أكد الشيخ الطيب بشير، رئيس رابطة أبناء السودان لمناهضة العدوان على اليمن، أن الشعب السوداني يرفض ما أقدم عليه نظام البشير من إرسال مرتزقة باسم الجيش السوداني لقتال الشعب اليمني، مشيراً إلى أن مرتزقة البشير الذين جاؤوا إلى اليمن هم عبارة عن مجاميع من المنبوذين، وأن نظام البشير يمارس مهام أوكلت إليه من قبل قوى الهيمنة الاستعمارية التي يخدمها البشير.
وأضاف الشيخ الطيب، في اللقاء التالي، أن الرابطة نظمت الكثير من الفعاليات على مستوى العالم لمساندة الشعب اليمني، كما تطرق اللقاء إلى شرح عن جماعة (أنصار الله) العريقة في السودان، إلى جانب الكثير من القضايا المتعلقة بالشأن السوداني وارتباطها بالقضايا العربية المصيرية، فإلى اللقاء:
مليشيات النظام وليست جيشاً
 كيف تقيِّمون موقف الشعب السوداني من إرسال البشير مرتزقة من السودان للمشاركة في العدوان على اليمن؟
الشعب السوداني مبدئياً يرفض فكرة وعملية العدوان على الشعب اليمني من أساسها، ويدرك دوافها وأبعادها وتداعياتها، ويرفض مشاركة نظام الخرطوم في هذه العملية، ويحمل النظام مسؤولية إرسال قوة عسكرية من مليشياته للقتال في اليمن تحت مسمى الجيش السوداني. ولقد عبرنا عن ذلك صراحة منذ بداية العدوان من خلال رابطة أبناء السودان لمناهضة العدوان على الشعب اليمني.

أداة قتل استثمارية
 لماذا برأيكم انعدمت ردة الفعل في المجتمع السوداني من مشاهد قتلى من المرتزقة الجنجويد الذين يتساقطون في جبهة ميدي؟
لم تنعدم ردة الفعل في المجتمع السوداني من مشاهد القتلى، لأننا في الأصل نرفض هذه المشاركة، ونبرئ ذمتنا في دماء أهلنا في اليمن، ونعلم أن هذا مصير طبيعي للمعتدي في جبهة ميدي أو غيرها، ولأننا في الأصل لم نطالب النظام بإرسال قوة عسكرية، ولأن هذه المجاميع مارست القتل أولاً داخل السودان، وعلى أبناء الوطن، ثم اعتمدها النظام سلعة وأداة قتل استثمارية لدعم المخططات الإقليمية، وهو واحد من أدواتها.. أما أبناء الشعب السوداني الذين تابعوا المشهد، تأكدوا من صحة موقفهم، ويطالبون الآن النظام بإيقاف إرسال هذه المجاميع، لأن هذا الفعل هو في نهاية المطاف جريمة بكل المقاييس. وعلى كل لا يوجد ما يوجب القتال ضد الشعب اليمني، وهذا ليس جيشاً سودانياً (هم فقط مرتزقة نظام الحكم).

نظام خائن
 هل اتخذت الرابطة أية خطوات من شأنها لفت أنظار الشعب السوداني تجاه قضية إقدام الحكومة السودانية على إرسال مرتزقة باسم الجيش السوداني لقتال الشعب اليمني؟
من أول وهلة لهذا العدوان كان موقف الرابطة من العدوان ومن موقف نظام الخرطوم واضحاً في أول مؤتمر صحفي عقدناه، وأصدرنا بياناً باسم أبناء الشعب السوداني في 6/4/2015، ثم أكدناه ببيان آخر في 22/10/2015، عندما أقدم النظام على إرسال أول كتيبة، واعتبرناه خيانة صريحة، وحملنا نظام الخرطوم المسؤولية، والشعب السوداني داخل الوطن وخارجه مع هذا الموقف، وهو موقف شعبي واحد.

