادر رزق غير رواتبهم كمجندين، وقبل ذلك من عملهم في التهريب.
كما تم استغلالهم باسم محمود الصبيحي بأن الحوثيين قاموا بأسره وإعدامه لتنفيرهم، وإلا كانت قبائل الصبيحة من أوائل المنطلقين مع المسيرة القرآنية، وقدموا أول شهيد وهو الدكتور حنيش عضو مجلس النواب و9 آخرين معه كانوا ضمن صفوف الجيش واللجان الشعبية في جبهة الساحل.
وتحالف العدوان ومرتزقته في حكومة فنادق الرياض ينظرون إلى هذه القبائل كوقود كونها قبائل شرسة والخوف من تمليكها أي قرارات، وبعد سماح القيادة لمحمود الصبيحي بالتواصل مع أسرته وثبت عدم صحة تلك الادعاءات عينت حكومة المرتزقة بديلاً عنه في وزارة الدفاع، ما دفع الكثير من أبناء القبيلة إلى العودة إلى منازلهم بعد أن كانوا يقاتلون ضمن صفوف العدوان في الساحل الغربي، كذلك عندما قتل عمر الصبيحي قائد اللواء الثالث للمرتزقة في الوازعية، تركوا جثته هناك إلى أن دخلت أنا ومجموعة مجاهدين وسحبناها وسلمناها إلى أهله تكريماً لقبائل الصبيحة، وقبل 6 أشهر من اليوم أقدموا على إيقاف مرتبه. 
اليوم تتعرض هذه القبائل إلى ضغوط كبيرة من قبل تحالف العدوان ومرتزقته من أجل العودة للقتال في صفوفهم، فقد قطعوا مرتباتهم، وقطعوا عليهم طريق التهريب الذي كان يوفر لهم مصدراً للدخل، وذلك لإخضاعهم، ولكن هذا قوبل بالرفض، وتوجد صحوة كبيرة في أوساط الصبيحة، فانسحبوا من الجبهات إلى مناطقهم، ولم يتبق إلَّا العقائديون.

-  هل عزف الاحتلال على وتر الأماني بدولة جنوبية مستقلة لازال مؤثراً في أبناء الجنوب؟ وإلى أي حد لازالوا يثقون في وعوده؟
في بداية انسحاب الجيش واللجان الشعبية من الجنوب كان الاحتلال يعزف على هذا الوتر، وكان هناك توجه للتجاوب مع هذا، بل الثقة في تلك الوعود الكاذبة بأنه فور خروج أنصار الله سيستلمون دولتهم، وبعد خروج الأخير بدأ العدو في عزف وتر آخر، وهو أنكم لن تتمكنوا من نيل دولتكم، والخطر لازال قائماً، فدفعهم للقتال في الساحل الغربي وجبهات الحدود لتحرير المناطق الشمالية كي يستطيع الشماليون العودة إلى مناطقهم وتحصلوا أنتم على دولتكم، وعلى أساس ذلك شاركوا في معركة الحديدة.
تفاجأ الجنوبيون باتفاق السويد، وأنه لم يكن لهم مقعد على طاولة المفاوضات، ولم يذكروا في مجلس الأمن ولا في قراراته، حينها بدأ الشارع الجنوبي يدرك كذب العدو عليه، وأصيب بالإحباط، والضربة الأخرى هي عودة عفاش بانعقاد البرلمان في مناطقهم. 
يبحثون عن الأمن والاستقرار لا عن دولة جنوبية 
ويجب التأكيد هنا وفي هذا اللقاء أن الجنوبيين اليوم لم يعودوا يبحثون عن دولة مستقلة وقرار مستقل وثروة مستقلة، أصبح أقصى طموحهم هو العيش في أمن واستقرار، وعودة أنصار الله ليس حباً فيهم، وإنما لأنهم لم يجدوا منقذاً غيرهم، خصوصاً وأنهم يرون الوضع في مناطق سيطرة الجيش واللجان ينعم بالأمن والسكينة، ويخلو من مظاهر الإجرام والانتهاكات على الرغم من أنهم في حالة حرب.
حتى موضوع الأسرى نتواصل معهم من أجل عملية تبادل، فيخبروننا بأن الإمارات والسعودية أخذتا الأسرى لديهما فأصبحوا بين نارين.

