دأبت نقابة هيئة التدريس بجامعة صنعاء، في الآونة الأخيرة، إلى عمل إرباك وسط الحرم الجامعي، بالدعوة إلى الإضراب وتعطيل الدراسة بحجة عدم صرف المرتبات تارةً، وتارةً أخرى بحجة صرف (نصف الراتب). ونظرًا لحساسية الموضوع وأهميته الذي قد يضرُّ بسير العملية التعليمية الجامعية من خلال الدعوات إلى وقف الدراسة والإضراب عن التدريس من قبل مجموعة من الأكاديميين، توجهت صحيفة (لا) إلى الدكتور محمد المأخذي، نائب رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب، وقيادي نقابي.. في حوار صريح وشفّاف، أوضح فيه الكثير مما يحدث في إطار النقابة، ومن يقفُ وراءها، وما يتعلقُ باستفسارات أخرى أوضحها خلال هذا اللقاء..
صفعة قوية
الدعوة للإضراب ما حقيقتها؟ ومن يقف وراءها؟ وهل تلك المطالب حقوقية، أم لها مآرب أخرى؟
النقابة كانت قد أعدت خطة للقيام بأعمال سياسية داخل الجامعة، ظاهرها الدعوة إلى صرف مرتبات أعضاء هيئة التدريس، وباطنها تنفيذ أجندة خارجية لعمل إرباك في العملية التعليمية، لأن من يسيطر على النقابة هم الإصلاح (إخوان الشياطين). وعندما طرحوا موضوع التجمعات في الكليات المتعددة، كان موقف معظم أعضاء هيئة التدريس الرفض التام، لأن الشعب يواجه حرباً كونية، بينما النقابة (مُحرّضة) وتقوم بأعمال مساندة للعدوان، وتحقيق أجندة خارجية. وعندما رأت النقابة معظم أعضاء هيئة التدريس بالجامعة يرفضون مثل هذه الدعوات المغرضة، خاصة أن حوالي 90% منهم يرفضون دعوات الإضراب، ويرفضون توقيف الدراسة، ويرفضون تسييس موضوع المرتب واستغلاله لصالح (حزب الإصلاح)، رأت النقابة في هذا الموقف الرافض صفعة قوية لها من قبل أعضاء هيئة التدريس في جميع كليات الجامعة، مما اضطرها أن تتراجع عن دعواتها التحريضية، خاصة بعد لقائها مع رئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، لوضع حلول علمية لموضوع السيولة، والاقتصاد، تطرح على الناس والمختصين، أن تعالوا نشترك جميعاً في ما يحقق استقرار اليمن، وإن شاء الله ليس بيننا عداء مع أحد، ولا نعادي أحداً.

على دماء الشعب
 توقيتها ومشروعيتها، هل هي ضرورية الآن؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ لماذا لا يقدرون الظروف الراهنة، كما حال بقية موظفي القطاعات الأخرى، رغم أن الأكاديمي أفضل حالاً منهم، فنصف (راتب الأكاديمي) قد يعادل ثلاثة رواتب موظف حكومي في قطاع آخر؟
كما هي عادتهم يستغلون الوضع دائماً، وينتظرون الفرص يومياً لاستغلالها حتى ولو كانت على حساب دماء الشعب. وهل هناك من يعتقد أنهم (يوقتون) لصالح البلد، وهذه مآربهم كما قال تعالى: (ولي فيها مآرب أخرى)، ومن حيث الراتب كل واحد يتكيّف حسب ظروفه، ومهامه، واحتياجاته، فمثلاً (راتبي) قد لا يكفيني 15 يوماً، وكان يجب على النقابة أن تتحرك في دعم الناس جميعاً، وليس فقط موظفي وأساتذة الجامعة، بل موظفي الدولة بشكل عام، وقد طرحنا ذلك على النقابة أن نتحرك جميعاً إلى الأمم المتحدة، ونطالب بإعادة المبالغ المنهوبة التي نهبها المرتزقة في مأرب، وفي منابع النفط، لتورّد لصالح البنك المركزي، لكنهم قالوا لا دخل لنا، نريد مرتباتنا فقط، ما (يهمنيش) من يحكمني أهم شيء آخذ (الراتب)، فقلنا لهم: أنتم رحبتم بنقل البنك، فلماذا لا نتوجّه وإياكم إلى مأرب، فالبنك هناك (ملآن)، ونتوجّه إلى عدن كلنا ننتزع حقنا انتزاعاً، لكنهم مصرون (مرتباتنا) مع سلطة الأمر الواقع.. قلنا لهم: طيب سلطة الأمر الواقع تُجاهد، وتصرف لكم مرتباتكم حوالي 18 شهراً الماضية دون أن يتأثر شيء، وتصرف لكم وللمرتزقة، وكل من يحاربوننا دون أن يكون هناك أي انقطاع لها، وعندما تم نقل البنك أعلن هادي الخائن التزامه بصرف المرتبات مع مرتزقته، وأنتم جزء من هؤلاء.

