عن شعب كُتب له أن ينتصر
 

ريم عبيد

ر يم عبيد / لا ميديا -
التاريخ والحاضر والمستقبل في اليمن، لم يكتبه المؤرخون، ولا الموثقون، وإنما كتبه الشعب اليمني عزا وصمودا وبالدم الأحمر القاني.
وعلى أبواب الذكرى الثامنة لثورة الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر، مازال النبض اليمني، العروبي، الإسلامي، القومي يدوي، مازال الإنجاز يلمع في سماء العدو مسيّرات وصواريخ، تدك حصون الأعداء بلا كلل ولا وجل.
يقولون إن اليمن الآن في هدنة تمتد لشهرين قد شارفا على نهايتهما، هدنة لم تخترها حركة أنصار الله واللجان الشعبية ترفا، وإنما على مضض، حقنا للدماء وتحضيرا لما قد يرعب العالم.
وأولى بوادر هذا الرعب بدأت مع العرض العسكري المهيب الأخير، والذي اجتمع فيه آلاف المجاهدين، بصفوف متراصة، وتدريب عال، وصوت واحد، هذا اليمن لنا وسيعود حاملا في طياته وتنظيمه وحجمه ومناسبته رسائل تهديد فهمها العدو جيدا وتداولها بقوة.
الهدنة مازالت قائمة والواضح أنها من طرف واحد، فلا يعتقدن أحد أن إفراج تحالف العدوان عن سفينتي بنزين ووصولهما إلى ميناء الحديدة هو إنجاز للعدوان، فهو لا ينطوي سوى على خوف تستشعره دوله من التهديد وهو أيضا ليس كسرا للحصار، فمازالت منافذ المساعدات على تنوعها مغلقة، وما يدخل هو غيض من فيض عدا عما يسرق، يضاف الى المشهد الإنساني الخروقات العسكرية التي تتكرر كل لحظة، حيث سجلت دول العدوان منذ بدء سريان الهدنة ما يزيد على ثلاثين ألف خرق، ومازالت هذه الدول وعلى رأسها السعودية تعتدي على المدنيين العزل، وتحصد أرواحا طاهرة ذنبها أنها جاورت جار السوء، فطمع بخيراتها، وحصيلة اليومين الماضيين استشهاد امرأة وإصابة طفلها بنيران الجيش السعودي 
في منطقة آل الشيخ بمديرية منبه الحدودية، هذا فضلا عن نهب خيرات وموارد ومقدرات البلاد.
تعود الذكرى، ذكرى الثورة المجيدة، والشعب مازال يحقق الإنجازات العظيمة، أولها استمرار هذه الثورة حتى بعد ثماني سنوات رغم التضحيات، وهي تمثل أهمية كبيرة في مضمونها ونتائجها وما يتعلق بها في الحاضر وفي المستقبل وهذا بالتحديد ما قاله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه بالمناسبة العام الماضي، وثانيها الصمود الذي كسر هيبة العدو، وحقره، وجعله في حالة ضياع، يتخبط بين خيارين، إما الخروج وهو ما سيكلفه خسائر على مستويات عدة، أولها معنوي، إذ سيخرج صاغرا وقد أهرق ماء وجهه إلى غير رجعة، وسجل اسمه في مجاهل ومزابل التاريخ، مقرونا بملاحظة: اعتدى فهزمه شعب باللحم العاري وهو الذي يملك ترسانات عسكرية كان يظن أنها ستنقذه.. وثانيها مادي، فهو سيترك مطامعه لأهلها وجنوده أسرى، وقد ضيع المليارات خلال سنوات الحرب.
أما الخيار الثاني، فهو البقاء والاستمرار في العدوان، وهو يعرف جيدا أن بقاءه هذا سيكلفه الكثير، وخصوصا مع اختلاف دوافع القتال بين منتسبيه الذين يضمون بين صفوفهم جزءا كبيرا من المرتزقة التكفيريين المنتمين إلى تنظيم القاعدة الذين يعملون من أجل المال فحسب، وبين دافع الشعب اليمني القائم على الأصالة والحرص وحماية الأرض والعرض، فهو وحده بجنوده ذوي البأس حماة البلاد الأصيلين، يحفرون نصرهم  في الصخر، وبالزند الأسمر وبالدم والبندقية والصاروخ والمسيرة، يحرجون عدوهم وعدو الشعب اليمني ويفضحون عجزه أمام العالم، رغم استناده على دول الاستكبار العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وحالياً العمل جار على أعلى المستويات لاستقبال الذكرى الثامنة لثورة الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، وسيرى العالم ما يدهشه من الشعب اليمني، سيقف مذهولا أمام إنجازات شعب صنع من الموت حياة، من الفقر عزة، من الخوف نارا وبارودا، من الدم سيلا هادرا، سيترجمه في عرض عسكري عظيم، قوامه 120 ألف مجاهد من منتسبي وزارة الداخلية، مدربون مهيؤون وقلوبهم قبل أياديهم تطلب النزال ومتيقنون من تحقيق النصر، وما العرض السابق قبل أيام إلا نموذج مصغر لما هو قادم، فليترقبوا الهزيمة الساحقة، فهذا الشعب الأبي كتب له في العرش أن ينتصر.

أترك تعليقاً

التعليقات

خليل القاعدي
  • الخميس , 28 مـارس , 2024 الساعة 12:20:11 PM

فصاحة زينب ورب البيت مزيد من التوفيق بإذن الله اخت ريم مقالاتك وتقريرك توجيه معنوي وبلسم لكل قلب مكلوم... حفظك الله. تحياتي