ستسقط الوهابية مع النظام القائم
 حدثنا عن النسيج الاجتماعي والعقائدي في السودان ومدى انتشار الوهابية فيه؟
الشعب السوداني هو شعب عربي أفريقي مسلم في معظمه ومسيحي، وهناك أديان أخرى وعقائد أخرى موجودة في السودان، والنسيج الاجتماعي للشعب السوداني هو نسيج سوداني في نهاية المطاف، لأن السودان منطقة تلاقح حضاري قديمة، رست فيه الحضارة النوبية، وامتدت إلى وادي النيل، ثم تلاقحت النوبية مع هجرات عربية وهجرات مسلمة، وتلاقحت مع الشعوب أفريقية كثيرة. والسودان بلد قارة، ويمكن تصنيف سكان السودان بـ(السنة) بهذا المعنى، ولهم نهج تصوفي غالب في معظم أهله، وليس متعصباً في انتمائه المذهبي، لأن الإسلام في السودان إسلام اجتماعي يقوم على البساطة والصدق والتمسك بالحق.
وبعد الصراعات العقائدية والمذهبية التي زحفت على الوطن العربي بما فيه السودان، أصبح أنصار الوهابية في السودان يسمون (أنصار السنة)، والسودان بلد يسمح بتعدد الآراء والأفكار، لكن التعصب لم يحدث إلا في زمن هذا النظام، وفكر (أنصار السنة) كفكر متشدد قبلوا في السودان عندما جاؤوا بشكل من الأشكال، وعندما حاولوا أن يصبحوا جزءاً من السلطة وجزءاً من النظام القمعي في السودان، رفض ما سمي الحركة الإسلامية في سبيل الإخوان المسلمين، أو في شكل الجبهة القومية الإسلامية التي ارتكبت الانقلاب في السودان، وسمت نفسها في ما بعد ثورة الإنقاذ، ثم سمت نفسها حزب المؤتمر الوطني أثناء الانقسامات التي حصلت.
الوهابية في السودان، أي (أنصار السنة) ليس لديها وجود قوي ذو وزن في السودان، لكن من خلال مشاركتهم في النظام، ومن خلال تغطية السعودية لهم ـ حيث تعتبر السعودية الآن جزءاً من قوى تحكم السودان، والانقلاب الذي كان يرتب في السودان برمضان، تم بترتيب سعودي، وفكرة تمدد الوهابية في السودان الذي هو تمدد سياسي أمريكي صهيوني في السودان، لا محل له وغير موجود، بل حتى شكلها الذي بدت عليه والمتمثل بأنصار السنة، أصبحت الآن في السودان مرفوضة، ليس بسبب تدخلاتها السياسية فقط، بل أيضاً بسبب تدخلها في حياة الناس الاجتماعية، حيث تبدي هذه الجماعة رأياً في التصوف، ورأياً بالاحتفالات بالمولد النبوي، وهي لم تتوقف عند الآراء فقط، بل حاولت التدخل لمنع الاحتفال بالمولد النبوي، ومهاجمته، لذلك هي الآن محاصرة اجتماعياً في السودان، وسياسياً ستسقط مع هذا النظام بسقوط عناصره، وسيتمكن المجتمع السوداني من إعادة تشكيلته من جديد، وبهذا المعنى تكون الجماعة التابعة للوهابية بدون أي فروع، ولا تمتلك أي جذور في المجتمع السوداني، حيث يرفض المجتمع السوداني الفكر المتعصب والمتعنت لهذه الجماعة، والشعب السوداني الآن يستنهض نفسه لإزالة هذا النظام بفروعه الداخلية وأصوله الخارجية.

