أشواك «حنظلة» الإيرانية فـي مؤخرة «إسرائيل»
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي
«لا» 21 السياسي -
النبات المر «حنظلة» هو اسم خلية القرصنة الإلكترونية المحسوبة على الاستخبارات الإيرانية، والتي نشرت على موقعها تسريبات جديدة ومثيرة، زعمت أنها «سلبتها» من أغوار هاتف رئيس الوزراء «الإسرائيلي» السابق نفتالي بينيت.
المجموعة، التي استلهمت اسمها من الشخصية الكاريكاتورية الرمزية التي ابتدعها الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي (لطفل حافي القدمين ممزق الملابس يدير ظهره للعالم تعبيراً عن الرفض والصمود، ولا يكبر انتظاراً للعودة إلى وطنه)، استهلت منشورها «القنبلة» بافتتاحية ساخرة (الترجمة بتصرف)، تقول: «عزيزي بينيت، لطالما تفاخرت بكونك منارة للأمن السيبراني. كم هو مضحك أن يسقط الآيفون 13 الخاص بك بسهولة في أيدي حنظلة! لم يكن حصنك الرقمي أكثر من جدار ورقي يشتهي اختراقه».
وبعد قليل من إعلانها أنها استخرجت من الهاتف المخترق حوالى 1900 محادثة خاصة، وصوراً، ورسائل صوتية، وقائمة جهات اتصال تتجاوز 140 صفحة، نشرت «حنظلة» نحو 2000 ملف على موقعها، تحت عنوان «عملية الأخطبوط».
أما السياسي اليميني ورجل الأعمال بينيت، الذي كان يستعد للعودة إلى المشهد السياسي عبر انتخابات 2026 المقبلة، فأقرّ فقط باختراق حسابه على تطبيق «تيليغرام»، نافياً قرصنة جهازه الشخصي، وزاعماً أن بعض المواد المتداولة «مفبرك أو معدّل بالذكاء الاصطناعي».
الإعلام العبري تلقّف القصة وحوّلها إلى «فضيحة» سياسية وأمنية، مذكراً بنشاط مجموعة القرصنة التي عرضت مكافأة تعادل 30 ألف دولار مقابل معلومات عن مهندسي منظومات الدفاع الصاروخي «الإسرائيلية»، وسرّبت بيانات عن قيادات يهودية في أستراليا.
وبينما أعلن جهاز الأمن العام (الشاباك) فتح تحقيق رسمي في الحادث، لم يستبعد فرضية أن يكون الاختراق قد تم عبر طرف ثالث.
وبعيداً عما جرى فعلاً لهاتف رئيس الوزراء «الإسرائيلي» السابق (2021-2022)، فقد تضمنت التسريبات الجديدة كنزاً من التفاصيل المثيرة، تراوحت بين فضح علاقات خاصة «مريبة» وأسماء تخشى الظهور في سياق كهذا، وعبارات لاذعة في المحادثات السرية بين بينيت ومحيطه في قمة الهرم السياسي والأمني «الإسرائيلي».
ولأن التفاصيل كثيرة ومتنوعة ومتشرذمة ببشاعة، فسأكتفي هنا بعرض نخبة من أبرز ما وجدته -شخصياً- يستحق التأمل:
• شملت التسريبات أسماء وبيانات 17 مسؤولاً عسكرياً «إسرائيلياً» في مجال الصناعات النووية.
• كشفت التسريبات أن بيني غانتس -زعيم المعارضة الحالي ورئيس أركان قوات الاحتلال سابقاً- كان على علاقة غرامية مع طبيبة النتنياهو الخاصة التي كان يبوح لها بمعلومات سرية. وقد انتحرت ابنة غانتس بعد علمها بالأمر.
• سربت المجموعة رقم الهاتف الشخصي وحساب الواتسأب الخاص بـ غانتس، وهو ما يمثل اختراقاً أمنياً خطيراً في عرف السلطات «الإسرائيلية».
• كشفت التسريبات ليس فقط هوية قائدة التفتيش في هيئة الأركان العامة لقوات الاحتلال، آدي صباغ (التي كانت هويتها مخفية ومصنّفة ضمن «المعلومات الحساسة») ونشرت صورها علناً للمرة الأولى، بل كشفت أيضاً أنها كانت على علاقة غرامية مع وزير الدفاع السابق، يوآف غالانت. ونشرت «حنظلة» صوراً وتسجيلات لهما في غرفة النوم بالطابق السادس عشر من برج «ماتكال» الفاخر. واتضح أن غالانت سرب بيانات سرية بالخطأ، لأن هاتف عشيقته (آدي) المحمول كان مراقباً على الإنترنت في ذلك الوقت.
• كشفت التسريبات تفاصيل اتصالات ومراسلات بالغة السرية مع قادة دول، من بينهم: الرئيس الفرنسي ماكرون، رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، والأسبق توني بلير، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد بن نهيان.
• كما كشفت نصوص اتصالات مع كبار الشخصيات العالمية، مثل الملياردير إيلون ماسك، والرئيس التنفيذي لأكبر شركات الذكاء الاصطناعي (OpenAI) سام ألتمان، فضلاً عن العديد من المديرين التنفيذيين لكبريات شركات التكنولوجيا في العالم (المعلومات المخترقة تضمنت إشارات لصفقات غير معلنة).
أما الملفات المزعوم تسريبها من هاتف نفتالي بينيت، والتي أثارت أكبر قدر من الجدل في الأوساط الداخلية وتسببت له بحرج بالغ أمام زملائه ونظرائه السياسيين، فكانت «لغة» المحادثات الخاصة والتعليقات التي وردت على لسانه، وكشفت عن «سوقية واستخفاف» تتناقض مع صورة السياسي «البراغماتي الهادئ» التي حرص رئيس الوزراء «الإسرائيلي» السابق على تسويقها للرأي العام، وكان يعوّل عليها للفوز في الانتخابات العامة المقبلة. ومن أبرز أمثلتها، وصفه الزعيم المعارض الحالي ووزير الدفاع والخارجية الأسبق أفيغدور ليبرمان بأنه «بدا كأنه تحت تأثير المخدرات»، ووصفه بيني غانتس بأنه «كان سيئاً»، فضلاً عن كلامه السلبي عن «دادي» (اسم الدلع الشائع لرئيس الموساد ديفيد بارنيا).
هاني الكُنيسي










المصدر «لا» 21 السياسي