-  هناك أطماع إماراتية وسعودية وربما عمانية في الجنوب، كيف تقيمون الوضع؟ وهل يمكن تسمية ما تقوم به قبائل المهرة صحوة مشرفة نحو التحرير؟
إن تحرك أبناء المهرة لمواجهة الغزاة السعوديين هو أولاً بدافع الخوف من تكرار سيناريو عدن وبقية محافظات الجنوب المحتل في المهرة، وثانياً خوف خارجي من تمدد نفوذ السعودية ووصوله إلى حدود عُمان.
وتجدر الإشارة إلى أن أبناء المهرة تربطهم علاقات نسب ومصاهرة مع عُمان منذ القدم، حتى إنهم يدخلون السلطنة ببطائقهم الشخصية، كما أنها تربطهم علاقات تجارية ومصالح متبادلة.
أما أطماع الإمارات والسعودية فقد ظهرت إلى السطح، وهم اليوم في حالة صراع على المصالح والنفوذ، فقبل فترة زار الزبيدي وبن بريك المكلا من أجل تشكيل نخبة حضرمية، أتى التدخل السعودي بتصوير سيئون قبل شهر من انعقاد برلمان المرتزقة على أنها مع تنظيم القاعدة، بعدها انعقد البرلمان ولم يكن هناك شيء مما ذكر، وذلك لقطع الطريق على الأجندة التابعة للإمارات.

- ما حقيقة الأفارقة الذين دخلوا عدن، لاسيما وأن إعلام العدوان يدَّعي أن من جلبهم هي القوى الوطنية؟
إذا كنا نحن من جلبهم لماذا لازالوا يسرحون ويمرحون في عدن ولم يتم اعتقالهم؟ وصلتنا معلومات مؤكدة بأن العدوان استأجر أعداداً كبيرة من الأفارقة من جنسيات مختلفة، أبرزها الإثيوبية، وجميعهم أفراد في عصابات القتل والاختطاف والاغتيال والاتجار بالممنوعات، وجلبهم إلى عدن ليحلوا مكان قوات الاحتلال عند خروجها، وهي تشعر باقتراب ذلك، لتضمن استمرار الفوضى وانعدام الأمن.

- كلمة أخيرة تختم بها هذا اللقاء؟
أشدد على قيادة أنصار الله بضرورة التحرك لاستثمار بوادر الثورة والغليان الشعبي في الجنوب المحتل، وبعث رسائل تطمينية إليه عبر قيادات جنوبية بأننا معكم، وسنعمل على تحرير الجنوب كونه جزءاً أصيلاً من الوطن، وذلك أيضاً من أجل دحض ادعاءات العدوان بأن الحوثيين لا يهتمون بالجنوب، فالوقت الآن مناسب وممتاز جداً لمثل هذا التواصل الذي سيدعم تحرك الجيش واللجان لتحرير المحافظات المحتلة، وعدم إهمال هذا الأمر، كون المحتل معظم أطماعه متركزة في تلك المناطق، كما أنه يحاربنا من الجنوب، فبعد انسحابنا من هناك دفع أبناء تلك المناطق لقتالنا في الحديدة وجبهات الحد الشمالي، وهذا الأمر يسكت كل الأفواه التي تنادي وتزعق بأن دخول الجنوب انتحار. اليوم بعد اتضاح الحقائق هناك قناعة لدى أبناء الجنوب بأن خلاصهم هو في يد أنصار الله، وهذا ما يخبرونا به من يتواصلون بنا من هناك، وهم بالآلاف.