نظام البشير يقترب من نهايته
 كيف يمكن قراءة خارطة المعارضة لنظام البشير، ودلالة عودة الصادق المهدي للمشهد السياسي في السودان؟ وما هي نسبة المعارضين لحكم البشير في الخارج؟
المعارضون لنظام البشير في الخارج هم غالبية السودانيين المتواجدين في الخارج، نظراً لأن جزءاً كبيراً جداً من السودانيين في الخارج، والذين يقدرون بـ7 ملايين، هجروا بسبب هذا النظام، إما بسبب القمع والقهر، أو بسبب الفقر وتضييق الحال وتعذر سبل العيش مع هذا النظام.. والخارطة السياسية المعارضة في السودان مكونة من عدة أحزاب تعرضت لكثير من التمزق بسبب النظام، وفقدت الكثير من قياداتها، إما بسبب السن أو بسبب السجون، والقتل الممنهج الذي مارسه النظام، أو أيضاً لأسباب أخرى تتمثل بعدم تجديد هذه الأحزاب لبنيتها بسبب مرور 28 سنة من عمر هذا النظام، مما أثر على عمل الأحزاب المعارضة، إضافة إلى الانشقاقات التي بدأ النظام في عملها داخل هذه الأحزاب، ويفرخ منها أحزاباً.
لكن، عموماً الشعب السوداني الآن يواجه هذا النظام كمجتمع، لأن الموقف من النظام الآن ليس موقفاً سياسياً فقط، إنما هو موقف أخلاقي في المقام الأول. لأن النظام تجاوز عملية تدمير الدولة وتقسيمها، إلى الاصطدام بالمجتمع بقيمه وأخلاقه، لذلك الآن تتشكل خارطة سودانية موحدة للحفاظ على الوطن والمواجهة باسم المجتمع السوداني والدفاع عن المجتمع السوداني وهويته الوطنية والدينية. والمواجهة الآن في السودان لا تعتمد على القوى السياسية في المقام الأول، لكنها تستنهض المواطن بما له من إحساس وطني، وبما له من قيم يجب عليه الدفاع عنها، لأن النظام بشكله الحالي ليس نظاماً شمولياً أو ديكتاتورياً ثورياً حاكماً داخل السودان فقط، النظام الآن جزء من مشروع استعماري صهيوني، وهو يعمل الآن على مسح الهوية الوطنية والدينية في سياقها العربي والأفريقي والإسلامي، وأصبح جزءاً من منظومة تهدد المنطقة برمتها. والمواجهة للنظام تأتي في إطار مواجهة النظام ومشاركته في ما يحدث في اليمن وسوريا والعراق والصومال وليبيا، وفي ما يهدد مصر، وفي ما يحدث داخل السودان نفسه.
النظام السوداني جزء من مشروع استعماري صهيوني كبير يحاول إعادة هيمنته على المنطقة، والشيء الوحيد المتبقي لهذا النظام هو الدعم الخارجي والقوى الأمنية التي يدير بها البلاد.
وفي ما يخص عودة السيد الصادق المهدي إلى السودان، فهذا شيء طبيعي، فالسيد الصادق كان يفترض أن يكون متواجداً داخل السودان، ولأسباب القمع والقهر والأسباب أخرى كثيرة يكون السيد الصادق أحياناً خارج السودان، وحزب الأمة وكيان الأنصار هما من أكبر القوى والتنظيمات السياسية الموجودة في السودان، والسيد الصادق المهدي هو إمام كيان الأنصار ورئيس لحزب الأمة السوداني، وعودته هي مؤشر بقرب انتهاء النظام.

تزايد المعارضة الشعبية رغم القمع
 هل هناك مظاهر تدل على تنامي المعارضة الاجتماعية لنظام البشير؟
نعم، كل المشاريع التي يطرحها النظام في الولايات، في المدن، في القرى، حتى على مستوى الأحياء السكنية، تجد أصواتاً معارضة رغم القمع القوي جداً، والآن في داخل السودان تحدث وقفات كثيرة وتظاهرات ومواجهات تحصل بين النظام وقوى المجتمع، وفي مواقع التواصل الاجتماعي نجد كثيراً من الرفض لسياسات النظام، وهناك الآن وقفات كبيرة جداً لمساندة إحدى الصحفيات التي حكمت بغرامة مالية كبيرة ومهددة بالسجن في حال عدم دفع الغرامة.
ونحن هنا من موقعنا في اليمن متواصلون مع كثير من إخواننا السودانيين في شتى أنحاء العالم وفي داخل السودان، لتنظيم مواجهة مع هذا النظام، ومنازلة فاصلة ستكون إن شاء الله قريبة، بمشاركة كل قوى المجتمع الحية، وليس فقط بالقوى والتنظيمات السياسية.
والآن بدأنا ننظم مشاركات كبيرة جداً من أبناء السودان في الخارج وداخل السودان، للوقوف ضد ما يحصل في اليمن، وضد إرسال مرتزقة تحت مسمى جنجويد، أو أي مسمى آخر، والاثنين الماضي كان هناك وقفة لمجموعة من الإخوة السودانيين داخل السودان، وفي هولندا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد خصصوا يوماً للصيام والقيام للتضامن مع الشعب اليمني رفضاً للعدوان والحصار.
والثلاثاء أيضاً، كان هناك يوم صيام دعت إليه رابطة أبناء السودان لمناهضة العدوان على اليمن، وقد تم تنفيذ يوم صيام للإخوة في بريطانيا وهولندا والولايات المتحدة، إضافة إلى الإخوة المتواجدين داخل السودان، وهذه الأنشطة بالمناسبة مستمرة يومياً، وتشهد ازدياداً متواصلاً.

