تُجيد العدني والصنعاني بامتياز
شحرورة اليمن الفنانة أحلام علي: لدينا القدرة أن نصبح عالميين

لستُ أدري كم مرة استمعتُ إلى أغنية (جي بحين والا شرق) بصوت الفنانة أحلام علي. هذه الأغنية فيها من الشجن ومن اللطافة ومن المهارة والرقة الكثير والكثير، هذه الأغنية الرقيقة البسيطة مست كل مشاعري، وفجرت في قلبي حنيناً جارفاً للكتابة، فعندما استمعت إلى أغاني الفنانة أحلام علي، بدأت أشعر شعوراً مختلفاً بها وبطبقات صوتها كما أن في صوتها الكثير من الجوانب العبقرية الإعجازية التي ينبغي أن نتعرف عليها في نُضج وتأمل.. نلمح في أغانيها غاية للاستغراق ينتهي إليها من يرهف السمع لما هو عذب وشجي، يحلو في القلب وقعه.. أغانيها تروي ظمأ الذهن والروح مع توافر قدرة المتعة الفنية، بصوتها المميز رفعت من شأن الكلمة المغناة، خصوصاً في المدى الذي ترتقي الكلمة بالموسيقى، فتحلق بنا في سماوات الشعور.. إنها فنانة من جيل الشباب تميزت وتبوأت موقعاً بارزاً على عرش الغناء اليمني..  سيظل صوتها غارقاً في ينابيع الشجن والحنين، وستبقى أغانيها الجميلة تعيش في الوجدان، لأنها أكثر عمقاً وصدقاً ورقياً.
  أغلب الفنانين اليمنيين يظهرون في بداياتهم الفنية بقوة، ثم يختفون فجأة.. لماذا؟
لم يختفوا، ولكن يقل الاهتمام بهم.

 الفنانون الشباب متهمون بعدم الاهتمام بالتراث. ما تعليقك؟
بالعكس، هم مهتمون بالتراث، ولكنهم يحاولون أن يجددوه بطريقتهم الخاصة، وهذا شيء رائع جداً.

 (جي بحين والا شرق)، أغنية انتشرت كثيراً.. ماذا تعني لكِ هذه الأغنية؟
(جي بحين والا شرق) هي أغنية للفنان عبد الرحمن الأخفش، واشتغلناها مع بعض (دويتو)، وغنيتها بعد ذلك بمفردي، والحمد لله أنها نالت إعجاب الجميع، وتطلب مني بكل حفلة وكل لقاء وكل سهرة. 

 من هم الشعراء والملحنون الذين تعاملت معهم؟
تعاملت مع شعراء وملحنين عمالقة، مثل شاعر الجزيرة الشاعر علي القحطاني، والشاعر الدكتور إبراهيم أبو طالب، والشاعر عبد القادر فدعق، والشاعر عبدالرحمن التاج، وغيرهم. وملحنين مثل المايسترو أنور مصلح، والملحن جعفر حسن، والفنان والملحن مراد عقربي، والفنان يحيى عنبة، والفنان إبراهيم الطائفي.

 من لفت انتباهك من الفنانين الجدد؟
هناك فنانون شباب كثيرون لفتوا انتباهي بأصواتهم الأكثر من رائعة، مثل الفنان رمزي محمد حسين، والفنان حمود السمة، والفنان فؤاد عبد الواحد، وعلوي رحمة الله تغشاه، ونادر الجرادي كذلك.

 أنتِ فنانة مشهورة جداً.. هل تشعرين بالغرور؟
نعم فنانة، ولكنني إنسانة، ماذا سأستفيد إن دخل فيَّ الغرور، فما هو إلا مرض أصاب بعض الفنانين وبعض البشر بشكل عام، وأتمنى ألا يصيبني هذا المرض في يوم من الأيام.

 الفنانون بالخليج يصعدون عبر مسيرتهم الفنية بالسطو على التراث اليمني، والجهات المعنية في بلادنا لم تحرك ساكناً، أين يكمن الخلل؟
 إذا الجهات المعنية لم تحرك ساكناً عندما طلب كثير من الفنانين الاهتمام بهم وبتراثهم، جيد جداً أن الخليج يغني تراثنا، أقل ما فيها نشعر أن التراث لم يمُت، والتراث اليمني ثبت نفسه في جميع بلدان العالم.
نحن في اليمن نملك القدرة على أن نكون أفضل أصوات في العالم، ولكن الجهات المعنية قتلت أملنا في أن نكون شيئاً كبيراً داخل بلدنا، والدليل فؤاد عبد الواحد وأسامة محبوب وغيرهما في اليمن لم نكن نعرفهم، ولكن عندما بدأوا مسيرتهم الصحيحة من خلال برامج خارجية ومشاركات خارجية، أصبحوا ضمن قائمة الفنانين العرب والمشهورين جداً.

 ما هي أعمالك الجديدة؟
هناك أكثر من عمل حالياً أجهزه أنا وبعض من الملحنين والشعراء.

 ما هو الكنز الذي أعطتك إياه الحياة وتفخرين به؟
الكنز الذي أعطاني إياه الله هم عائلتي والناس الذين يحبون أحلام لذاتها.

 ما هو الشيء الذي تمنته أحلام علي ولم يتحقق؟
تمنيت الاهتمام بالفن والفنانين من قبل الجهات المختصة، ولكن هذا لم أنله أنا، ولم ينله غيري.

 عمل تعتزين به كثيراً؟
أوبريت (حلم اليمن) أعتز به جداً.

 ما الذي يستفزك؟
 أكثر شيء في الدنيا يستفزني هو الكذب، لماذا لا نكون صادقين مع الجميع، سواء كان كبيراً أم صغيراً.

 ما هو العمل الفني الذي ترددينه دائماً؟
أردد دائماً (رددي أيتها الدنيا نشيدي)، هذا النشيد الذي لطالما رفعنا عالياً.

 هل لكِ مشاركات خارجية؟
 نعم، كانت لي مشاركات خارجية، وكانت في سلطنة عمان.
 كلمة أخيرة..
أشكر صحيفة (لا) على إتاحة هذه الفرصة، وأشكر جميع معجبي أحلام علي، وأتمنى من الله أن يعم في بلادنا اليمن الحب والأمن والسلام، وأن نكون يداً واحدة، يمناً واحداً، وشعباً واحداً.