9 ملايين للنقابة ويأكلون الباقي..!
 تحوز نقابة التدريس في الجامعة على دعم مالي كبير لتنفيذ أنشطة، ما مصير ذلك المال؟ وهل تنفذ أنشطة فعلية لصالح أعضائها؟
النقابة تحصل على ما لا يقل عن 9 ملايين شهرياً، أقساطاً، واشتراكات، من أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم، غير الدعم الذي كان يأتي من عدّة جهات لدعم النقابة، ومع هذا يخصم 5 ملايين ونصف حق المتوفين، وتعطيهم مليوناً، ويأكلون الباقي لصالحهم، ونحن في الملتقى الأكاديمي إن شاء الله سنسعى إلى أن يتم وقف الخصميات هذه نهائياً، حتى الاشتراكات، ونحن مستعدون أن نعمل ونحقق بإذن الله تعالى ما يخدم أعضاء هيئة التدريس بالمجان، ولا نطلب منهم أي قسط أو اشتراك، وبالذات أول مشروع سنحققه هو (مشروع الأرض)، سنقوم بمتابعة ذلك، وربما تُسلّم قريباً، وحتى أقوم بواجبي أريد فقط أن يوقف الخصم على أعضاء هيئة التدريس جميعهم، لكي لا يكون للنقابة أي ضلع في تحقيق أي مشروع كالتأمين الصحي وغيره، لكن يُحقق باسمنا وبأموالنا، نريد الأموال تعود إلى أعضاء هيئة التدريس، ونحن سنحقق لهم ذلك بإذن الله، وبتعاون الجميع معنا، مجاناً دون أن نخصم عليهم أو نأخذ من أموالهم شيئاً.

اللي (اختشوا) ماتوا...!
 يتم تجيير النقابة من قبل القائمين عليها لخدمة مصالحهم الخاصة والحزبية بدلاً من خدمة أعضائها، ومساعي البعض لتحويل النقابة إلى أداة للتحريض والإضرار بالتعليم الجامعي تحت يافطة الحقوق. كيف تعلقون على ذلك؟!
نقابة هيئة التدريس هيمن عليها الإصلاح، وإن كان هناك ناصريون أو اشتراكيون في النقابة، هم جميعاً يدارون من الرياض من قبل الفار عضو النقابة الدكتور صالح السنباني، يديرهم من الخارج، ولدينا معلومات مؤكدة، وشخص آخر في صنعاء أتحفظ على ذكر اسمه، هو الذي يحرك النقابة شمالاً ويميناً، ليحققوا أغراضهم التي عجز عنها العدوان، والتي كان يحلم أن يحققها في صنعاء أو غيرها. لن نسمح لأي كائن أن يعكر صفو البلاد، غير مبالٍ بهذه الدماء التي تسفك كل يوم، المفروض يكون عندهم دم... أن (يختشوا)!

من أين لك هذا...؟
 ...؟
هذه اليافطات يستخدمها الإصلاح من زمان في مساجدهم، في ندواتهم، في محاضراتهم باسم الدين، باسم الشرع، باسم القانون، ولكنهم للأسف لم يطبقوا شرعاً ولا قانوناً، ولا حقوقاً، نهبوا البلاد والعباد، واشتروا (الفلل)، والشخص الذي ذكرته قبل لحظات معه (فلتين) بشملان من أين؟ ومن يثبت أن ذلك من جهده، ومن تعبه، ومن مكاسبه، فليكن مهما كان. فلا بد من وضع (من أين لك هذا؟) كدستور يحاسب الجميع، ولا يجوز أخذ أموال الأمة، ولا أخذ أموال الدولة، فاللجنة الثورية العليا أدارت البلد كله، وواجهت حرباً، وصرفت مرتبات، لا إيرادات، لا نفط، لا مساعدات من أحد، وأدارت الدولة هذه الإدارة الناجحة بفضل الله، أما من يدعي أنهم ينهبون أموال الشعب، فهذا ادعاء كاذب، كلنا نعرف أنصار الله، نعرف حقيقتهم ومن (شل.. شل في النار)، وليست قاعدة عامة، وعلى من يدعون عليهم إثبات أنهم يأخذون أموالاً.

أكاديميون حسب الولاء (للحزب)
 بمنأى عن الولاء الحزبي، ما الدور الذي ينبغي أن ينهض به الأكاديميون في مثل هذه الظروف التي تتعرض لها البلاد من عدوان وحصار..؟ وهل تعتقد أنهم ينهضون به؟!
معظم الأكاديميين كانوا يعينون من خلال (الولاء الحزبي)، (الولاء لفلان)، للحزب الفلاني.. للتنظيم الفلاني.. وليس ولاء لله وللوطن، ويوجد أكاديميون وطنيون كثيرون عندهم إمكانية تقديم الرؤى المطلوبة، ونحن نعمل على ذلك، لأنه لدينا هيئة استشارية عليا ستقدم الحلول والمشاريع العاجلة والمستقبلية بإذن الله.
لا يوجد (تسييس)
 ...؟
لا يوجد تسييس للعمل الأكاديمي، وإنما تسييس النقابة من قبل مجموعة من الأعضاء الذين يشتغلون معهم (حركات ديناميكية) يستطيعون أن يؤثروا، واحد هنا، وواحد هناك في الكليات، ويعملون إحباطاً للناس وعدم الانطلاق، لكن بالمقابل هناك توجهات من قبل أغلبية أصبحوا يعرفون حقيقة هؤلاء، ولهم أيضاً دور في إعداد المشاريع التي تخدم المجتمع، وإن شاء الله سواءً توقفت الحرب أو لم تتوقف، نحن سائرون على هذا النهج، وستُرفد الدولة بالبحوث القيمة جداً، والمهم التطبيق.

لحم أكتافهم (نجس) وجب بتره
  ممارسة البعض أدواراً مشبوهة لصالح أجندات خارجية تستهدف الوطن بمسميات خادعة، ما المطلوب حيال سلوك كهذا؟ 
سبق أن ذكرت ذلك أن هؤلاء يمارسون عملاً في ظاهره الرحمة وفي باطنه من قبله العذاب، هذا الباطن هو الولاء للأجنبي، والسعودية 50 عاماً وهي (تشقى فوقنا)، ونريدهم أن يتغيروا في يوم.. 50 عاماً وهي ترفدهم بالأموال، يعني قد لحم أكتافهم كما يقولون: لحم نجس لا يُطهّر إلا بإزالته.