عميل موساد من الدرجة الأولى
 كيف يمكن أن نقرأ محاولة انقلاب الفريق طه عثمان على نظام البشير في ضوء الأحداث الجارية في المنطقة العربية؟
الفريق طه عثمان هو شخص ظهر مع هذا النظام، ونما في ظل هذا النظام، وهو لم يكن من شخصيات هذا النظام ولا من قياداته المعروفة، كان يعمل ممرضاً ثم مراسلاً في مكتب والي الخرطوم القديم محمد عثمان محمد سعيد، ثم دخل المؤسسة العسكرية وتدرج فيها إلى أن أصبح بقدرة قادر فريقاً في جهاز الأمن، ومديراً لمكاتب رئيس الجمهورية بطريقة غريبة، وقد اتضح في النهاية أن الفريق طه عثمان الحسين هو عميل موساد من الدرجة الأولى، وقد أقام نظاماً موازياً لنظام البشير في أجهزة الدولة، وهو حسب اعترافه يحمل الجنسية السعودية، وليس كما أثير أنه يحمل التابعية السعودية، وهذا امتياز لا يمنح إلا لأفراد الأسرة السعودية أو بتوجيهات من الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل، وكونه من الموساد فهذا يعني أنه من المخابرات الأمريكية والمخابرات السعودية، ويعني أيضاً أنه جزء من حكومة تحكم المنطقة العربية لمصلحة الكيان الصهيوني في اتجاه الشرق الأوسط الجديد.
وهذا الرجل نقل الملفات السودانية كلها إلى السعودية، ومنها إلى المخابرات الصهيونية والأمريكية. طبعاً لم يستطع البشير أن يتخذ أي إجراء ضد طه عثمان، باستثناء توقيفه في المطار لمدة 6 ساعات، ثم عاد طه عثمان وسافر دون أن يعترضه أحد. وقد أجبر البشير على مقابلة طه عثمان في نهاية رمضان في المدينة المنورة، والتي أدت إلى تسوية بين الاثنين، وقد أصبح طه عثمان جزءاً من طاقم الخارجية السعودية، وقد شارك في مؤتمر القمة الأفريقية الأخير باعتباره ممثلاً للمملكة العربية السعودية لحل النزاعات في أفريقيا.

البشير مملوك
 للقرار الأمريكي
 ما هي قراءتك لموقف البشير الإخواني من الصراع الخليجي - الخليجي بين السعودية وقطر؟
البشير جزء من النظام، وهو يشكل فقط مجموعة داخل النظام، فالإخوان أنفسهم ليسوا على موقف واحد داخل النظام، وهم جماعة الجبهة الإسلامية سابقاً، وعناصر المؤتمر الوطني حالياً، ولا تستطيع أن تقول عليهم إنهم إخوان بمفهوم أيديولوجي، بل مجاميع انتهازية كانت تضع نفسها بتنظيم تحت أي مسمى كان، ثم الآن توجد نفسها حيث تستدعي ظروفها، أو ظروف الصراع الدولي، لأنهم تابعون لأجهزة مخابرات تدير الدول على المستوى الإقليمي أو المستوى الدولي، وعمر البشير لا يستطيع الآن أن يتخذ أي موقف ضد دول الخليج سواء مع السعودية ضد قطر أو مع قطر ضد السعودية، لأن عمر البشير مملوك للقرار الأمريكي، والسعودية وقطر أدوات فيه، لذلك ستجد مجاميع في نظام البشير ستظل تؤدي دوراً لقطر، ومجاميع أخرى داخل النظام ستظل تؤدي دوراً للسعودية، ولا يستطيع البشير أن يرفض أي طلب من الطرفين، والسعودية تتميز فقط بالنسبة للبشير على أنها تدخلت عند الأمريكيين على أساس أن يبدأ الأمريكيون بالتلويح برفع العقوبات عن السودان، وعن البشير المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، وهذه الورقة تضغط بها السعودية على البشير.

أنصار الله في السودان
 هناك جماعة تسمى (أنصار الله) في السودان، هل يمكن أن تعرف القارئ على هذه الجماعة؟
جماعة (أنصار الله) في السودان هي جماعة عريقة جداً جداً، انبثقت من دعوة الإمام محمد أحمد المهدي، وقد تشكلت منذ العام 1879م، وهي مكونة من شقين: شق ديني، وشق جهادي وطني لمواجهة الاستعمار في القرن الـ19، وهي تقوم على توجهات الإمام المهدي الذي قال: (أنا عبد مأمور بإحياء الكتاب والسنة المقبولين حتى يستقيما)، والإمام المهدي أحد المجددين في القرن قبل الماضي، وهو أول من وحد المجتمع السوداني تحت قيادته، وقد واجه الاستعمار بشكله التركي عندما تحول إلى نظام جباية، أو في شكله الإنجليزي، وقد استمرت جماعة (أنصار الله) بمواجهة الإنجليز إلى أن دخلت الخرطوم في 26 يناير 1885م، وكان هذا أول تحرير للخرطوم، وقد استمرت الدولة المهدية في السودان في شكل دولة مستقلة، بعد أن أنجزت ثورة الاستقلال الأول، إلى أن عادت الحملة الاستعمارية الثانية في عهد خليفة الإمام المهدي، وهو الخليفة عبدالله بن الشيخ محمد، وقد تعرض السودان في حينه لحصار استمر لمدة 13 عاماً، ظل خلالها السودان يعاني من ظروف شبيهة بالظروف التي يعايشها اليمن حالياً، على الرغم من حداثة فكرة الدولة الوطنية في القرن قبل الماضي، وتم الهجوم على الدولة المهدية في العام 1898م، ودمرت الدولة من قبل الإنجليز، وقتل الكثير من الأنصار في معركة الشهيرة، ثم المعارك التي بعدها.
وقد استمر كيان الأنصار كتيار وطني مقاوم، كيان مسلم ذي جذر صوفي جهادي مجدد لدعوة الإمام المهدي، وعلى المستوى الفكري لديها أدبيات كثيرة جداً جداً، وعلى مستوى التجديد الفقهي والمذهبي لديها آراء كثيرة جداً، وهي آراء تدعو إلى التجديد والاجتهاد، وتدعو إلى التماسك الاجتماعي باستمرار، وإلى الانتماء إلى مجموعة من الأسس والمبادئ، وتدعو أيضاً إلى تحقيق واستنهاض الذات في اتجاه الإبداع والخلق، لتأكيد ذات الإنسان وتحريره.
ولا يزال كيان الأنصار موجوداً حتى الآن، وقد لعب الدور الأساسي في تحرير السودان للمرة الثانية في العام 1956م، وقد اختار كيان الأنصار الاستقلال التام للسودان، وقد انبثق من كيان الأنصار حزب الأمة السوداني الذي تشكل في معظمه من قوى الأنصار، إلى جانب بعض الشخصيات السياسية والمثقفين، ولايزال كيان الأنصار يلعب الدور الفاعل والأساسي في السودان، ولديه إمامه الذي ينتخب ويبايع بيعة شرعية، وما زال كيان الأنصار متماسكاً حتى الآن، نابضاً بالنفس الوطني والإسلامي الاجتهادي بوسطية واعتدال، وبدون أي تعصب.

في خدمة الصهيونية
 إلى أي حد انتفع الكيان الصهيوني من نظام البشير ومد نفوذه في السودان؟
الكيان الصهيوني حصل على جنوب السودان، وهذه فائدة لا تقدر بثمن، بموجب خدمات البشير ونظامه، لأن فكرة تقسيم السودان لا يمكن أن تصدر عن أي سوداني، والفكرة من أساسها فكرة استعمارية، وتخدم الكيان الصهيوني، وفي الأخير نظام عمر البشير حقق هذا الهدف المتمثل بفصل جنوب السودان عن شماله لمصلحة الكيان الصهيوني، وهو فقط يخدم مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تقوده إسرائيل، ونظام البشير يعمل ضمن الكيان الصهيوني عبر المملكة العربية السعودية وتحالفاتها، أو قد يكون لنظام البشير قنواته المباشرة مع الكيان الصهيوني.

سينتصر اليمن
 كلمة أخيرة تحب إضافتها..
أشكر صحيفة (لا)، وأتمنى أن يتحقق مشروع تحقيق الذات والانتصار اليمني العظيم بسرعة، وسنسهم بكل خطوة من شأنها أن تساعد في إنجاز هذا المشروع، والتخلص من الوصاية الخارجية، وأن يحتل اليمن موقعه الذي يمليه التاريخ والجغرافيا كقطب إقليمي مهم في هذه المنطقة، وسيحدث هذا في القريب العاجل بإذن الله. وأقول للشعب اليمني منصورون بعون الله، وإننا معكم ولن نتخلى عنكم، وإن الشعب السوداني معكم جملة وتفصيلاً.